صعود الدرج طريقة بسيطة لتعزيز الصحة

فوائد صعود السلالم لا تقتصر على تقليل خطر الوفاة المبكرة فحسب، بل تشمل أيضا انخفاضا ملحوظا في خطر الإصابة بأمراض القلب.
الأحد 2025/04/27
فوائد تعادل فوائد رياضة المشي

لندن ـ أظهرت دراسة علمية أن صعود الدرج بدلا من استخدام المصاعد قد يكون إحدى أبسط الطرق لتعزيز الصحة وإطالة العمر.

وتوصل الباحثون إلى أن هذه العادة البسيطة ترتبط بانخفاض خطر الوفاة من أي سبب بنسبة 24 في المئة، كما تقلل احتمالات الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 39 في المئة.

وقد قدمت الدكتورة صوفي بادوك من جامعة إيست أنجليا هذه النتائج في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في أثينا، مؤكدة أنه حتى النشاطات القصيرة مثل صعود الدرج يمكن أن تقلل خطر الوفاة المبكرة.

وأضافت “اختر السلالم كلما أتيحت لك الفرصة، فهذا القرار البسيط يحمي قلبك،” مشيرة إلى أن دمج هذا النشاط في الروتين اليومي هدف سهل التحقيق.

وللوصول إلى هذه النتائج قام الفريق البحثي بتحليل بيانات تسع دراسات شملت أكثر من 480 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 35 و84 عاما. وشملت العينة أشخاصا أصحاء بالإضافة إلى مرضى القلب، حيث مثلت النساء نسبة 53 في المئة من المشاركين.

وكشف التحليل الشامل أن فوائد صعود السلالم لا تقتصر على تقليل خطر الوفاة المبكرة فحسب، بل تشمل أيضا انخفاضا ملحوظا في خطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة بما في ذلك النوبات القلبية وفشل القلب والسكتات الدماغية.

هناك علاقة بين عدد الدرجات التي يصعدها الشخص والفوائد الصحية التي يحصل عليها، فكلما صعدنا أكثر كانت الفوائد أكبر

وفي تعليق على النتائج قالت الدكتورة بادوك “تشير دراستنا إلى وجود علاقة بين عدد الدرجات التي يصعدها الشخص ومدى الفوائد الصحية التي يحصل عليها، حيث يبدو أن زيادة صعود السلالم تعطي فوائد أكبر، لكن هذا الأمر يحتاج إلى المزيد من البحث لتأكيده.”

وأضافت “سواء كنت في مكان العمل أو في المنزل أو في أي مكان آخر، ننصحك دائما باختيار السلالم كلما أمكن ذلك.”

وتظهر الأدلة العلمية المتزايدة أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الوفاة المبكرة وأمراض القلب، ولذلك يوصي الخبراء الصحيون بممارسة 150 دقيقة أسبوعيا على الأقل من التمارين متوسطة الشدة.

ويمكن اعتبار صعود الدرج أحد التمارين القوية التي تساعد على فقدان الوزن وتعزيز اللياقة البدنية. ويُعتبر هذا التمرين فعالاً ولا يتطلب معدات إضافية، فهو يعزز صحة القلب ويقوي العضلات، بحسب ما ذكرته دراسة نُشرت في دورية “أثوروسلوريزيس”.

ويعد النشاط البدني أحد العناصر الأساسية للحفاظ على الصحة والمساهمة في خسارة الوزن.

والكثير من الأشخاص يعتمدون على المشي 10 آلاف خطوة يوميا لاكتساب اللياقة البدنية، إلا أن البعض منهم يجدون أن الوصول إلى هذا الهدف قد يستغرق وقتاً أطول.

هنا يبرز صعود الدرج كبديل فعال، حيث يتطلب مجهوداً أكبر ويمكن تحقيق فوائده في وقت أقصر. وأظهرت دراسة حديثة، شملت ما يقارب 4.5 مليون شخص، أن صعود الدرج قد يكون بديلاً ممتازاً للمشي؛ حيث يساهم صعود 5 طوابق يومياً في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20 في المئة.

ووفقاً للدكتور لو تشي، الأستاذ في جامعة تولين، فإن فترات قصيرة من صعود الدرج تساهم بشكل كبير في تحسين لياقة القلب وحرق الدهون. ويمكن أن يكون جزءاً من الروتين اليومي، وهو ما من شأنه أن يعزز نمط الحياة الصحي.

وصعود السلالم يُشغّل عدة عضلات في الجسم مثل عضلات الساقين والفخذين، بالإضافة إلى زيادة معدل دقات القلب وحرق السعرات الحرارية.

ويوصي الخبراء بصعود ما بين 3 إلى 6 مجموعات من السلالم يومياً، بمتوسط يتراوح بين 10 إلى 15 درجة لكل مجموعة.

وتشير الأبحاث إلى أن صعود أكثر من 5 مجموعات يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

14