صواريخ بيونغ يانغ الباليستية تختبر الإدارة الأميركية

رصد صاروخين باليستيين أُطلقا صوب البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان انطلاقا من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية.
الجمعة 2021/03/26
بيونغ يانغ تجس النبض

سول - أطلقت كوريا الشمالية ما يبدو أنهما صاروخان باليستيان صوب البحر قرب اليابان الخميس، فيما يبرز التقدم المستمر في برنامجها الصاروخي ويزيد الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بينما تراجع سياستها حيال بيونغ يانغ.

وأوردت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تقارير عن عملية الإطلاق التي تزامنت مع انطلاق مسيرة الشعلة الأولمبية في اليابان.

وستكون هذه أول تجارب صاروخية باليستية تجريها بيونغ يانغ منذ ما يقرب من عام، والأولى منذ تولي بايدن السلطة في يناير.

وقال محللون إن الاختبارات لا تعني إعلان وفاة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى نزع السلاح النووي، لكنها تسلط الضوء على حقيقة مزعجة تواجهها الإدارة الأميركية وهي أن ترسانة بيونغ يانغ تتطور وتشكل تهديدات جديدة وتزيد من قدرات كوريا الشمالية التفاوضية حال استئناف المحادثات.

وجاءت اختبارات الخميس بعد أيام فحسب من إطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ كروز في مناورة قال بايدن إنها “عمل عادي”.

يوشيهيدي سوجا: بيونغ يانغ تهدد السلام وتنتهك قرارات الأمم المتحدة
يوشيهيدي سوجا: بيونغ يانغ تهدد السلام وتنتهك قرارات الأمم المتحدة

وقال مسؤولون إن إدارة بايدن في المراحل النهائية من مراجعة سياستها حيال كوريا الشمالية.

وبينما تتخذ واشنطن موقفا متشددا من بيونغ يانغ في ما يتعلق بملفات حقوق الإنسان ونزع السلاح النووي والعقوبات بادرت بمحاولات دبلوماسية صدتها كوريا الشمالية حتى الآن.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في منطقة المحيط الهادي والمحيط الهندي في بيان إن عملية إطلاق الصواريخ تلك تسلط الضوء على التهديد الذي يشكله برنامج الأسلحة الكوري الشمالي غير القانوني على جيران سول والمجتمع الدولي. وأضافت أنها تراقب الموقف وتتشاور مع حلفاء واشنطن.

وعادة ما تؤكد كوريا الشمالية إجراء مثل تلك الاختبارات، التي تقول إنها تأتي في إطار حقها السيادي في الدفاع عن النفس، في وسائل الإعلام الرسمية بعد يوم من إجرائها.

وقال خفر السواحل الياباني إنه رصد الصاروخ الأول بعد السابعة صباحا بالتوقيت المحلي بقليل وإنه حلق لمسافة نحو 420 كيلومترا ورصد صاروخا ثانيا بعد ذلك بعشرين دقيقة تقريبا وحلق لمسافة 430 كيلومترا.

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن “صاروخين قصيري المدى” أُطلقا صوب البحر في منطقة تقع بين شبه الجزيرة الكورية واليابان انطلاقا من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية.

وأضافت الهيئة في بيان أن وكالات المخابرات الكورية الجنوبية والأميركية تعكف على تحليل بيانات الإطلاق من أجل الحصول على معلومات إضافية.

وخيمت عملية الإطلاق على بدء مسيرة الشعلة الأولمبية في اليابان التي تمثل إشارة الانطلاق لعد تنازلي مدته أربعة أشهر قبل إقامة دورة الألعاب الصيفية في طوكيو والمؤجلة من العام الماضي بسبب جائحة كورونا.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا قوله “أول عملية إطلاق في أقل من عام تمثل تهديدا للسلام والاستقرار في اليابان والمنطقة وتنتهك قرارات الأمم المتحدة”.

وأضاف سوجا أنه سيعمل على ضمان إقامة الألعاب الأولمبية في أجواء آمنة وسيبحث عملية الإطلاق مع بايدن خلال زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل.

وقدمت اليابان احتجاجا رسميا عبر سفارتها في الصين وقالت إن الاختبار يهدد السلام والأمن في المنطقة. كما عبر مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية عن قلقه العميق من الخطوة.

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بعد اجتماع مع نظيره الكوري الجنوبي تشونغ إيوي يونغ في سول، على الحاجة إلى إقرار السلام والاستقرار في منطقة شمال شرق آسيا.

وقال في مؤتمر صحافي “هذا يعني أن على كل الدول المعنية التخلي عن سباق التسلح وأي أنشطة عسكرية من أي نوع”.

وأكدت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أن “الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية هو هدف البشرية قاطبة”.

وأضافت “ندعو الأطراف المعنية إلى الالتقاء في منتصف الطريق والحفاظ على خفض تصعيد الموقف من أجل دفع التسوية السياسية والعمل على تحقيق سلام وأمن دائمين في شبه الجزيرة”.

5