صفقة رافال الإماراتية ليست خطة بديلة عن طائرات إف - 35

نفت الإمارات ما يروج بشأن الصفقة الضخمة التي أبرمتها مؤخرا مع فرنسا بشأن شراء ثمانين طائرة عسكرية من طراز “رافال”، مؤكدة أن هذه الصفقة ليست بديلا عن شراء مقاتلات “إف - 35” الأميركية التي ينتظر أن تبدأ الولايات المتحدة تسليمها.
أبوظبي - أكدت الإمارات العربية المتحدة أن صفقة شراء طائرات فرنسية مقاتلة من طراز “رافال” ليست خطة بديلة عن صفقة المقاتلات الأميركية المنتمية إلى الجيل الخامس “إف - 35″، بل هي مكمل لها.
وأبرمت الإمارات الجمعة الماضية عقدا ضخما مع فرنسا يقضي بشراء 80 طائرة “رافال” من إنتاج شركة داسو للطيران و12 طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز “كاراكال” من إنتاج إيرباص هليكوبترز بقيمة 17 مليار يورو (19.2 مليار دولار).
وجاء الإعلان عن الصفقة خلال زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دبي ضمن جولة لعدد من الدول الخليجية شملت قطر والمملكة العربية السعودية.
وقال اللواء إبراهيم ناصر العلوي، قائد القوات الجوية والدفاع الجوي في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) مساء السبت إن طائرات “رافال” ستحل محل أسطول الإمارات من طائرات الميراج 2000 الفرنسية الصنع.

اللواء إبراهيم ناصر العلوي: طائرات "رافال" ستحل محل أسطول الإمارات من طائرات الميراج 2000
وأوضح اللواء إبراهيم أن هذه الصفقة لا تعتبر خطة بديلة لصفقة إف - 35 المرتقبة، ولكنها بالأحرى صفقة مكملة لها في إطار تطوير قدرات القوات الجوية، مضيفا أن الإمارات تتطلع منذ فترة لإحلال طائرات جديدة محل أسطول الميراج.
وشكلت الصفقة أكبر طلبية خارجية للطائرات الفرنسية المقاتلة “رافال” منذ دخولها الخدمة في العام 2004. وسيتم تسليم الطائرات بدءا من عام 2027، وتهدف الطلبية إلى استبدال 60 طائرة من طراز “ميراج 2000 - 9” حصلت عليها الإمارات في عام 1998.
وقال الرئيس الفرنسي في بيان بعد توقيع الصفقة التاريخية بحضور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “في الوقت الذي أثاروا (الإماراتيون) فيه بلا شك المزيد من التساؤلات حول شركاء تاريخيين آخرين، أعتقد أن هذا الاتفاق يقوّي موقع فرنسا”، مشددا على أنّ أبوظبي ترى في باريس “شريكا قويا”.
ويرى مراقبون أن توقيع الإمارات على الصفقة الضخمة مع فرنسا لا يعني بالمطلق التراجع عن صفقة “إف - 35” التي تم الإعلان عنها بداية العام الجاري، والتي تبدي الإمارة الخليجية حرصا كبيرا على الحصول عليها، وسبق وأن حصلت على تعهدات أميركية بشأن إتمامها.
وتتبنى الإمارات نهجا يقوم على تنويع الشراكات الدفاعية، ومصادر التسليح، لكنها حريصة في الآن ذاته على الحفاظ على العلاقات العسكرية الوثيقة مع الولايات المتحدة.
ويقول المراقبون إن الحرص الإماراتي على الحفاظ على زخم العلاقة الدفاعية مع واشنطن لا يعني عدم وجود تحفظات على السياسة الأميركية لاسيما في ما يتعلق بالمبيعات العسكرية التي تميل نحو التشدد.
وأبرمت الإمارات في آخر أيام حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اتفاقا لشراء ما يصل إلى 50 طائرة من طراز “إف – 35″، فضلا عن 18 طائرة مسيّرة مسلحة ومعدات دفاعية أخرى في صفقة تصل قيمتها إلى 23 مليار دولار.
وقالت إدارة الرئيس جو بايدن العام الجاري إنها ستمضي قدما في تنفيذ الصفقة. وأوضحت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي ميرا ريسنيك الشهر الماضي بأن بلادها تعتزم إتمام الصفقة، مستدركة “نواصل التشاور مع المسؤولين الإماراتيين للتأكد من أن لدينا تفاهما متبادلا واضحا لا لبس فيه في ما يتعلق بالالتزامات والإجراءات الإماراتية قبل وأثناء وبعد التسليم”، دون أن توضح ماهية تلك الالتزامات.
وتواجه الولايات المتحدة انتقادات متزايدة من شركائها الخليجيين بشأن سياساتها المتشددة حيال عقد صفقات الأسلحة، عبر طرح حزمة من الشروط التعجيزية في بعض الأحيان، ومن خلال المماطلة في أحيان أخرى.
وسبق وأن أبدت قطر تململا من مماطلة الولايات المتحدة في تنفيذ صفقة طائرات دون طيار متطورة. وقدمت الدوحة طلبا رسميا منذ أكثر من عام لشراء أربع طائرات دون طيار مسلحة من طراز “أم كيو - 9بي” بنحو 600 مليون دولار، لكن وزارة الخارجية الأميركية لم تتصرف بعد بشأن الطلب القطري ورفض المسؤولون فيها الإفصاح عن السبب.