كما نحصن أبناءنا ضد شلل الأطفال، علينا أيضا أن نحصنهم ضد شلل الأفكار. نريد أن نحصنهم ضد إذكاء نار الطائفية البغيضة التي تستهدف أمننا واستقرارنا ووحدتنا.

من المستحيل التعامل مع الإرهاب بمعزل عن الثقافة السائدة والعمل على تطوير بعضها وإلغاء بعضها واقتلاع المذهبي منها، فهي منظومة متكاملة ومتداخلة على المستوى الكلي والجزئي.

إعلام الترهيب ليس جديدا، فقد حرصت الجماعات الإرهابية في منتصف العام 2004 على بث أفلام الرعب عبر مواقع شركات مشبوهة.

لم يكن من المستغرب أن شحنة الموت تضمنت شرائح اتصالات وأوراقا نقدية إيرانية، ربما "مباركة" بتعاويذ من الولي الفقيه.

الجميع أخطأ في حق الجميع؛ إيران نجحت، للأسف، في فرض خطابها المذهبي على المنطقة، والجماعات السنية المتطرفة أدلت هي الأخرى بدلوها.

هذه ليست أول عملية تقوم بها داعش في السعودية، فقد تم إحباط مخطط تدار عملياته من سوريا عبر الهواتف الجوالة ووسطاء البراميل المتفجرة ووسائل "التآمر" الاجتماعي.

إذا كانت طهران تتوقع أن تدافع القطيف عن إيران وعملائها فهي مخطئة، فشعبنا في القطيف أكثر ذكاء من التعاطف مع إيران والانصياع لولاية الفقيه المطلقة.

زيارة الملك عبدالله للفاتيكان، ثم تأسيس المركز العالمي للحوار بين أتباع الأديان، يؤكدان حرص المملكة على أهمية الحوار لتعزيز التسامح الذي تحث عليه جميع الأديان.

لن تكون عودة إيران للمجتمع الدولي على حساب تدخلها السافر في اليمن والبحرين والإمارات، أو على جثث المدنيين الأبرياء الذين شاركت في قتلهم في سوريا ولبنان والعراق.

في حال العودة إلى الحوار، فإن حزب الإصلاح لن يسلم سلاحه، فالحزب الإخواني يعتبر أن سحب الأسلحة من المدنيين في اليمن أمر خاطئ.

المؤسف أن الذين انتزعوا أبناء الوطن من أمهاتهم وقذفوا بهم في هاوية الصراع لحمل السلاح وبث الرعب في نفوس الآمنين، يجدون داعمين بيننا ممن يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بالمحتسبين.

لماذا يحرص من يدعون الاحتساب على توسيع مساحة الصدام بينهم وبين المجتمع؟ ألا يعني "التعايش" أن يتعايش الجميع تحت مظلة الوطن دون تفرقة أو كراهية.

عندما ندعو إلى ضرورة الحوار الهادئ والتعايش مع الآخر، فنحن ندعو إلى ترسيخ مفاهيم الثقافة والفنون الإنسانية، وليس بالضرورة إلى عبادة الأصنام كما يزعم هؤلاء المحتسبون.

المرأة السعودية ناضجة وجاهزة للزواج في سن العاشرة، لكنها في سن الأربعين قاصر وتحتاج لولي أمر لإدارة شؤونها.

إصدار قانون صارم لمنع التحرُّش أصبح ضروريا، خصوصا مع الانفتاح الذي يشهده المجتمع السعودي وانطلاقة المرأة السعودية في مجالات العمل العام.

جذور الإرهاب والتطرف نعرفها وهي واضحة للعيان، نريد تفكيك الخطاب الأيديولوجي وكشف الجهات المستفيدة من هذا التحريض وتعريتها أمام العالم.