ضيق الشريان السباتي يؤدي إلى السكتة الدماغية

برلين - حذرت الجمعية الألمانية لجراحات الأوعية الدموية من أن ضيق الشريان السباتي بفعل الترسبات الكلسية يمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية.
تحدث الإصابة بمرض الشريان السباتي عند سد الرواسب الدهنية (اللويحات) للأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى الدماغ والرأس ويزيد الانسداد من خطورة التعرض لسكتة دماغية، وهي حالة طبية طارئة تحدث عند انقطاع إمداد الدم الواصل إلى الدماغ أو انخفاضه بشكل كبير.
واللويحات كتل من الكوليسترول، والكالسيوم، والنسيج الليفي، وغير ذلك من الحطام الخلوي الذي يتجمع في مواقع إصابة دقيقة داخل الشريان. وتعرف هذه العملية باسم تصلب الشرايين.
وتتسم الشرايين السباتية التي تسدها اللويحات بالتيبّس والتضيّق. وتواجه الشرايين السباتية المسدودة صعوبة في إيصال الأكسجين والعناصر الغذائية إلى بنى الدماغ الحيوية المسؤولة عن أداء الوظائف الحياتية.
وأوضحت الجمعية أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بضيق الشريان السباتي تشمل المدخنين والأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو من داء السكري أو من أمراض القلب.
وإذا تم تشخيص المرض فيمكن علاجه بالأدوية طالما لا توجد أعراض، مع إجراء فحوصات منتظمة، لكن إذا تشكلت جلطات دموية على الترسبات فيمكن أن يؤدي هذا إلى فشل عصبي يظهر على شكل وخز في الذراعين أو الساقين، أو على شكل أعراض الشلل أو التواء في الساق أو اضطرابات بصرية على جانب واحد.
وإذا اجتمعت أعراض اضطراب الدورة الدموية في الدماغ مع التحقق من ضيق الشريان السباتي على كلا الجانبين بنسبة تزيد عن 50 في المئة، فيجب حينئذ إزالة الترسبات جراحيا.
وتمنع السكتة الدماغية وصول الأكسجين إلى الدماغ. وفي غضون دقائق، تموت خلايا الدماغ تدريجيّا. كما تعد السكتة الدماغية من أكثر أسباب الموت شيوعًا والسبب الرئيسي لحالات الإعاقة الدائمة في بعض دول العالم.
إدارة الحالات المزمنة لدى مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم تساعد على حماية الشرايين
ويشير الأطباء إلى أن مرض الشريان السباتي يتطور ببطء. ويمكن أن تكون السكتة الدماغية أو النوبة الإقفارية العابرة أولى علامات هذا المرض. والنوبة الإقفارية العابرة هي نقص تدفق الدم إلى الدماغ بشكل مؤقت. وعادة ما يتضمن علاج مرض الشريان السباتي مجموعة من تغيرات نمط الحياة.
ولا تظهر أعراض ضيق الشرايين في الرقبة في بداية الإصابة بالمرض حسب ما يؤكده الأطباء، وتبدأ الأعراض في الظهور بعد الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبات الإقفارية العابرة.
وتظهر الأعراض في شكل شعور بالضعف وتنميل في الوجه والأطراف وفقدان البصر في إحدى العينين أو في كليهما وشعور بصداع شديد ومفاجئ دون سبب واضح واضطرابات في التفكير والتركيز.
وللوقاية من مرض الشريان السباتي أو إبطاء تفاقمه، ينصح الأطباء بأن يقلع المرء عن التدخين لبضعة أعوام، وقد تتقلص خطورة إصابته بالسكتة الدماغية حتى تساوي درجة الخطورة عند غير المدخن. كما ينصح الأطباء بالحفاظ على وزن صحي لأن زيادة الوزن يمكن أن تسبب الإصابة بعوامل خطورة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض القلب والأوعية القلبية وداء السكري، وانقطاع النفس النومي. كما أن التقليل من استهلاك الكوليسترول والدهون يقلل من تراكم اللويحات في الشرايين، إضافة إلى أن تناول مجموعة متنوعة من الفاكهة والخضروات التي تحتوي على عناصر غذائية، كالبوتاسيوم والفولات ومضادات الأكسدة، قد يقي من النوبة الإقفارية العابرة أو السكتة الدماغية.
وينصح الخبراء بالتقليل من تناول الملح لأن فرط تناول الملح (الصوديوم) يتسبب في ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص ذوي الحساسية تجاه الصوديوم. ويوصي الخبراء بأن يتناول البالغون الأصحاء أقل من 1.500 ملليغرام من الصوديوم في اليوم.
كما يوصون بممارسة الرياضة؛ إذ يمكن لممارسة التمارين الرياضية أن تعمل على خفض ضغط الدم وزيادة مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، أو ما يعرف بالكوليسترول “الجيد”، وتحسين الحالة الصحية العامة للأوعية الدموية والقلب. كما تساعد التمارين الرياضية على فقدان الوزن والتحكم في داء السكري والتقليل من الضغط النفسي.
وتساعد إدارة الحالات المزمنة لدى مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم على حماية الشرايين.