عجلة اقتصاد سوق الحلويات تعاود الدوران في مصر

القاهرة - استعادت سوق الحلويات في مصر عافيتها، بعد أن تجاوزت تداعيات أزمة فايروس كورونا المستجد. وطالت الأزمة قطاعات اقتصادية عديدة في مصر، ما زال بعضها يعاني إلى الآن، إلا أن قطاع الحلويات نجح في تجاوز تداعياتها.
وقال صلاح العبد رئيس شعبة الحلويات بغرفة القاهرة التجارية، إن مبيعات الحلويات في مصر بشكل عام أصبحت جيدة، بعد أن تجاوزت السوق التأثيرات السلبية لأزمة كورونا.
ونسبت وكالة الأنباء الصينية شينخوا، لصلاح العبد قوله إن “أزمة كورونا كان لها تأثير سلبي على سوق الحلويات، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 25 في المئة خلال الأشهر الأولى لظهور الوباء”.
وتابع “نحن كأصحاب محلات لبيع الحلوى ندرك أنه لا بد أن يذهب المنتج طازجا إلى الزبون، لذلك لو كان المحل يعرض مثلا 100 صينية بسبوسة فإنه خلال أشهر الأزمة كان يعرض ما يتراوح بين 50 إلى 70 صينية، وهذا ينطبق على باقي أصناف الحلويات”.
ورد على سؤال حول توقعاته لمبيعات الحلويات خلال المولد النبوي الشريف، قائلا “لا أرى أن أزمة فايروس كورونا سوف تؤثر على مبيعات حلوى المولد، لأن المصريين يحتفلون بهذه المناسبة بشكل كبير”.
ومن المنتظر أن تحتفل مصر بذكرى المولد النبوي في 29 أكتوبر الجاري، وهي عطلة رسمية في البلاد، ومناسبة عادة ما يحتفي بها المواطنون بشراء الحلويات.
ويتميز هذا الاحتفال بنوعيات مختلفة من الحلوى، التي يتم تصنيعها خصيصا لهذه المناسبة، ولا يكون أغلبها موجودا في بقية أيام العام.
وأردف العبد، أن “كل رب أسرة يقوم خلال هذا الاحتفال بشراء علبة حلوى المولد من أجل إضفاء البهجة على أسرته وأولاده، ولا اعتقد أن يكون لأزمة فايروس كورونا تأثيرا سلبيا على مبيعات الحلوى خلال هذه المناسبة الدينية”.
وأوضح أن أسعار “حلوى المولد” لن تشهد ارتفاعا هذا العام مقارنة بالعام الماضي، أخذا في الاعتبار حالة الأسرة المصرية التي تأثر دخلها المادي بأزمة كورونا.
واختتم قائلا “نحن نحاول أن نسهل على رب الأسرة حتى يشتري الحلوى.. وأسعار علبة حلوى المولد العادية ستتراوح بين 50 و240 جنيها، بينما توجد علب فخمة على حسب طلب الزبون”.
أما صبحي عبدالعزيز (46 عاما)، صاحب محل لبيع الحلويات في محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، فقد رأى أن “سوق الحلويات في مصر بدأت تستفيق من تداعيات أزمة كورونا، وسوف نحكم عليها أكثر خلال هذا الشهر في مناسبة المولد النبوي”. وقال عبدالعزيز، “دون شك، ظهور مرض فايروس كورونا أثر سلبا على قطاع الحلويات في مصر بشكل عام، ولم تتجاوز المبيعات 50 في المئة في أفضل الشهور” مقارنة بما قبل الأزمة.
واستدرك “لكن مع إقدام محلات بيع الحلويات على تقديم عروض وتخفيضات من أجل جذب الناس وإعادة الحركة مرة أخرى تحسنت نسبة المبيعات”.
وأشار إلى أن محله قام بتخفيض أسعار جميع أنواع الحلويات بنسبة 15 في المئة، ما جعل إقبال الناس على الشراء يعود تدريجيا.
وأردف “نجهز حاليا للمولد النبوي، الذي يمثل موسما بالنسبة لنا، والأسعار سوف تكون أقل من 10 إلى 1 5 في المئة عن أسعار الموسم الماضي”.
ويعمل في محل عبدالعزيز أربعة أفراد، ورفض أن يستغني عن بعضهم خلال الأشهر الأولى للأزمة مراعاة لظروفهم الأسرية، لكنه كان يدفع لهم نصف الراتب فقط، قبل أن يعود حاليا ليدفع لهم الراتب كاملا.
بدوره، قال محمد عبدالله (42 عاما)، وهو مدرس لغة عربية بإحدى المدارس الخاصة، إن أسعار الحلويات في مصر انخفضت منذ ظهور فايروس كورونا لكن بنسبة بسيطة.
وأوضح الشاب الأربعيني لـ”شينخوا”، وهو يشتري الحلوى، لقد قمت بشراء علبة حلوى المولد مبكرا قبل أن ترتفع الأسعار مع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي نهاية الشهر الجاري، خاصة أن هذه المناسبة يعتبرها أصحاب المحلات ومصانع الحلويات موسما لتعويض بعض خسائر أزمة كورونا.
وتابع “أنا وأسرتي من محبي الحلويات بشكل عام، ونشتريها من حين إلى آخر، لكن منذ ظهور فايروس كورونا لم نشتر الحلويات الشرقية أو الغربية، وهذه ثاني مرة أشترى الحلويات في هذا العام”.
وأرجع هذا الأمر إلى تخوفه من الانتشار السريع للفايروس، قبل أن يضيف “كما أني لا أعرف ما إذا كان الشخص الذي يصنع الحلويات مصابا بكورونا أم لا”.