عالم سري لشوكولاتة مارس وتشيبس برينغل

ممتلكات بنحو 117 مليار دولار واعتماد المخاطرة للحفاظ على السرية.
الأحد 2024/08/18
الأكثر شهرة

الشركة المنتجة لشوكولاتة مارس تسيطر على السوق وعلى المنافسين، ولديها قدرة على الإنفاق لتنفيذ المشاريع، لكن ذلك يتم في سرية كاملة حتى أن البعض يصفها بأنها منظمة سرية، وأنها أكثر سرية حتى من المخابرات المركزية الأميركية.

ماكلين/ فرجينيا (الولايات المتحدة)- تنتشر نكتة بين سكان ماكلين بولاية فرجينيا، تقول إن أكثر المنظمات سرية في ضاحية واشنطن ليست وكالة المخابرات المركزية بل شركة حلويات ومنتجات للحيوانات الأليفة.

وتدير ثاني أغنى عائلة أميركية الشركة المصنعة لحلوى إم أند إم وأغذية لحيوانات الأليفة، من مبنى دون شعار أو أيّ لافتات تعريف أخرى. ولمكاتب وكالة المخابرات المركزية في المقابل لافتات تدل على موقعها.

وتقدر فوربس قيمة ممتلكات أفراد عائلة مارس الصافية بنحو 117 مليار دولار. ولا تتجاوزها في الولايات المتحدة سوى ثروة عائلة والتون، التي تقدر بنحو 267 مليار دولار. وتمتلك عائلة والتون سلسلة متاجر وول مارت المنتشرة فروعها في البلاد. وبنت عائلة مارس جل ثروتها من الشركة التي تحمل اسمها، وهي واحدة من التكتلات القليلة التي رفضت دخول سوق الأوراق المالية للحفاظ على السرية. وتقول الشركة إن هذا يسمح لها باتخاذ قرارات على المدى الطويل دون القلق بشأن تدقيق المستثمرين في أرباحها في كل ثلاثي.

بوكس

ويعني اندراج مارس ضمن القطاع الخاص أنها لا تتعرض لضغوط في سوق الأسهم لشطب الأصول في حالة فشل عملية استحواذ كبيرة. ويمنحها هذا المزيد من الشهية للمخاطرة، وهو ما تؤكده مقابلات مع أكثر من عشرة أشخاص مطلعين على إستراتيجياتها. وسلطت المقابلات مع هؤلاء الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب قيود السرية التي يخضعون لها، الضوء على قرار مارس بوضع أكبر رهاناتها والتوسع بالاستحواذ على شركة كيلانوفا لصناعة الوجبات الخفيفة والحبوب مقابل حوالي 36 مليار دولار، حسبما أعلنت عنها قبل أيام.

ورفض متحدثون باسم مارس وكيلانوفا التعليق على تفاصيل مفاوضاتهما. وشكّلت هذه الخطوة تتويجا لموجة من صفقات الشركة على مدى العقود الثلاثة الماضية. وحددت المعطيات التي جمعتها شركة أبحاث السوق ديالوجيك وتحققت منها بلوغ مجموعها 185 صفقة على الأقل بقيمة إجمالية تصل إلى 81 مليار دولار.

قادت فاليري مارس، حفيدة فرانكلين كلارنس مارس، البالغة من العمر 65 عاما هذا التوسع من خلال عمليات الاستحواذ على مدى العقود الثلاثة الماضية. وكانت الشركة قد فتحت أبوابها بصفتها مصنعا للحلوى في 1911.

وتقاعد معظم أفراد عائلة مارس من الشركة وتقرر تعيين مسؤولين موثوقين على رأسها. لكن فاليري بقيت وساعدت في قيادة معظم الصفقات الرئيسية، بما في ذلك شراء شركة ريغلي لصناعة العلكة بقيمة 23 مليار دولار في 2008. وكانت هذه صفقة بدعم مالي من شركة بيركشاير هاثاواي ورئيسها ومديرها التنفيذي وارن بافيت.

ونما صافي مبيعات الشركة السنوية لذلك من حوالي 10 مليارات دولار عندما انضمت إليها فاليري مارس في 1996 إلى أكثر من 50 مليار دولار في 2024. وقالت المصادر إن فاليري مارس ساعدت رئيس الشركة التنفيذي بول ويهروخ، الذي قاد المفاوضات بشأن الصفقة مع رئيس شركة كيلانوفا التنفيذي ستيف كاهيلان، بينما كانت تستعد للتنحي عن منصب نائب الرئيس الأول لتطوير الشركات.

وكانت الشركة التي تُصنّع سنيكرز وتويكس تمتلك بالفعل حصة سوقية كبيرة في صناعة الشوكولاتة والعلكة وتغذية الحيوانات الأليفة. وكانت تسعى إلى الاستثمار في خطوط أعمال جديدة، مثل الوجبات الخفيفة المالحة والحبوب، على المستوى الدولي الذي تطغى عليه شركة كيلانوفا وكيلوقز. وتنتج كيلانوفا رقائق الذرة من نوع برينغلز وتشيز إت، وتنتج شركة كيلوقز رقائق كورن فليكس.

بوكس

وقالت المصادر إنه في حين أن بعض منافسي مارس فكروا في صفقة لكيلانوفا، إلا أنهم لم يرتاحوا لسعر الشراء المطلوب أو المراجعة التنظيمية المطولة والمتوقعة. وتأمل مارس وكيلانوفا أن يمرر منظمو مكافحة الاحتكار الصفقة بسبب التداخل المحدود للمنتجات المعنية خلال مطلع 2025. ومنحا نفسيهما سنتين لإكمالها في حالة التدقيق المطول، وفقا للملف المودع لدى هيئة السلامة والتبادل.

تفيد مصادرنا أن المفاوضات بين الشركتين انطلقت خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد أن استمرت في أنشطتها في ميدان الحبوب بمعية كيلانوفا بعد انفصالها عن كيلوقز، التي بقيت مع الشركة الأم في أميركا الشمالية.

وأضافت المصادر أن كاهيلان ومجلس إدارته في كيلانوفا عقدا آمالا كبيرة على أسهم الشركة الجديدة، ولم تعتقد مارس أنها تستطيع تلبية توقعاتها للأسعار.

لكن أسهم كيلانوفا كافحت بعد الانفصال في أكتوبر، حيث كان تداولها دون سعرها الافتتاحي. ويرجع ذلك إلى أن المستثمرين قلقون بشأن تضخم الأسعار وتأثير أدوية إنقاص الوزن التي تؤثر على طلب المستهلكين.

ثم رفعت الشركة التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها توقعاتها السنوية للمبيعات العضوية والأرباح خلال الشهر الحالي، وذكرت رويترز في وقت لاحق أن مارس كانت تتطلع إلى الاستحواذ على كيلانوفا، وارتفعت قيمة الأسهم حينها بنحو الثلث. ويتماشى سعر الشراء الذي عرضته مارس في النهاية، أي ما يعادل 16.4 ضعف تدفق كيلانوفا النقدي لمدة 12 شهرا، مع الصفقات الأخيرة الأخرى في القطاع.

وكان هذا كافيا لإقناع كبار المساهمين في الشركة، كيلوقز وعائلة غوندز (عائلة ثرية أخرى) لدعم الصفقة. ولم يكن لجل منافسي مارس الأموال الكافية لإبرام صفقة بهذا الحجم.

وأكدت وكالة التصنيف الائتماني إس أند بي غلوبال أن مارس تتمتع بـ6.6 مليار دولار نقدا في متناولها اعتبارا من نهاية ديسمبر، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى خطوط ائتمان بقيمة 4 مليارات دولار. كما أقنعت البنوك بإقراضها حوالي 29 مليار دولار للصفقة، وهو ما أبرزه إيداع لجنة الأوراق المالية والبورصات.

وحددت إس أند بي غلوبال أن أرباح شركة مارس السنوية لا تتجاوز 600 مليون دولار، أي أقل بكثير كنسبة مئوية من تدفقاتها النقدية مما يدفعه معظم أقرانها من السلع الاستهلاكية المعبأة. ويعكس هذا رغبة العائلة في إعادة الاستثمار في المؤسسة.

◄ مبنى دون شعار أو أيّ لافتات تعريف أخرى
مبنى دون شعار أو أيّ لافتات تعريف أخرى

 

7