"صول باند" فرقة من غزة تحيي أغاني الزفاف الفلسطينية

الفرقة تقدم أغنية "شيلي" من التراث الشعبي الفلسطيني بطريقة الفيديو الكليب.
الخميس 2023/07/13
الأغاني التراثية خصوصية وهوية

موجة التحديث شملت كافة جوانب الحياة بالإضافة إلى الموسيقى العصرية المتشابهة، فبعد أن غزت كافة الشعوب اختار مجموعة من الشباب الفلسطينيين المقيمين في غزة أن يعيدوا إحياء الطابع التراثي والشعبي لحفلات الزفاف الفلسطينية.

غزة (فلسطين) - بتفاصيل دقيقة من ديكور وملابس وطريقة رقص مميزة، أعادت فرقة فنية شبابية إحياء الطابع التراثي والشعبي لحفلات الزفاف الفلسطينية في قطاع غزة وحظيت بنجاح لافت.

وقدمت فرقة “صول باند” أغنية “شيلي” من التراث الشعبي الفلسطيني بطريقة الفيديو الكليب لتسلط الضوء على الطابع القديم لحفلات الزفاف في غزة بما تتضمنه من بهجة وأجواء تراثية.

وخالفت الفرقة الشبابية الطابع الحديث لحفلات الزفاف من حيث مظهر العريس والعروسة والمدعوين بلباس الحفلات المعتادة التي تعود إلى أكثر من 20 عاما مضت مع إبراز الجانب التراثي لتصميم الديكور.

ويقول المؤدي الرئيسي للأغنيات في فرقة “صول باند” حمادة نصرالله إن تقديم أغنية “شيلي” بطريقة الفيديو كليب شكل باكورة إطلاق ألبوم الفرقة الجديد مع الحرص على توجيه رسالة تراثية خاصة.

وذكر نصرالله أنهم استهدفوا إبراز الطابع الشعبي لحفلات الزفاف في غزة قبل أكثر من عقدين من الزمن وتذكير المشاهدين بشبابهم وطفولتهم عبر عرض الفرح الشديد والبساطة التي اتسمت بها حفلات الزفاف قديما.

ويشير إلى أن فيديو كليب أغنية “شيلي” لاقى إعجابا كبيرا من متابعي الفرقة على موقع يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي وقوبل بردود فعل إيجابية تدعم رسالتهم في إحياء التراث الشعبي الفلسطيني.

وتأسست فرقة “صول باند” الشبابية في العام 2012 في قطاع غزة من طرف مجموعة من الشبان تشاركوا الشغف بحب الموسيقى والتطلع إلى إحياء التراث الشعبي الفلسطيني بطريقة جديدة.

وأنجزت الفرقة إعادة توزيع لأكثر من 35 أغنية فلسطينية تراثية، وشاركت في مهرجانات محلية في غزة والضفة الغربية ويوم الجاز العالمي في رام الله والقدس.

لكن الفرقة عرفت ذروة نجاحاتها في نهاية العام 2021 عندما شاركت في مهرجان “أرابيسك” الدولي في فرنسا لتقدم سلسلة أغان تراثية فلسطينية.

ويقول مدير أعمال الفرقة رامي وراسنة إن الفرقة الشبابية نجحت في اختراق الحواجز رغم ضعف إمكانياتها لإيصال رسالتها بإحياء التراث الفلسطيني ونشره خارج الأراضي الفلسطينية.

ويشير إلى أن الفرقة قدمت عروضا مميزة في مهرجان كوباكابانا العالمي في مدينة غنت البلجيكية وشاركت في عروض موسيقية في بروكسل والعاصمة الألمانية برلين، وهي تطمح إلى المزيد من الانتشار الخارجي.

وسجلت الفرقة النجاح الأبرز لمثيلاتها في قطاع غزة الذي تبدو فرصة الانتشار الفني فيه محدودة جدا في ظل العدد القليل جدا من المهرجانات والرعاة، فضلا عن أن الآلات الموسيقية غير متوفرة أو مكلفة للغاية.

وتستعد “فرقة صول باند” لإطلاق المزيد من الأغنيات من ألبومها الأول خلال الأسابيع المقبلة تشمل الحديث عن الوطن والتراث والمدن الفلسطينية.

وفضلا عن ذلك يقول أعضاء الفرقة إنهم يرغبون بالعزف على موضوعات اجتماعية مهمة إلى جانب الموضوعات الوطنية ذات الارتباط بالواقع.

وفي هذا الصدد يقول عازف الكيبورد سعيد فضل العضو في الفرقة “لدينا الكثير من المشاكل التي نرغب كشباب في تسليط الأضواء عليها والتعبير عن آرائنا بشأن الكثير من القضايا الاجتماعية”.

Thumbnail

ويشير فضل إلى أنهم يحاولون استغلال شغفهم وارتباطهم بالموسيقي للتعبير عن أفكار وآمال نظرائهم من الشباب في قطاع غزة وما يقاسونه من أزمات اقتصادية واجتماعية ونفسية عبر أغنية أو لحن مصور.

وينوه إلى أنهم يعتمدون على أغنيات التراث الشعبي الفلسطيني من جهة وأغنيات أخرى جديدة يكتبها ويلحنها شبان من غزة للمضي في مسار بدأ قبل 10 أعوام بطريقة غير نمطية شكلا ومضمونا.

وتعاني البيئة الفنية في قطاع غزة من ضعف شديد بالنظر إلى العدد المحدود جدا للمسارح والأستديوهات إلى جانب انعدام الرعاية لمثل هذه الأنشطة مقارنة بالأولويات السياسية والاقتصادية.

ويقول أعضاء فرقة “صول باند” الفنية إنهم يتحدون بأعمالهم الموسيقية أملا في جذب المزيد من الاهتمام بأوضاع وأحلام سكان غزة.

وبرز ذلك في واحد من أشهر مقاطع إنتاج الفرقة الذي أعاد تلحين وتقديم أغنية “بلدي الحلوة غزة” وتم تقديمه قبالة شاطئ بحر المدينة مع مقاطع متنوعة لأحياء ومخيمات وأسواق القطاع الشعبية.

كما أطلقت الفرقة العام الماضي أغنية “عاشق من فلسطين” من كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، لتعبر عن “تشتت الفلسطيني، وحبه لأرضه أينما كان حول العالم”.

18