عجوز هندي ينتج 300 نوع من المانغو من شجرة واحدة

"ايشواريا" واحد من أفضل أنواع المانغو التي أنتجها خان حتى اليوم.
الأحد 2022/07/24
شيخ المانغو

عجوز هندي تفرغ منذ شبابه للعناية بشجرة المانغو، فكانت له تجارب عديدة أفضلها مع شجرة معمرة يمكن أن يجعل منها شجرة مختلفة في أغصانها وأوراقها ورائحة ثمارها التي وصلت إلى عشرات الأنواع أعطى لبعضها مسميات مشاهير في أسبقية لم تحصل من قبل.

مليح آباد (الهند) – يستيقظ الهندي الثمانيني كليم الله خان يومياً عند الفجر ثم يصلي قبل أن يسير لمسافة كيلومترين تقريباً حتى يصل إلى شجرته التي تبلغ 120 سنة وجعلها على مر السنين تنتج أكثر من 300 نوع من فاكهة المانغو.

وتتسارع خطوات الرجل كلما اقترب من شجرته فيما يظهر البريق في عينيه. وعندما يصبح قريباً منها، يحدّق بأغصانها عن كثب، ثم يلمس أوراقها ويشم ثمارها ليستنتج ما إذا كانت ناضجة.

يقول الرجل البالغ 82 عاماً من بستانه الواقع في بلدة مليح آباد الصغيرة “هذه مكافأتي بعد عملي الدؤوب لعقود تحت أشعة الشمس الحارقة”.

ويضيف “عند النظر إليها تبدو مجرد شجرة، لكن إن تمعّنتم بها ستستنتجون أنها شجرة وبستان وأكبر مزيج من أنواع المانغو في العالم”.

◙ كليم الله خان اكتسب بفضل مهارته عددا من الجوائز، بالإضافة إلى دعوات تلقاها لزيارة إيران والإمارات
◙ كليم الله خان اكتسب بفضل مهارته عددا من الجوائز، بالإضافة إلى دعوات تلقاها لزيارة إيران والإمارات

وكان خان مراهقاً عندما تخلى عن دراسته وباشر بتجاربه الأولى لإنتاج أنواع جديدة من المانغو من خلال التطعيم أو جمع أجزاء مختلفة من الشجرة.

ونجح في إنتاج سبعة أنواع جديدة من المانغو في شجرة واحدة، لكنّها اقتُلعت نتيجة عاصفة ضربت المنطقة.

ومنذ سنة 1987، شكلت شجرة عمرها 120 سنة وتنتج 300 نوع مختلف من المانغو لكل منها مذاقه وملمسه ولونه وحجمه، مصدراً لسعادته وفخره.

وأطلق على أحد أنواع المانغو الأولى تسمية “ايشواريا” تيمناً بنجمة بوليوود والفائزة بمسابقة ملكة جمال العالم عام 1994 ايشواريا راي باتشان. ويبقى نوع المانغو هذا حتى اليوم واحداً من “أفضل أنواع المانغو التي أنتجها”.

ويقول إن هذا النوع “جميل كالممثلة، إذ يصل وزن الحبة الواحدة إلى أكثر من كيلوغرام فيما قشرتها ممشحة باللون القرمزي ومذاقها حلو جدا”.

وأطلق على نوعين آخرين اسمي رئيس الوزراء ناريندرا مودي وبطل رياضة الكريكت ساشين تيندولكار. أما “أناركالي”، أي زهر الرمان، فهي تسمية أعطاها خان لنوع من المانغو فيه طبقتان من القشر واللب لكل منهما نكهته المميزة.

يقول خان إنّ “الناس يتبدّلون لكنّ ثمرة المانغو تبقى إلى الأبد. وعندما يأكل الأشخاص مانغو ‘ساشين’ بعد سنوات، سيتذكرون بطل رياضة الكريكت”.

ولشجرته البالغ ارتفاعها تسعة أمتار جذع قوي يضم أغصاناً سميكة وعريضة توفر له ظلاً من أشعة الشمس الصيفية.

◙ هذه مكافأتي بعد عملي الدؤوب لعقود
◙ هذه مكافأتي بعد عملي الدؤوب لعقود

أما الأوراق فهي عبارة عن خليط من القوام والروائح وتبدو على بعض الأغصان صفراء لامعة فيما تظهر على أخرى باهتة ولونها أخضر داكن.

ويوضح خان “كما لا توجد بصمتان متشابهتان في العالم، لا تنتج الشجرة نوعين مماثلين من المانغو”، معتبراً أن “الطبيعة وهبت هذه الفاكهة خصائص مشابهة لتلك الخاصة بالبشر”.

وتتسم الطريقة التي يعتمدها خان للتطعيم بالتعقيد وتتمثل في تقطيعه بعناية غصنا من أحد الأنواع وترك ثقب مفتوح ليُثبت فيه غصن من نوع آخر ويُلف بشريط لاصق.

ويقول “أزيل الشريط بمجرد أن يصبح الغصن متيناً”، معرباً عن أمله في “أن يصبح الغصن الجديد جاهزاً للموسم المقبل وينتج نوعاً جديداً بعد عامين”.

البساتين التي تملكها عائلات وتتوارثها في الهند تشكل ما يشبه جنة لعشاق المانغو

واكتسب خان بفضل مهارته عدداً من الجوائز، بالإضافة إلى دعوات تلقاها لزيارة إيران والإمارات. ويقول “أستطيع إنتاج المانغو حتى في الصحراء”.

والهند هي أكبر منتج للمانغو في العالم، إذ تضم نصف إنتاج هذه الفاكهة العالمي. وتحوي مليح آباد في ولاية أوتار براديش شمال البلاد أكثر من 30 ألف هكتار من البساتين وتُنتج نحو 25 في المئة من مجموع المحاصيل في البلاد.

وتشكل البساتين التي تملكها عائلات وتتوارثها، ما يشبه جنة لعشاق المانغو، فيما يمثل “داشيري” ربما أحد أشهر أنواع المانغو في المنطقة ويتميز بملمسه السلس.

وسُميت النبتة كذلك تيمّناً بقرية مجاورة زُرعت فيها الثمرة للمرة الأولى خلال القرن الثامن عشر.

من جهة أخرى، يعرب المزارعون عن قلقهم من مظاهر التغير المناخي، وانخفض كذلك عدد الأنواع المُنتجة، وهو ما يعزوه خان أيضا إلى تقنيات الزراعة المكثفة والاستخدام الكثيف للأسمدة والمبيدات الحشرية رخيصة الثمن. ورغم التحديات، يؤكد كليم الله خان أنّ “حياته لا تزال جميلة”.

20