عارضات أزياء التسعينات "مؤثرات" قبل شبكات التواصل

ناومي كامبل وسيندي كروفورد وليندا إيفانجليستا وكريستي تورلينغتون كنّ من أوائل المؤثرات وحصدن الإعجاب والتمجيد.
الأربعاء 2023/09/20
حضور طبع الموضة في الأذهان

رغم أن ظهورهن كان في المناسبات إلا أن عارضات أزياء تسعينات القرن الماضي كان لهن تأثير يضاهي تأثير نجمات السينما وطبعن تاريخ الموضة وأذهان الجمهور كما يسلّط مسلسل “ذي سوبر مودلز”، الذي سيتوفر اليوم على منصة “أبل تي.في”، الضوء.

باريس – يسلّط مسلسل “ذي سوبر مودلز” الذي يتاح اليوم الأربعاء على منصة “أبل تي.في” الضوء على أربع عارضات أزياء من الصف الأول، ملاحظا أنهنّ تربّعن على منصات العروض في تسعينات القرن العشرين، وطبعن تاريخ الموضة وأذهان الجمهور، حتى ليجوز وصفهنّ بـ”مؤثرات” مبكّرات قبل عصر نجمات شبكات التواصل الاجتماعي.

ويشكّل إطلاق هذا المسلسل حدثا بكل ما للكلمة من معنى، “إذ لم يتسنَّ فعليا النفاذ إلى قصص هؤلاء العارضات الشخصية والجماعية من وجهة نظرهن”، على ما تشرح لاريسا بيلز التي شاركت في إخراج العمل الذي يتناول البريطانية ناومي كامبل (53 عاما) والأميركية سيندي كروفورد (57 عاما) والكندية ليندا إيفانجليستا (58 عاما) والأميركية كريستي تورلينغتون (54 عاما).

ولأن العارضات بتن اليوم خمسينيات، أضحين في رأي بيلز “في مرحلة تفكير أكثر بحياتهن، ولديهن علاقة أكثر انفتاحا وصدقا بقصصهن”، وكذلك قصة صناعة الأزياء التي ما انفكّت تتغير باستمرار. وقد عبرت أسماؤهن ووجوههن الزمن ولم تتوقف عند حدود.

فناومي وسيندي وليندا وكريستي عرضن أزياء أبرز المصممين، وخلّد حضورهنّ أعظم المصورين، وكنّ وجوها تجسّد ماركات مستحضرات التجميل الكبرى… وذروة هذا الحضور الإعلامي غير العادي كانت الأغنية المصوّرة “فريدزم” لجورج مايكل، إذ وصفهنّ بالـ”سوبر مودِلز”، وهو مصطلح ابتُكر لهنّ ولبضع أخريات، ككلوديا شيفر وهيلينا كريستنسن…

حح

وتلاحظ مصممة الأزياء دوناتيلا فيرساتشي في هذا المسلسل أن هؤلاء العارضات اللواتي حصدن الإعجاب والتمجيد وتلقين أجورا عالية خلال مسيرتهن، كنّ أولى المؤثرات. وترى لاريسا بيلز أن “مرحلة التسعينات كانت فريدة نوعا ما، إذ اجتمع خلالها كل شيء: الموسيقى والفنون والأزياء”.

وحتى قبل التركيز على هذه الفترة الغنية، يتعمق المسلسل في رحلة “الأربع الرائعات”، والمشترك بينهنّ أنهنّ يتحدرن من خلفيات متواضعة. وتعتبر ليندا إيفانجليستا عرض الأزياء بمثابة حلم. أما الثلاث الآخريات فيرين فيه فرصة.

لكن الأهم في المسلسل ليس هذا الجانب، بل يكمن في الطريقة التي ينظرن بها إلى هذه الصناعة التي غالبا ما تكون حافلة بالفضائح، وتترافق مع الإدمان والنحافة والتحرش الجنسي والجراحات التجميلية وغير ذلك…

وأمام عدسة الكاميرا، فتحت النجمات الأربع قلوبهن، وتحدثن تارة دامعات، وتارة أخرى ضاحكات متباهيات. فناومي كامبل التي أنجبت طفلها الثاني في يونيو الفائت، أدمعت حين تحدثت عن مصمم الأزياء الفرنسي – التونسي عزالدين علايا الذي توفي عام 2017، والذي كان يحضنها وتسميه “أبي” لمتانة العلاقة بينهما.

وتتحدث ليندا إيفانجليستا عن زوجها السابق جيرالد ماري الذي رُفعت في حقه دعاوى بتهم اغتصاب نساء أخريات والاعتداء عليهن جنسيا، قبل أن يُحفظ الملف في مطلع سنة 2023، وتطرقت إلى إصابتها بسرطان الثدي، والجراحة التجميلية التي كشفت عنها عام 2022 وأدت إلى “تشويهها”.

حح

كذلك يتحدث عدد من مصممي الأزياء كجون غاليانو ومارك جايكوبس ودوناتيلا فيرساتشي في المسلسل المطعّم بمشاهد أرشيفية.

وبين النساء الأربع ثمة صداقة أيضا، تجسّدها مثلا حادثة رفض ليندا إيفانجليستا وكريستي تورلينغتون المشاركة في عرض للأزياء من دون ناومي كامبل، أول امرأة سوداء تظهر على غلاف مجلة “فوغ” الفرنسية.

ولا تتردد النجمات الأربع في تناول جوانب حميمة من حياتهنّ، فيتطرقن إلى الأمومة، وانقطاع الطمث. كذلك يتناولن ما يندمن عليه، كليندا إيفانجليستا وعبارتها الشهيرة “لا أستيقظ بأقل من 10 آلاف دولار في اليوم”.

ويتناول المسلسل أيضا قصة بروز نجمات جديدات على منصات عروض الأزياء، ومنهنّ كيت موس ثم الشقيقتان حديد وكايا غيربر… ابنة سيندي كروفورد، لكنّ الـ”سوبر مودِلز” لا يزلن حاضرات على الساحة رغم مرور سنوات العمر.

وفي مطلع سبتمبر الجاري، تصدّرن بكل فخر غلاف الطبعتين الأميركية والبريطانية لمجلة “فوغ”. وقوبلت الصورة بتعليقات واسعة ومتنوعة… لأنها “جددت شباب” وجوه العارضات الخمسينيات.

وترى لاريسا بيلز أن الوقت حان، بغض النظر عن ذلك، لتهنئة النجمات الأربع على مسيرتهن التي حققن بها النجومية، “فاختيار عارضة وجها إعلانيا لماركات تجارية وهي في السادسة عشرة، في قطاع غير منظم على الإطلاق، ومجمل مسيرتهن المهنية، أمر يستحق أن تُرفع له القبعة!”.

Thumbnail
18