طالبات تركيات يقاومن التحرش لتحقيق العدالة الاجتماعية

أنقرة - تأسست عام 2013، في تركيا، مجموعة نسوية طلابية مستقلة تسمى “كاديلاري كومبوس" أو"ساحرات الحرم الجامعي". وهي مجموعة تناضل ضد الظلم الاجتماعي، وتركز على قضايا الاغتصاب والعنف ضد المرأة والتحرش وسيطرة الذكور، وما إلى ذلك من القضايا التي لها علاقة بالتمييز بين الجنسين، ورغم أن المجموعة تنشط منذ ثلاث سنوات، إلا أن نشاطها بلغ ذروته في الآونة الأخيرة وأصبح جاذبا للأنظار.
ساحرات الحرم الجامعي لا يخفن من استخدام العنف ضد الرجال، رغم أنهن يدعين بأنهن لا يستخدمن العنف إلا في حالات "الدفاع عن النفس"، إلا أنهن قمن مؤخرا في أنقرة بنصب الكمائن والاعتداء على شاب بعد أن ضايق صديقته السابقة على تويتر. وتم نشر فيديو الهجوم على موقع يوتيوب فسرعان ما انتشر حتى حظي باهتمام دولي. وتضمن الفيديو، سبع فتيات من المجموعة وهن يهاجمن الرجل ويضربنه وكن يهتفن، أثناء الاعتداء عليه، “عاش تضامن النساء” إلى أن تدخلت قوات الأمن وهربن منها.
مهاجمة الرجل بشكل عنيف ومقصود تجد مبرراتها لدى ساحرات الحرم الجامعي اللاتي ثرن غضبا على العنف والتحرش الجنسي ضد المرأة، اللذين تضاعفا في تركيا على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث باتت محطات مترو الأنفاق غير المضاءة مكانا رئيسيا لارتكاب جرائم التحرش بالنساء.
المجموعة تواجه الكثير من الانتقادات بسبب توخيها طريقة جريئة وعنيفة في مجتمع ما يزال محافظا
وأطلقت طالبات المجموعة على أنفسهن اسم ساحرات الحرم الجامعي استلهاما من قصة عن نساء أوروبيات في القرون الوسطى ناضلن ضد النظام الذكوري، والخطاب العلمي الذي يرفض شرعية الطبيعة، واللاتي أحرقت الكنيسة أجسادهن معتبرة أنهن ساحرات.
العديد من وجوه الشبه تراءت للمجموعة التركية مع ساحرات أوروبا أهمها أن المرأة في تركيا اليوم تتعرض للاضطهاد السياسي والديني مثل الذي ورد في قصة الأوروبيات.
ساحرات الحرم الجامعي تعتقدن أن منح النساء قدرة للدفاع عن أنفسهن، يحتاج إلى تعليمهن طرق الدفاع أولا
وتواجه مجموعة ساحرات الحرم الجامعي الكثير من الانتقادات بخاصة بسبب توخيها طريقة جريئة وعنيفة في مجتمع ما يزال محافظا ويضع اعتبارا فوقيا للرجل، وتقول غاي أوسلير، نائبة في البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري، حول رأيها في طريقة نشاط المجموعة إنه لا ينبغي استخدام العنف لمواجهة العنف.
وتعتقد ساحرات الحرم الجامعي أن منح النساء قدرة للدفاع عن أنفسهن، يحتاج إلى تعليمهن كيفية الدفاع، ومع ذلك، فإن بعض تصرفاتهن لا تندرج في خانة "الدفاع عن النفس" خاصة عند مهاجمة الرجال بسبب تقارير عن المضايقات أو لأنهم قالوا أشياء لم يوافقن عليها، على غرار ما وقع في الفيديو الأخير في أنقرة.