طوفان الأقصى… عام على الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل

حماس استغلت عنصر الصدمة والمفاجأة وحققت اختراقا عبر سلسلة عمليات متزامنة.
الثلاثاء 2024/09/24
مغامرة غير محسوبة العواقب

مرّ عام تقريبا على هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي تسبّب بحرب مدمّرة متواصلة في قطاع غزة. وخلف هجوم حماس وما تلاه من اجتياح عسكري لقطاع غزة ندوبا نفسية لدى الإسرائليين والفلسطنيين.

القدس - كان الهجوم الذي شنّه عناصر حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، غير مسبوق لناحية الحجم، واستغلت الحركة الفلسطينية خلاله عنصر الصدمة والمفاجأة وحققت اختراقا عبر سلسلة عمليات متزامنة.

وكان الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل منذ إقامتها في عام 1948، حيث أسفر عن مقتل 1205 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة الرهائن الذين توفوا أو قتلوا خلال احتجازهم في قطاع غزة الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس.

وعند الساعة 06:29 (03:29 ت.غ)، رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ بشكل متواصل من غزة في اتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، حيث أعلنت حماس إطلاق نحو خمسة آلاف مقذوف في إطار عملية “طوفان الأقصى”.

وبدأت القبة الحديدية العمل على اعتراض الصواريخ التي تمّ إطلاقها نحو إسرائيل، لكن الكمية الكبيرة فاقت قدرة نظام هذا النظام على الدفاع الجوي.

هجوم حماس على المدن الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة أسفر عن مقتل 1205 أشخاص غالبيتهم من المدنيين

وتزامنا مع ذلك، قام مسلحون من الحركة التي أعلنت في وقت لاحق أن عددهم ناهز 1200، باقتحام السياج الحدودي الفاصل بين القطاع والدولة العبرية، مستخدمين دراجات نارية وشاحنات صغيرة (بيك آب)، وحتى قوارب صغيرة ووسائل الطيران الشراعي المزودة بمحرك.

واستخدم المسلحون المتفجرات والجرافات لإزالة العوائق الحدودية بين القطاع وإسرائيل، وهاجموا نحو خمسين موقعا في جنوب الدولة العبرية من تجمعات سكانية إلى قواعد عسكرية ومهرجان موسيقي، حيث قتل المئات.

وفي الكيبوتسات، تنقّل المسلحون من منزل إلى آخر وأردوا العديد من السكان، وسط تقارير عن ارتكابهم انتهاكات جنسية يصعب تحديد حجمها.

وأورد تقرير للأمم المتحدة صدر في مارس أن ثمة “أسبابا وجيهة للاعتقاد” بأن أعمال عنف جنسي، بينها عمليات اغتصاب، ارتكبت خلال هجوم حماس، من دون تحديد عددها. وأشار إلى أن ذلك يشمل “عمليات اغتصاب واغتصاب جماعي في ثلاثة أماكن على الأقلّ” بينها موقع مهرجان نوفا الموسيقي.

تأخر الجيش

عند الثامنة والنصف صباحا، هاجم مقاتلو حماس ست قواعد عسكرية للجيش: في إيريز عند الطرف الشمالي للقطاع، في ناحال عوز مقابل مدينة غزة، قاعدتين قرب كيبوتس بئيري، واحدة في رعيم المقابلة لوسط غزة، واثنتين إلى الجنوب قرب الحدود مع مصر.

واضطر سكان الكيبوتسات القريبة من القطاع إلى اتخاذ إجراءات للاحتماء والدفاع عن أنفسهم على مدى ساعات في ظل تأخر الجيش عن نجدتهم. وقال سكان في وقت لاحق إنهم احتموا في ملاجئ بينما حاول المهاجمون خلع أبوابها، أو حملوا أسلحة في حوزتهم وخرجوا إلى الشوارع في محاولة لصد المهاجمين.

وفي حفل نوفا الموسيقي حيث تواجد قرابة ثلاثة آلاف شخص في الهواء الطلق في حقول تبعد كيلومترات معدودة من حدود قطاع غزة، أمضى مقاتلو حماس ساعات قتلوا خلالها 370 شخصا على الأقل، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.

وفي كيبوتس بئيري الذي كان من الأكثر تضررا في الهجوم، بدأت التعزيزات الأمنية الإسرائيلية بالوصول “اعتبارا من الساعة 13:30″، بحسب تقرير للجيش.

وتدخلت فرقة عسكرية كاملة عند الساعة 16:15 لتنظيم إجلاء منسّق للناجين واستعادة السيطرة على الكيبوتس.

وأكد الجيش رسميا قرابة الساعة 18:00 أن “جنودا وعسكريين” خطفوا على أيدي حماس وتمّ نقلهم إلى غزة، وهو ما كان واضحا منذ الصباح من خلال الصور التي التقطها صحافيون في القطاع أو أشرطة فيديو انتشرت على منصات التواصل.

وخطف خلال الهجوم ما مجموعه 251 شخصا، 44 منهم من مهرجان نوفا الموسيقي، و74 على الأقل من كيبوتس نير عوز.

وكان بعض الرهائن، ومن بينهم جنود، قتلى لدى خطفهم ونقلهم إلى غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

ويُحتمل بأن بعض الرهائن قد قتلوا بنيران صديقة، خصوصا في كيبوتس بئيري، حيث أبلغ شهود عيان وسائل إعلام إسرائيلية بأن دبابة أطلقت قذيفة على منزل كان مقاتلو حماس يحتجزون 14 شخصا داخله.

الحرب

بدأت إسرائيل عمليات قصف بلا هوادة على قطاع غزة الذي تحاصره منذ أعوام، وتديره حركة حماس منذ 2007، ويبلغ عدد سكانه 2.4 مليون شخص.

وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس بوقوع أول غارة عند الساعة 10:39، تلتها سلسلة من الضربات الجوية.

وعند الساعة 11:34، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب متلفز أن إسرائيل في حالة “حرب”.

وبعد الظهر، أعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء 360 ألف عنصر من الاحتياط لتعزيز عديده البالغ 170 ألف جندي.

وفي الثاني والعشرين من سبتمبر 2024، كانت حصيلة القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بلغت 41431 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتعتبر الأمم المتحدة أن بيانات الوزارة موثوقة.

وبحلول المساء، كانت عمليات البحث متواصلة عن مسلحين محتملين من حماس في جنوب إسرائيل، في حين كان السكان المذعورون لا يزالون محتمين في منازلهم والشوارع خالية من المارة.

ولم يعلن الجيش سوى في العاشر من أكتوبر أنه استعاد السيطرة بالكامل على مناطق الجنوب التي هاجمتها عناصر الحركة الفلسطينية.

7