عالقون بجنوب الخرطوم يعانون من تردي الخدمات الصحية

الخرطوم- في منطقة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، والتي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، يعاني العالقون من تردي الخدمات الصحية وانعدام الأدوية الضرورية، مع تزايد انتشار الأمراض.
وفي المنطقة التي تشكل أكثر من ثلث المساحة الإجمالية للعاصمة السودانية، يعمل مستشفيان رئيسيان بصورة جزئية، وهما مستشفى (بشائر) والمستشفى التركي، إضافة إلى مراكز صحية صغيرة.
ولكن انعدام الأمن بالمنطقة ووقوع حوادث عنف متكررة، ما يزالان يشكلان العائق الأبرز أمام استمرار الخدمات العلاجية للمرضى.
◄ الحرب أجبرت أكثر من 2800 صيدلية مسجلة بالعاصمة الخرطوم على إغلاق أبوابها، وتعمل فقط أقل من 50 صيدلية في ظل ظروف أمنية معقدة
واضطرت منظمة أطباء بلا حدود التي تنشط في تشغيل عدد من المستشفيات في جنوب الخرطوم إلى تعليق عملياتها بمنطقة (الكلاكلة)، وذلك في الخامس من أكتوبر الجاري.
وقالت المنظمة، وقتها، “إنها أجبرت على ذلك بسبب زيادة انعدام الأمن والحوادث”.
وأضافت “أن هذا القرار الصعب بتعليق الأنشطة في عيادة الشهيد وداعة الله، يأتي بعد 3 حوادث سطو مسلح في غضون شهر واحد مما يعرض حياة الموظفين والمرضى للخطر”، مشددة على أن هذه الهجمات ضد الرعاية الصحية غير مقبولة.
ووفقا لعاملين في الحقل الطبي بجنوب الخرطوم، فإن نقص الأدوية الأساسية يشكل عائقا أمام تقديم الرعاية المنقذة للحياة بسبب القيود التي تعيق وصول الإمدادات الطبية إلى المنطقة.
وقالت رشا أدريس، وهي ضابط صحة بوزارة الصحة بولاية الخرطوم، إن ظروف الحرب تسببت في شح الإمداد الدوائي ولاسيما بمنطقة جنوب الخرطوم.
وأضافت في تصريح لوكالة أنباء “شينخوا”، ” هناك نقص كبير في الأدوية في جميع المؤسسات العلاجية بجنوب الخرطوم”.
وأوضحت أن السلطات الصحية بولاية الخرطوم تنسق مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة من أجل توفير الأدوية وإيصالها إلى مناطق جنوب الخرطوم”.
ومن جانبه، أشار المواطن نجم الدين محمد آدم إلى جملة مشكلات يواجهها من أسماهم (العالقون) بالمنطقة.
وقال نجم الدين، “ما يزال آلاف العالقين يقيمون بالمنطقة بسبب عدم قدرتهم على الخروج إلى مناطق أخرى، ويواجه هؤلاء مشكلات عدة متصلة بالخدمات العلاجية”.
وأضاف أن “هناك تدهورا في الرعاية الصحية بمنطقة جنوب الخرطوم، كما أن المراكز الصحية لا تعمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة”.
وتابع “لا تتوفر الأدوية الأساسية، كما أن المتوفر منها بأسعار عالية، كل ذلك بالإضافة إلى انتشار كثيف للأمراض وخاصة الكوليرا وحمى الضنك والملاريا”.
وفي السياق ذاته، أعلن قسم النساء والتوليد بمستشفى (بشائر) الواقع بمنطقة (مايو) بجنوب الخرطوم اليوم خروجه عن الخدمة بسبب عدم وجود مخزون ببنك الدم بالمستشفى.
وقال المستشفى في بيان صحفي ” قد يؤدي عدم توفر الدم لتوقف قسم الطوارئ أيضا ما لم يتم توفير الدم خلال 24 ساعة فقط”. ودعت إدارة مستشفى بشائر جميع المواطنين بجواره إلى الحضور والتبرع بالدم.
وتعاني أجزاء كبيرة من ولاية الخرطوم وولايات دارفور الخمس وولاية غرب كردفان، وولاية الجزيرة وسنار من صعوبات تلقي الخدمات الصحية وإيصال الأدوية إليها كونها مناطق صراع مسلح.
ويعاني السودان من ندرة الأدوية وارتفاع أسعارها، ووفقا لتقارير سابقة، فإن الحرب أجبرت أكثر من 2800 صيدلية مسجلة بالعاصمة الخرطوم على إغلاق أبوابها، وتعمل فقط أقل من 50 صيدلية في ظل ظروف أمنية معقدة.
كما توقفت 41 من شركات الأدوية وأكثر من 90 في المئة من مصانع الأدوية (وكلها بالخرطوم) عن العمل تماما منذ اندلاع الحرب.
ويشهد السودان تفشيا واسعا لعدد من الأمراض ولاسيما بعد هطول أمطار غزيرة بمناطق واسعة من السودان.
◄ انعدام الأمن بالمنطقة ووقوع حوادث عنف متكررة، ما يزالان يشكلان العائق الأبرز أمام استمرار الخدمات العلاجية للمرضى
ووفقا لآخر إحصائية لوزارة الصحة السودانية فقد بلغ عدد الإصابات بمرض الكوليرا 25 ألفا و37 حالة، منها 702 حالة وفاة.
فيما بلغ عدد الإصابات بمرض حمي الضنك 2520 حالة، منها 13 حالة وفاة، وفقا لذات الإحصائية.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن 3.1 مليون شخص في السودان معرضون للإصابة بمرض الكوليرا.
وقال مكتب المنظمة بالسودان، في بيان صحفي أمس إن 3.1 مليون شخص في السودان معرضون لخطر الكوليرا، بما في ذلك نصف مليون طفل دون سن الخامسة.
ونجم انتشار الكوليرا في السودان عن الأوضاع البيئية المتردية بسبب الحرب، واستخدام المياه غير الصالحة للشرب في مواقع عدة، بحسب وزارة الصحة السودانية.
ووفق الوزارة، تتسبب موجات النزوح بسبب الحرب بالسودان في الانتشار الواسع للكوليرا، حيث يقطن آلاف النازحين في مراكز إيواء تفتقر لأبسط الخدمات ومعينات إصحاح البيئة وعلى رأسها المياه الصالحة للشرب ووسائل التنقية والتعقيم المختلفة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في وقت سابق من أن نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها، فيما تدمر المرافق الصحية وتتعرض للنهب وتعاني من نقص حاد في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات.
