ضعف العضلات.. الخطر يتفاقم صيفا

أنقرة - حذر أطباء أتراك من التأثيرات السلبية للحر الشديد، خاصة على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ونصحوا الأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرة منازلهم بسبب حرارة الطقس بممارسة التمارين الرياضية.
كما لفت الأطباء إلى أن تخطي درجات الحرارة للمعدلات الموسمية يمكن أن يسبب ألما في المفاصل والعضلات، فضلا عن أن تراجع النشاط البدني قد يزيد من حساسية النهايات العصبية.
وقال أخصائي العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل الدكتور هاشم جاقرباي إن ارتفاع درجات الحرارة في تركيا خلال الأسابيع الأخيرة قد يحمل معه تأثيرات سلبية على البنية العضلية.
وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول أن الدراسات العلمية تواصل البحث في آثار تغير المناخ على الصحة، مشيرا إلى أن الحر الشديد قد يسهم في تطور العديد من الأمراض في الجسم.
وأشار جاقرباي إلى أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن تؤثر سلبا على النهايات العصبية، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الروماتيزم.
وأضاف “قد تزداد حدّة الأعراض وتظهر على شكل ألم قوي، كما يؤدي الطقس الحار إلى استرخاء العضلات وضعفها”.
درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤثر سلبا على النهايات العصبية وخاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض الروماتيزم
وذكر جاقرباي أن هذه التأثيرات مؤقتة وسوف تتلاشى مع انخفاض درجات الحرارة.
وقال “يمكن أن يؤدي ذلك إلى آلام في المفاصل، فضلًا عن الآثار السلبية لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل القلب وضغط الدم”.
وأكد جاقرباي على ضرورة القيام بنشاط بدني منتظم خلال النهار، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يجلسون في منازلهم لفترات طويلة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف جاقرباي أن “الخلايا التي تعطي القوة للعظام تعمل بشكل نشط حتى سن 35 عامًا، وتبقى هذه الخلايا في توازن معين بين 35 و50 عاما، وبعد سن الخمسين تبدأ مرحلة الضعف”.
وتابع “لذلك، من المهم جدا ممارسة التمارين الرياضية في سن مبكرة، وأن يهتم الأطفال بالرياضة يوميا وبشكل منتظم”.
وأشار جاقرباي إلى أهمية القيام بتمارين بسيطة كل يوم في الصباح والمساء، خاصة للأشخاص الذين يجدون أنفسهم مضطرين للبقاء في المنزل لفترة طويلة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
بدورها، قالت أخصائية العلاج الطبيعي دنيز شاهين “إن الطقس شديد الحرارة يمكن أن يؤدي إلى تعود الجسم على نشاط بدني منخفض”.
وأضافت للأناضول أن عدم القيام بتمارين رياضية إضافية يؤدي إلى حدوث تغيير في السلوك اليومي، وإضعاف البنية العضلية.
ارتفاع درجات الحرارة في تركيا خلال الأسابيع الأخيرة قد يحمل معه تأثيرات سلبية على البنية العضلية
وأشارت شاهين إلى أن ضعف البنية العضلية يمكن أن يتسبب بمشاكل صحية خطيرة، فضلًا عن تدهور في جودة حياة الشخص.
وتابعت “عندما تنخفض معدلات الحركة يصبح الجسم غير قادر على تحمل المشي لمسافات طويلة أو صعود ثلاث أو أربع درجات من السلالم”.
وشددت شاهين على أن المشي السريع والتمارين الرياضية يجب أن تتم ممارستها خلال ساعات الصباح أو المساء، وتجنب ممارسة تلك التمارين خلال ساعات الذروة لارتفاع درجات الحرارة.
وشهدت تركيا خلال الصيف ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة كحال أغلب دول العالم، حيث تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية في جنوب شرقي البلاد، وأثرت على الحياة اليومية للمواطنين في ولايات ديار بكر وماردين وشرناق.
ويمكن لدرجات الحرارة المرتفعة أن تسبب ما تعرف بتشنّجات الحرارة.
وتشنُّجات الحرارة هي انقباضات قويَّة في عضلات اليدين والربلتين والقدمين والفخذين أو الذراعين، وتؤدي الانقباضات إلى أن تُصبح العضلات قاسيةً ومشدودةً ومؤلمة، ويمكن أن يتراوح الألم من الخفيف إلى الشديد، ولا تحدث الحمى عادة.
وتتم معالجة تشنجات الحرارة الخفيفة عن طريق الراحة في بيئة باردة وشرب سوائل تحتوي على الملح أو تناول طعام مُملَّح، ويكفي شرب ما يتراوح بين نحو لتر ولترين عادة من المشروبات الرياضية أو الماء الذي يحتوي على ملعقتين صغيرتين من الملح. كما تجري معالجة تشنجات الحرارة عن طريق السوائل والأملاح التي يجري أخذها وريديًا، ويؤدّي تمطيط العضلة التي تحدث فيها التشنّجات إلى تخفيف الألم بشكل مباشر غالبًا.
تشنج العضلات يصاب به الشخص من فترة إلى أخرى، وتكون مدة الألم في العادة قصيرة، ولا يحتاج إلى أي أدوية
وتزداد فرص الشعور بتشنج العضلات خلال ارتفاع درجات حرارة الطقس والسبب نقص نسبة الماء الموجودة بالجسم التي تزيد من فرص الإصابة بالجفاف، ولذا يظهر على الأشخاص الشعور بالتشنج في بعض أماكن الجسم كالساقين، والظهر والبطن.
وأوضح التقرير المنشور عبر موقع “واب ماد” الطبي أن تشنج العضلات يصاب به الشخص من فترة إلى أخرى، وتكون مدة الألم في العادة قصيرة، ولا يحتاج إلى أي أدوية، ولذا قدم التقرير بعض النصائح للتعامل مع الألم الخاص بتشنج العضلات، ومنها:
- الراحة وعدم القيام بأي نشاط من أهم النصائح التي يجب القيام بها، والاسترخاء قدر المستطاع.
- ارتداء ملابس خفيفة وقطنية.
- الإكثار من تناول السوائل وخاصة الماء.
- يمكن وضع كمادات باردة على أماكن الشد العضلي.
- التقليل قدر المستطاع من تناول المشروبات الغنية بالكافيين.
- يمكن تدليك الأماكن المصابة بالتشنج العضلي.
- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالماغنسيوم.
وحث التقرير على ضرورة زيارة الطبيب في حالة ظهور بعض الأعراض مع التشنج العضلي، ومنها ارتفاع حرارة الجسم، والشعور بالإجهاد والتعب الشديد والدوخة، وسرعة ضربات القلب، بالإضافة إلى عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، والتعرض لجفاف الجلد.
ويعد تشنّج العضلات مؤلمًا بشكل كبير، وعادة ما يحدث مع ارتفاع درجة حرارة الطقس نتيجة التعرض للجفاف ونقص المياه.
وعادة ما يحدث الشد العضلي والتشنج في أماكن محددة في الجسم، وتشمل الساقين والذراعين والظهر والبطن.
وعادة ما يستمر ألم العضلات مدة قصيرة، لكن ربما تطول مدته أو يظهر ويختفي من فترة إلى أخرى، ويمكن أن ينتهي من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى تناول أي أدوية أو القيام بشيء معين.