طبول الحرب تُسكت صوت الموسيقى في أوروبا

روسيا ستُحرم من المشاركة في نسخة هذا العام من مسابقة "يوروفيجن" الغنائية وسط خشية المنظمين على سمعة هذا الحدث الموسيقي.
الأحد 2022/02/27
الفن بهجة الحياة

طالت شرارة الحرب التي اشتعلت بين روسيا وأوكرانيا النشاط الموسيقي في أنحاء أوروبا حتى أن مسابقة “يوروفيجن” الغنائية الشهيرة لم تسلم من تداعياتها، كما ألغيت حفلات عديدة وأجبر فنانون على الإدلاء بمواقفهم السياسية بدل أن يغذوا قلوب الجماهير بالإبداع.

لندن ـ وصلت تبعات العمليات العسكرية التي تشنها روسيا في الأراضي الأوكرانية إلى الأنشطة الفنية في العالم، وقد وصلت تردداتها إلى فرق موسيقية في أوروبا وحتى إلى مسابقة “يوروفيجن” الغنائية الأوروبية الشهيرة.

ففي لندن، أعلنت دار الأوبرا الملكية الجمعة عن إلغاء موسم من عروض فرقة باليه بولشوي الشهيرة في موسكو إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت في بيان إنّ “موسم باليه بولشوي الصيفي المرتقب في دار الأوبرا الملكية كان في مراحل تنظيمه النهائية”، مضيفةً “لسوء الحظ، وفي ظل الظروف الحالية، لا يمكن المضي به قدماً”.

وأصبحت دار الأوبرا الملكية بعد هذا الإعلان أحدث مؤسسة غربية تلغي تعاونها مع فرق روسية.

ففي ألمانيا، طُلب من قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرغييف أن يصدر موقفا علنيا ضد العمليات العسكرية التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا وإلّا سيواجه خطر فقدان عمله المستمر منذ 2015 كقائد رئيسي لأوركسترا ميونيخ الموسيقية.

وقال رئيس بلدية المدينة الواقعة في مقاطعة بافاريا ديتر ريتر في بيان “طلبت من فاليري غيرغييف أن ينأى بنفسه بصورة واضحة وقاطعة عن الحرب الوحشية التي يشنها بوتين ضد أوكرانيا والتي وصلت إلى مدينتنا الشريكة كييف”.

وكان غيرغييف، وهو رئيس مسرح مارينسكي في سانت بطرسبرغ ويُعرف بعلاقاته المقربة من الكرملين، أوقف فجأة الخميس من المشاركة في حفلات موسيقية كان من المقرر أن يقود فيها أوركسترا فيينا الموسيقية في قاعة كارنيغي بنيويورك.

كما طلبت دار أوبرا “سكالا” في ميلانو الخميس من غيرغييف المقرب من بوتين والذي أخرج العرض الأول لمسرحية “ملكة البستوني” لتشايكوفسكي الأربعاء في الدار الإيطالية العريقة توضيح موقفه من غزو أوكرانيا تحت طائلة إقصائه عن العروض المقبلة للمسرحية المقررة بين الخامس والثالث عشر من مارس القادم.

إلى ذلك، ستُحرم روسيا من المشاركة في نسخة هذا العام من مسابقة “يوروفيجن” الغنائية، وسط خشية المنظمين على سمعة هذا الحدث الموسيقي التلفزيوني الأبرز في أوروبا إثر العمليات العسكرية على أوكرانيا.

إلغاء موسم من عروض فرقة باليه بولشوي الشهيرة في موسكو
إلغاء موسم من عروض فرقة باليه بولشوي الشهيرة في موسكو

وقال اتحاد البث الأوروبي للإذاعة والتلفزيون، الجهة المنظمة للحدث، في بيان نشره الجمعة “في إطار الأزمة غير المسبوقة الدائرة حاليا في أوكرانيا، نخشى أن تضرب مشاركة روسيا مصداقية المسابقة هذا العام. قبل اتخاذ القرار، أخذ الاتحاد الوقت اللازم لإجراء مشاورات واسعة مع أعضائه”.

ومسابقة “يوروفيجن” هي مسابقة غنائية ينظمها اتحاد البث الأوروبي منذ عام 1956، ومن المقرر أن تنطلق نسختها لهذا العام، منتصف مايو المقبل في إيطاليا.

وكانت روسيا فازت مرة واحدة في المسابقة عام 2008، فيما حصدت أوكرانيا المركز الأول مرتين سنة 2004 و2016.

كما سحبت أوركسترا زغرب الفيلهارمونية مقطوعتين موسيقيتين للمؤلف الروسي الشهير تشايكوفسكي من حفلة لها الجمعة تضامناً مع أوكرانيا.

وقالت الفرقة عبر موقعها الإلكتروني “بسبب الوضع الجديد في أوكرانيا الذي يؤثر على العالم بأسره ويثير قلقاً مرعباً، تعرب أوركسترا زغرب الفيلهارمونية عن تضامنها مع الشعب الأوكراني وتغيّر برنامج حفلها”.

وقال مدير الأوركسترا ميركو بوخ “لدينا زملاء كثر من أوكرانيا وكانوا مستائين للغاية، وشعرنا جميعاً بالسوء لذلك غيّرنا برنامج الحفل الموسيقي… نحن فنانون، ولا يمكننا أن نحارب إلّا عبر الموسيقى”.

ومن بين مؤلفات تشايكوفسكي الموسيقية الثلاث التي كان من المقرر عزفها في قاعة فاتروسلاف ليسينسكي الجمعة، بقيت فقط مقطوعة واحدة على الكمان ضمن البرنامج، في حين استُبدلت المقطوعتان الموسيقيتان الأخريان بعملين للودفيغ فان بيتهوفن وصامويل باربر.

20