عجلة المصالحة الفلسطينية لا تستجيب لمحاولات الدفع المصرية

رام الله - تجدد التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس بعد محادثات أجراها وفدان من الحركتين بشكل منفصل في مصر لبحث استئناف جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وتحاول القاهرة جاهدة دفع مسار المصالحة إلى الأمام في ظل تحديات إقليمية ودولية ضاغطة، بيد أن الطرفين لا يبديان إرادة سياسية جدية لتقديم تنازلات.
وفي خطوة بدت تصعيدية صرّح مسؤول كبير في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن المجلس التشريعي (البرلمان) الفلسطيني الذي تسيطر حماس على غالبية مقاعده “انتهى دوره”.
وقال عضو اللجنة المركزية لفتح وعضو وفدها لمحادثات القاهرة حسين الشيخ، في بيان الخميس إن حماس “حوّلت المجلس التشريعي إلى مجلس حزبي تنظيمي يخضع لأجندات خاصة تقتل روح وجوهر عمل المؤسسة التشريعية الفلسطينية، ما يعني فقدان المجلس لشرعيته وانتهاء دوره منذ سنوات”.
وقال إنه “أمام فشل كل دعوات إنهاء الانقسام للأسف الشديد، أصبح من المهم جدا العودة إلى صناديق الاقتراع وخيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي في ظل غياب وانتهاء دور المجلس التشريعي الحالي”.
والمجلس التشريعي الذي انتخب لآخر مرة عام 2006 معطّل منذ منتصف عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بقوة السلاح وبدء الانقسام الداخلي.
من جهته، رد القيادي في حركة حماس سامي أبوزهري بالقول إن عباس هو “الفاقد للشرعية” وليس المجلس التشريعي.
وأضاف أبوزهري، في تغريدة عبر “تويتر” “نحن جاهزون للاحتكام لصناديق الاقتراع لانتخابات المجلس الوطني والتشريعي والرئاسة لإنهاء عملية القرصنة التي تمارسها قيادة فتح”.
وأجرى وفدان من حماس وفتح قبل أيام محادثات منفصلة مع المسؤولين المصريين في القاهرة على أمل استئناف جهود المصالحة بينهما، في ظل فشل عدة تفاهمات في إحراز تقدّم جدّي لإنهاء الانقسام الداخلي.
ولا تزال كل حركة متمسكة بموقفها، حيث تطالب حماس بتنفيذ اتفاق المصالحة الموقّع عام 2011، فيما تصر فتح على تمكين الحكومة من كافة مسؤولياتها بغزة، وفق اتفاق 2017.
والتقى مسؤولو جهاز المخابرات العامة المصري، قيادات بالحركتين، بشكل منفصل، بدءا بحركة حماس، الأسبوع الماضي، فيما التقوا بقيادة حركة فتح الأسبوع الجاري.
ولم يعلن رسميا عن انتهاء هذه الجولة، أو نتائج الاجتماعات، إلا أن التصريحات الإعلامية التي صدرت عن المسؤولين بالحركتين، لا تنبئ بأي انفراجة.
ويحذّر محللون من أن موقف الحركتين لا يخدم الصالح العام الفلسطيني، بل يسهّل لقوى وأطراف إقليمية ودولية توظيف هذا الانقسام لتمرير أجندات تهدد بتصفية القضية الفلسطينية.
ويرى المحللون أن حماس تستشعر فائضا من القوة على خلفية الجولة الأخيرة من التصعيد بينها وإسرائيل والتي تروج على أنها انتصار لها، فضلا عن تسابق قطر وإيران لدعمها وسط موقف أميركي إسرائيلي باهت، هذا إلى جانب أن جهات دولية باتت تتعامل مع الحركة كقوة سياسية وليس أدلّ على ذلك من الدعوة الرسمية التي وجهتها وزارة الخارجية الروسية لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية لزيارة موسكو الشهر القادم.
كل هذه العوامل تجعل من حماس ترفض تقديم أيّ تنازلات للرئيس عباس الذي بان بالواضح أن سياسته في التعاطي مع قطاع غزة تحتاج لمراجعة عميقة.
واستبعد الكاتب السياسي، مصطفى إبراهيم، نجاح الجولة الحالية من المصالحة. واعتبر أن “تصريحات حماس وفتح، التي تشير إلى عدم وجود ثقة متبادلة بينهما، هي إعلان واضح عن فشل الجولة الحالية”.
وأشار إبراهيم إلى أن “كل طرف يبتعد أكثر عن الطرف الثاني وكأنه يحاول أن يبقى ملكا بالمنطقة التي يحكمها لا يريد منازعا له فيها وهذه الحالة تضاعف الخطر التي تواجهه القضية الفلسطينية”.