عامة السياح غير مرغوب فيهم في فينيسيا

فينيسيا – يعتبر مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي من أقدم وأشهر المهرجانات السينمائية في العالم ويحرص كل نجوم ونجمات السينما العالمية على حضوره، ولذلك تتحول المطاعم الراقية والفنادق الفاخرة إلى مسارح تظهر عليها صفوة المجتمع ونجوم هوليوود، في الوقت الذي بدأ سكان فينيسيا يضيقون ذرعا بعامة السياح.
ويعاني أهالي المدينة من عدد السياح الذين يتجاوز عددهم 20 مليونا سنويا إلى حد جعل بعضهم يعلّق لافتة على نوافذ البيوت لتدل السياح على الاتجاه إلى ميادين "سانت مارك" أو "بونتي دي ريالتو" لتجنب عناء وملل تكرار الإجابة لكل سائح يمر بجوار البيوت ليسأل عن الطريق.
وعادة ما يتم تسليط الأضواء على الفنانين وأعمالهم الفنية خلال فعاليات المهرجان، في حين يفضل البعض الآخر الاستمتاع بالأجواء الهادئة للمدينة الإيطالية الساحرة بعيدا عن أضواء المهرجان.
وبطبيعة الحال لا يتنقل نجوم هوليوود في مدينة فينسيا بواسطة الحافلات العائمة، ولكنّ صفوة المشاهير مثل أنجلينا جولي أو إيما ستون الحائزة على جائزة الأوسكار وجيريمي إيرونس يتنقلون بواسطة القوارب الخاصة في القنوات والممرات المائية الشهيرة في المدينة الإيطالية الرائعة.
والمدينة مبنية على 118 جزيرة رملية متناثرة شمال البحر الأدرياتيكي، ويربطها ببعضها البعض أكثر من 400 جسر، أما القوارب التقليدية التي تنشط في قنواتها فيصل عددها إلى 170 قارباً، وهذا ما يجعل التنقل فيها متعة لا تنسى.
السياح في فينيسيا من عشاق النجوم ومشاهير السينما يمكنهم تجربة حظهم أمام قصر الفيلم أو قبالة فندق {إكسلسيور} لجمع توقيعات للذكرى
وهناك الكثير من المشاهير الذين يهربون من الحشود بواسطة القوارب الخشبية إلى الجزر القريبة من فينيسيا، وتعتبر جزيرة “سان كليمنتي” إحدى هذه الجزر، وهي تبعد مسافة 15 دقيقة بواسطة قارب الفندق حيث يستمتع النجوم بالهدوء والراحة في جزيرة الرهبان السابقة بعيدا عن الأجواء الصاخبة في ساحة القديس ماركوس.
وتتميز بالطراز التاريخي الذي يصبغ أبنية المدينة بالكامل مما يعطيها سحراً أسطورياً وخيالياً باهرين حيث تحتوي على قصر “فرانشيتي” الذي يعود للقرن السادس عشر وفيها منطقة “بونتي دي ريالتو” التي تعد من أهم مناطق الجذب في المدينة حيث تضم جسر “ريالتو” والذي يعود إلى حوالي 800 عام والذي كان تقصده العديد من الشخصيات الشهيرة كالشاعرين الإيطالي دانتي والألماني غوته، فضلاً عن الكثير من المتاحف التي تتوزع في أروقتها منها متحف “دوكالي” في ساحة سان ماركو ومتحف الفنون الشرقية .
وخلف باب فندق “سان كليمنتي بالاس كمبينسكي” تظهر الثريات الزجاجية مورانو القوية، والتي تنير الطريق إلى الغرف الفاخرة والأجنحة الفندقية الراقية، وقد أقام في هذا الفندق خلال دورة 2016 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي العديد من النجوم العالميين مثل جود لو، ومن قبله بينيلوب كروز وروبرت دي نيرو.
ومع حلول المساء تبدو شرفة مطعم “أكيويريللو” المطلة على ميدان “كنيسة الدير” التي تم إنشاؤها قبل 800 عام، كفيلم إعلانات، حيث يتيح للجالسين بها الاستمتاع بإطلالة رائعة على البحيرة وصولا إلى “سان ماركو”، ويعتبر مطبخ “فينتشنزو دي تورو” واحدا من أفضل المطابخ في مدينة فينيسيا، كما يرى الكثير من النقاد أن مطابخ “جيانكارو بيربيلليني” و”فريدريكو بيللوكو” والموجودة على الجرز المجاورة أفضل مطابخ موجودة في فينيسيا حاليا.
ويوجد مطعم “دوبولافورو” في فندق “جي دبليو ماريوت هوتيل” على جزيرة “إزولا ديلا روزا”، وقد نال هذا المطعم نجمة ميشلان، وهو ما يضمن للسياح بنسبة 100 بالمئة إمكانية مقابلة نجوم هوليوود وصفوة المجتمع الراقي أثناء تناول الطعام في هذا المطعم، وتسود هذا المطعم أجواء عصرية ومريحة، ويمتاز بمطبخ ابتكاري مع بعض اللمسات المبهجة. وتمتاز المدينة بأطعمتها المشهورة بها كالمعكرونة واللازانيا والسمك على الطريقة الإيطالية والبيتزا وغيرها من المأكولات.
ويشتمل فندق “أمان هوتيل كانال غراندي”، الذي يوجد بالقرب من جسر “ريالتو”، على أفضل المطاعم في مدينة فينيسيا، ويقع هذا الفندق الفاخر في قصر “بابادوبولي” العريق، الذي يعود إلى القرن السادس عشر، وقد شهد هذا الفندق في عام 2016 احتفالات الزواج لكل من لاعبة التنس آنا إيفانوفيك وبطل كأس العالم في كرة القدم باستيان شفاينشتايغر، بالإضافة إلى الاحتفالات الأسطورية التي صاحبت زواج النجم العالمي جورج كلوني وأمل علم الدين.
ويمتلك نجم هوليود جورج كلوني فيلا تطل على بحيرة كومو، وكثيرا ما يقضي أوقاتا طويلة بصحبة زوجته في مدينة فينيسيا خلال السنوات الأخيرة، ويحب الممثل العالمي الحائز على جائزة الأوسكار الإقامة في فندق “تشبرياني” العتيق، والذي يطل على “ساحة القديس ماركوس″، ويعتبر هذا الفندق قبلة لمشاهير السينما العالميين.
وعند السير من فندق “تشبرياني” في القناة الكبرى “كانال غراندي” باتجاه “ريالتو” يظهر أمام السياح على الجانب الأيمن اثنان من الأماكن الشهيرة التي تجذب المشاهير وصفوة المجتمع وهما فندق “جريتي” و”باور”، لما يزخران به من أجواء الفخامة والرقي والمطاعم المطلة على الماء مباشرة، وعندما يجلس نجوم السينما في هذه المطاعم تطاردهم عدسات الكاميرات والهواتف الذكية الخاصة بالجمهور من كل مكان، من أجل التقاط الصور ومقاطع الفيديو مع المشاهير.
وعلى جزيرة “ليدو” نفسها يمكن للسياح وعشاق جمع توقيعات النجوم والمشاهير تجريب حظهم أمام قصر الفيلم أو قبالة فندق “إكسلسيور”، حيث شهدت قاعات هذا الفندق ميلاد أقدم مهرجان سينمائي في العالم، إذ بدأت منافسات مهرجان فينيسيا السينمائي لأول مرة في شرفات فندق “إكسلسيور” خلال عام 1932، وتوفّر شرفة المطعم بهذا الفندق إطلالة رائعة على البحر الأدرياتيكي.