طالبان تمنع الفتيات من الغناء في المناسبات العامة

سلطات التعليم الأفغانية طالبات المدارس بعدم السماح للفتيات بالغناء في المناسبات العامة، وفقا لرسالة من مديرية التعليم تم تسريبها لوسائل الإعلام.
الأربعاء 2021/03/31
من حقنا الغناء

كابول - تراجعت الحكومة الأفغانية عن محاولة منع فتيات المدارس فوق سن الثانية عشرة من إلقاء القصائد أو الغناء في المناسبات العامة، بعد صيحات انتقادات من شخصيات ثقافية ونشطاء حقوقيين.

وبعد أيام الجدل الذي أثاره نشطاء مدنيون بارزون في البلاد، معبرين عن رفضهم لهذا التوجّه الذي تحاول السلطات فرضه على المدارس بهدف العودة خطوة إلى الوراء في ما يتعلق بحقوق الفتيات قالت وزارة التربية والتعليم إنها ملتزمة بالسماح لجميع الطلاب، ذكورا وإناثا، بالمشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية.

 وأشارت إلى أن المذكرة صدرت عن رئيس مديرية التربية والتعليم في كابول و”لا تعكس سياسة وزارة التربية والتعليم”.

وأضافت الوزارة في بيان أصدرته في 13 مارس أن “وزارة التربية والتعليم تعالج هذه القضية، وستشارك النتائج مع المواطنين”.

وكانت سلطات التعليم الأفغانية قد طالبات المدارس بعدم السماح للفتيات بالغناء في المناسبات العامة، وفقا لرسالة من مديرية التعليم تم تسريبها لوسائل الإعلام.

ونصت الرسالة على أنه لن يسمح للطالبات الأكبر من 12 عامًا بالغناء في الاحتفالات العامة، إلا إذا كان جميع المشاركين في الحدث من الإناث.

وجاء في الرسالة أيضًا أنه لن يُسمح للفتيات الأكبر من 12 عامًا بالتدرّب على يد مدرس غناء من الذكور.

وأكدت متحدثة باسم وزارة التعليم صحة الرسالة، قائلة إن القرار ينطبق على جميع مقاطعات البلاد البالغ عددها أربعة وثلاثين مقاطعة.

حميرا قادري: مهمة المجتمع المدني هي الوقوف ضد هذه التحركات التعسفية

وأوضحت المتحدثة أن القرار تم اتخاذه بعدما اشتكى أولياء أمور وطلبة من أنهم لا يستطيعون التركيز على الدروس بسبب ممارسة الغناء. لكن الوزارة لم تتناول سبب تطبيق الحظر على الفتيات فقط.

وغالبًا ما يغني تلاميذ المدارس في أفغانستان في الاحتفالات أو المناسبات الرسمية.

وجاءت المذكرة المثيرة للجدل في الوقت الذي تتفاوض فيه الحكومة على اتفاق لتقاسم السلطة مع طالبان.

ويرى منتقدوها أنها لا تختلف عن القواعد التي فرضتها الجماعة الإسلامية المتشددة خلال حكمها في تسعينات القرن الماضي عندما منعت الفتيات من الدراسة.

وقالت الروائية والناشطة في مجال حقوق المرأة حميرا قادري إن “هذه القاعدة قوضت أحد أكثر الإنجازات الإيجابية في السنوات الماضية وهو حق الغناء للفتيات”.

وأضافت “الآن، مهمة المجتمع المدني هي الوقوف ضد هذه التحركات التعسفية ومنعها”.

وأعرب الكثير من الأفغان عن مخاوفهم من بدء عهد جديد من نفوذ طالبان، ويخشون ألا تكون الحركة تغيرت كثيرا منذ أيام حكمها السابق الحالكة التي شهدت قتل نساء متهمات بالزنا ومهاجمة الأقليات ومنع البنات من ارتياد المدارس.

وقالت ختيون أحمدي المقيمة في كابول “أتذكر حكم طالبان ككابوس. نحن مرعوبون خوفا على مستقبلنا ومستقبل ابنتي”.

واسترجعت الأم البالغة من العمر 26 عاما مشاهدة أياد وأصابع مقطوعة في شوارع كابول بعد تنفيذ عقوبة قطع الأطراف بسبب جرائم بسيطة بموجب تطبيق طالبان الصارم للشريعة الإسلامية.

وقال ضياء الرحمن، وهو مقاتل سابق حارب القوات الأجنبية والحكومة الأفغانية على مدى أربع سنوات، للوكالة الفرنسية إنّ طالبان تسعى “لتأسيس نظام إسلامي”، حتى لو كان دستور البلاد يعطي خصوصية للدين.

وأوضح “ليس لدينا مشكلة مع تعليم الفتيات أو عمل النساء لكن عليهن أن يرتدين الحجاب”.

وفي الأشهر الأخيرة تعهدت طالبان باحترام حقوق المرأة بموجب أحكام الشريعة، لكن الكثير من المتعلمات اللائي بلغن سن الرشد منذ الإطاحة بطالبان عام 2001، بسبب إيوائها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، يشككن في صحة أن تلتزم الحركة بذلك مستقبلا.

وقبل الإطاحة بالحركة المتمردة على أيدي تحالف بقيادة الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر فرضت هذه الحركة تفسيرا متشددا للشريعة حظرت وفقه جميع أشكال الترفيه من الموسيقى والأفلام إلى إطلاق الطائرات الورقية.

ولا تزال مشاهد الجلد والإعدامات العلنية في ساحات المدينة تؤرق المواطنين الأفغان، لكن قندهار مرت بتحول كبير.

ويمكن اليوم رؤية نساء يجلسن بشكل جانبي على المقعد الخلفي للدراجات النارية، وعائلات تقوم بنزهات، فيما أضاءت العديد من المدن نوافير الماء التي يتدفق ماؤها عند المغيب بينما تقوم أكشاك الطعام بتقديم الوجبات الأفغانية الساخنة حتى الليل.

النساء في قندهار يخشين من خسارة بعض الحريات التي اكتسبنها بصعوبة
النساء في قندهار يتخوفن من خسارة بعض الحريات التي اكتسبنها بصعوبة

ورغم ذلك التقدم تشجعت طالبان بعد توقيع اتفاق مع واشنطن ضمن انسحاب جميع القوات الأجنبية بحلول مايو 2021، وصعدت عملياتها ضد القوات الأفغانية في مناطق ريفية.

وتخشى النساء في قندهار من خسارة بعض الحريات التي اكتسبنها بصعوبة.

وقالت مريم دراني البالغة من العمر 36 عاما والتي أطلقت العديد من المبادرات الموجهة للنساء “كانت هناك مدرسة واحدة للفتيات والآن لدينا خمس عشرة مدرسة”. ومن بين المبادرات التي أطلقتها مركز تعليمي ومحطة إذاعية بل حتى ناد رياضي تتردد عليه بعض النساء سرا.

وأضافت “هناك احتمال أن تعود طالبان وتعيد فرض قيود على النساء مجددا”.

لكن بعض النسوة عبرن عن تفاؤل حذر مثل شكرية علي التي تعمل في إذاعة ميرمن، المحطة التي تديرها نساء وأطلقتها دراني التي حازت مؤخرا جائزة من منظمة مراسلون بلا حدود المدافعة عن حرية الصحافة.

وقالت دراني “قد تكون طالبان تغيرت”، وذلك قبل أسابيع على وقوع سلسلة هجمات دامية استهدفت صحافيين في البلاد ولم تتبنها أي جهة.

13