عاصفة "شيعية" اسمها علي تضرب بريطانيا

"علي" أول عاصفة تضرب بريطانيا وأيرلندا بقوة، وتلفت أنظار العالم ليس فقط بسبب ما خلفته من أضرار مادية فحسب، بل لغرابة الاسم أيضا، لاسيما وأنه يتزامن مع احتفال الشيعة بعاشوراء.
الخميس 2018/09/20
الاستمتاع بالتقاط صور مع عاصفة علي يقضي على الخوف من مخاطرها

لندن - تقترب العاصفة “علي” من العاصمة البريطانية لندن مهددة منازل وطرقات بسرعة رياح تقترب من 140 كيلومترا في الساعة.

وأثار اسم العاصمة نوعا من الاهتمام لكونها ترتبط باسم الإمام علي، الأمر الذي دفع أحد الصحافيين العرب إلى اعتبارها “عاصفة شيعية تضرب لندن، بالتزامن مع طقوس عاشوراء التي يحييها الشيعة في العالم الإسلامي”.

وعادة تطلق أسماء مثيرة على العواصف للتساؤل والاستغراب، تكاد تشترك فيها أغلب اللغات، فبعضها يحمل أسماء مؤنثة وأخرى بأسماء مذكرة.

وسبق أن اجتاحت عواصف ثلجية قاتلة أنحاء أوروبا أطلق عليها اسم “الوحش القادم من الشرق” في بريطانيا، و”الدب السيبيري” في هولندا، و”مدفع الثلج” في السويد.

وبحسب صحيفة ميرور البريطانية، كان إطلاق الأسماء على الأعاصير في البداية يتم بشكل عشوائي، ولكن خبراء الأرصاد الجوية بدأوا باستخدام نظام الحروف الأبجدية مع قائمة من الأسماء المؤنثة فقط تحديدا في عام 1950، حيث تحمل العاصفة الأولى من موسم العواصف اسما مؤنثا يبدأ بحرف “أي”، ثم تحمل العاصفة الثانية اسما مؤنثا أيضا يبدأ بحرف “بي” وهكذا.

ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن الأسماء أكثر قابلية للتعبير عن المصطلحات التقنية مقارنة بالأرقام، فضلا عن أن تسمية العواصف بدلا من استخدام خطوط الطول والعرض في تحديد هويتها، يسمح للسفن والقواعد الساحلية ومحطات المراقبة، بتبادل المعلومات في ما بينها بكفاءة وسهولة. ويجب أن تكون الأسماء المدرجة في القائمة قصيرة ومميزة ولها علاقة بالمناطق التي تضربها الأعاصير، حتى يسهل تذكرها.

وتشير التقارير إلى أن الأعاصير تشبه النساء باعتبار أنه لا يمكن التكهن بتصرفاتهن ولا بحالاتهن المزاجية، وباعتبار أن الكثيرين كانوا يظنون أن الأعاصير التي تحمل أسماء النساء ليست على قدر كبير من الخطر، لكن أغلبيتها تسببت في أعداد كبيرة من الضحايا. وتم اختيار أسماء النساء للعواصف في البداية، ولم تتم إضافة أسماء الذكور إلّا في عام 1979.

ولا يكون إعطاء الأسماء للأعاصير والعواصف عشوائيا، فقد يتم اختيار الأسماء المألوفة للأشخاص في مختلف المناطق. وكانت قائمة أسماء أقوى أنظمة الطقس لهذا العام كشفت أن “علي” سيكون اسم أول عاصفة تضرب بريطانيا وأيرلندا هذا الشتاء، وتهدف الأسماء، التي تم تجميعها من الاقتراحات العامة، إلى عكس ثقافة وتنوع بريطانيا وأيرلندا.

وقال ديريك ريال من مكتب الأرصاد الجوية، لصحيفة ديلي ميل “لقد أثبتت تسمية العواصف القدرة على زيادة الوعي بالطقس القاسي في بريطانيا، وتوفير رسالة هامة للجمهور ودفع الناس بشكل حاسم إلى اتخاذ إجراءات لمنع الأذى عن أنفسهم أو ممتلكاتهم”.

وتجدر الإشارة، إلى أن العاصفة “علي” تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل شمال غرب المملكة المتحدة.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن أكثر من 65 ألف منزل في أيرلندا الشمالية باتت من دون تيار كهربائي بسبب “علي”، حيث بلغت سرعة الرياح في بعض المناطق 89 ميلا في الساعة، أو ما يعادل 143 كلم في الساعة.

24