طقوس لاعبي نيس لكرة القدم تغضب رئيس بلدية المدينة

على غير العادة، ويبدو أنها سابقة في فرنسا، هدد رئيس بلدية مدينة نيس الساحلية بوقف دعم النادي المحلي لكرة القدم بسبب طريقة فرح اللاعبين عقب تسجيل الأهداف، الأمر الذي كان محل جدل واسع نظرا لتدخل أحد الساسة في طقوس الرياضة الأولى في العالم.
الخميس 2016/05/05
الكرة والسياسة.. من يحرك الآخر

نيس (فرنسا) – تختلف طرق العقاب على جرم ما من شخص إلى آخر، وكذلك السياسيون فإنهم يقومون بأساليب مختلفة حتى يثبتوا أنهم قادة محنكون عبر اعتماد سياسة “العصا والجزرة” لإثبات صواب قراراتهم.

لكن للوهلة الأولى يبدو ذلك معروفا للناس نظرا إلى طبيعة المهمة التي يقومون بها، لكن أن يقوم السياسي بالتدخل في أسلوب الأشخاص عند التعبير عن فرحهم وحزنهم فهذا أمر يدعو إلى الحيرة، بحسب البعض.

وقد ضجّت فرنسا بتصريحات رئيس إحدى البلديات الفرنسية مؤخرا حينما هدد بوقف الدعم عن النادي المحلي لكرة القدم بسبب تقليعة رياضية رأى فيها مسّا من القيم الفرنسية وأنها تجلب التطرف والإرهاب للبلاد.

وبعد منع ارتداء الحجاب في مدارس فرنسا منذ 2004، يتساءل البعض بشأن قدرة رئيس بلدية نيس الفرنسية كريستيان إستروسي على منع لاعبي كرة القدم من السجود على أرضية الملعب بعد تسجيلهم للأهداف، علما وأن هذا التقليد بات سائدا في كل ملاعب الكرة الأرضية.

وتعود تفاصيل القصة حينما توعّد إستروسي بتجميد الدعم الذي تقدّمه بلديته لنادي كرة القدم المحلي نادي نيس نظرا إلى تكرار ظاهرة سجود لاعبي النادي على أرضية الملعب بعد تسجيل الأهداف في مباريات الدوري المحلي.

وقد أثار هذا الأمر استياء كبيرا ولا سيما من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اعتبروه تعدّيا على الحقوق الشخصية في البلاد. وقالوا إن اللاعبين لديهم حرية التعبير بالطريقة التي يرونها مناسبة لإظهار فرحهم بتسجيل الأهداف.

ويأتي هذا التهديد بعد أسبوعين فقط من إشارة أحد التقارير إلى هجوم إرهابي مرتقب على شواطئ جنوب فرنسا وإيطاليا، يتساءل البعض عن سبب اتخاذ إستروسي موقفا أكثر عدائية تجاه المسلمين.

جان بيار ريفير: نبحث عن مستثمرين لشراء 49 بالمئة من أسهم النادي

وحسب تقرير لصحيفة “إنترناشونال بزنس تايم” فإن إستروسي، ممثل اليمين الوسط في حزب الجمهوريين الفرنسي بزعامة نيكولا ساركوزي، يحاول إغلاق المسجد الكبير الكائن في المدينة الجنوبية بعد أن حصل على الضوء الأخضر لمقاضاة الدولة في محاولة لوقف افتتاحه.

وقال إستروسي “يثير مكان العبادة المقصود قلق أجهزة استخباراتنا”، محذرا من “التمويل الأجنبي غير المنظم”. وأكد رئيس البلدية المثير للجدل أنه باعتباره رئيسا للبلدية منذ عام 2008 فإن هذا المشروع الذي بدأ في عهد سلفه عام 2002 ليس مرخصا.

وكان هذا السياسي قد حصل على موافقة مجلس المدينة الساحلية لأجل مقاضاة الممثل الإقليمي للحكومة المركزية أدولف كولرات بسبب هذا الأمر.

وللإشارة فإن كولرات كان قد أعطى موافقة مشروطة لفتح مسجد معهد “نيكواز النور” بعد إتمام بنائه، وقال حينها إن “المسجد يجب ألا يخضع لأي تأثير خارجي”، وطالب بأن يكون منارة لعبادة المسلمين في نيس والمنطقة.

أما المعارض باتريك أليمند فقد اتهم إستروسي “بتغذية الشعبوية”، وقال موجها الكلام له إنه “أسلوب يسم الجميع، فأنت تتهم مجتمعا بأكمله”. وحصلت عريضة دعم المسجد على ما يزيد على 2100 توقيع.

في المقابل، فضّل رئيس نادي نيس لكرة القدم، جان بيار ريفير، الصمت ولم يصدر تعليقات في الصحافة الفرنسية على هذه التهديدات.

وكان ريفير قد أعلن أواخر يناير الماضي عن إلغاء صفقة بيع 49 بالمئة من أسهم النادي إلى رجل الأعمال البريطاني إدوارد بلاكمور وأمير سعودي لم يتمّ الكشف عن هويته، كانت ستدر الكثير من الأموال على النادي الذي يحتل المركز السادس في لائحة الدوري لهذا الموسم.

وأشار رئيس نيس إلى أنه يدرس إجراء اتصالات أخرى من أجل بيع أسهم النادي الذي منذ تأسيسه عام 1908 فاز بالدوري الفرنسي أربع مرات وثلاثة ألقاب في كأس فرنسا.

12