طالبان تشترط مغادرة كل القوات الأجنبية قبل تشكيل هيكل جديد للحكم

الولايات المتحدة وحلفاؤها يحضّون الحركة المتشددة على فسح المجال أمام الأفغان والأجانب الراغبين بمغادرة البلاد.
الاثنين 2021/08/16
انتشار مكثف لمسلحي طالبان

كابول - اشترطت حركة طالبان مغادرة كل القوات الأجنبية قبل تشكيل هيكل جديد للحكم، عقب استعادتها السيطرة على العاصمة الأفغانية بعد عقدين من إزاحتها عن السلطة، فيما حضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الحركة المتشددة على السماح للأفغان بمغادرة البلاد.

وقال قائد في الحركة الاثنين إن طالبان لن تشكل هيكلا جديدا للحكم إلا بعد رحيل القوات الأجنبية، مضيفا أن المسلحين يعيدون تنظيم صفوفهم بمختلف الأقاليم.

وأوضح مسؤول طالبان الذي طلب عدم نشر اسمه أنه صدرت تعليمات لمقاتلي الحركة في كابول، بعدم ترهيب المدنيين والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية.

وكانت حركة طالبان أعلنت انتهاء الحرب في أفغانستان بعد سيطرتها على القصر الرئاسي في كابول الأحد مع رحيل القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة، ومسارعة الدول الغربية إلى إجلاء مواطنيها الاثنين.

وفر الرئيس أشرف غني من البلاد الأحد مع دخول المسلحين المدينة قائلا إنه آثر تجنب سفك الدماء، في حين تكدس المئات من الأفغان بمطار كابول أملا في مغادرة البلاد.

وفي وقت مبكر الاثنين، ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أنه جرى نقل جميع موظفي السفارة الأميركية في كابول إلى المطار بمن فيهم السفير روس ويلسون، وذلك انتظارا لإجلائهم، مضيفا أنه جرى إنزال العلم الأميركي من مجمع السفارة.

تكدس مئات الأفغان في المطار في مسعى للخروج من البلاد
تكدس المئات من الأفغان في المطار في مسعى للخروج من البلاد

وغزا المئات من الأفغان مدارج المطار في الظلام ومعهم أمتعتهم، أملا في الوصول إلى أماكن بآخر طائرات تجارية تغادر البلاد، قبل اضطلاع القوات الأميركية بمراقبة المجال الجوي.

وحضت وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر الأحد وأكثر من 60 دولة في بيان مشترك على ضرورة فتح المجال أمام الأفغان والأجانب الراغبين في الخروج من أفغانستان وإبقاء المطارات والمعابر الحدودية مفتوحة.

وذكر البيان أن "الشعب الأفغاني يستحق أن يعيش في سلام وأمن وكرامة. ونحن في المجتمع الدولي مستعدون لمساعدتهم".

ودفعت سيطرة طالبان على كابول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى تكليف ألف جندي إضافي بالمساعدة في إجلاء المواطنين الأميركيين والأفغان الذين عملوا معهم من كابول.

وأكد بيان مشترك لوزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين عقب دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية الأحد، أن الولايات المتحدة ستوسع على مدار الساعات الثماني والأربعين المقبلة "وجودنا العسكري إلى زهاء ستة آلاف جندي في مهمة تنصب فقط على تسهيل تلك الجهود وسنتولى مراقبة المجال الجوي".

وذكر البيان أن العمل جار لتأمين مطار كابول "لتمكين العاملين الأميركيين وعاملي الحلفاء من مغادرة أفغانستان بأمان في رحلات مدنية وعسكرية".

وأضاف أن الولايات المتحدة "ستنقل الآلاف من المواطنين الأميركيين وغيرهم خارج البلاد"، وأنها "ستعجل إجلاء الآلاف من الأفغان المؤهلين لتأشيرات الهجرة الخاصة بالولايات المتحدة".