صحة الأم تلعب دورا مهما في المساعدة على الوقاية من أمراض الكلى

سوء تغذية الأمهات وتناول الكحول ونقص الفيتامينات وسكري الحمل، كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى ذرية قليلة الكبيبات.
الثلاثاء 2022/10/18
صحة الأم مهمة للأبناء

كانبيرا – تلعب صحة الأم دورا مهما في المساعدة على الوقاية من أمراض الكلى، حيث وجدت دراسة جديدة أن خطر الإصابة بالمرض في حياة البالغين يتم تحديده جزئيا عند الولادة.

وتظهر الدراسة، التي أجرتها جامعة موناش في أستراليا لأول مرة، أن بعض الناس يولدون بحماية مضاعفة ضد أمراض الكلى في المستقبل، في حين أن آخرين يتضاعف خطر إصابتهم بأمراض الكلى.

ويعاني نحو 800 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من أمراض الكلى المزمنة. وفي حين أن مرض السكري هو السبب الأكثر شيوعا لهذه الحالات، إلا أن الأبحاث تظهر أن البعض أكثر حماية من الإصابة بأمراض الكلى في المستقبل مقارنة بالبعض الآخر.

وحللت الدراسة، التي أجريت بالتعاون مع كلية الطب في جامعة جيكي بطوكيو ونشرت في مجلة “كيدني أنترنشيونال”، نحو 50 كلْية من متبرعين بالغين.

وقد قام الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ المساعد بجامعة جيكي، الدكتور كوتارو هاروهارا، بفحص آلية التصفية الرئيسية للكلى مع زملائه، وذلك بإدخال مرشحات الدم في العضو، والمعروفة باسم “الكبيبات” (حزمة من الأوعية الدموية الدقيقة أو الشُعيرات الدموية وتقع داخل محفظة بومان في الكلية)، وتحليل خلاياها الفردية التي تسمى “الخلايا الرجلاء” أو “الخلايا الظهارية الباطنية”.

ومن المعروف أنه كلما زاد عدد الخلايا الظهارية الباطنية، زادت صحة الكلى. ولكن الباحثين اكتشفوا لأول مرة أن الكلى التي تحتوي على المزيد من الكبيبات (المرشحات) تحتوي أيضا على المزيد من الخلايا الظهارية الباطنية لكل مرشح. وهذا يعني أن الذين لديهم المزيد من الكبيبات لا يمتلكون وحدات أكثر من الخلايا الظهارية الباطنية بشكل عام فحسب، وإنما هذه الخلايا أكثر تركيزا في كل مرشِّح.

وقال المؤلف الرئيسي البروفيسور جون بيرترام، من معهد “موناخ بيوميدسين ديسكافري”، إن “البحث كان مثابة تقدم كبير في فهم مخاطر الإصابة بأمراض الكلى، حيث أن لدى بعض الناس ما يصل إلى 200 ألف كبيبة، في حين أن البعض الآخر لديه أكثر من مليونَيْ كبيبة”.

بب

وأضاف “أظهرت الدراسة لأول مرة أن الكلى البشرية التي تحتوي على المزيد من مرشحات الدم (الكبيبات) تحتوي على المزيد من الخلايا الظهارية الباطنية لكل مرشح. وبالنظر إلى أن البشر يولدون بكل الكبيبات والخلايا الظهارية الباطنية، فإن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن بعض الأشخاص يولدون بنوع من الحماية المزدوجة ضد أمراض الكلى، في حين يولد آخرون بخطر مضاعف”.

وذكر أن الأطفال الخدج ونظراءهم حديثي الولادة الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة يملكون عادة عددا أقل من الكبيبات، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة وارتفاع ضغط الدم. في حين أنه لا يمكن فعل أي شيء لزيادة عدد مرشحات الكلى بعد الولادة، حيث يتم إصلاحها قبل 36 أسبوعا من الحمل، ويمكن أن يسهم النظام الغذائي لدى الأم في زيادة هذه الأعداد في الرحم.

وأوضح البروفيسور بيرترام “أظهرت الدراسات التي أجريت على البشر والحيوانات أن سوء تغذية الأمهات وتناول الكحول ونقص الفيتامينات وسكري الحمل…، كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى ذرية ذات عدد منخفض من الكبيبات”.

وتابع “بينما كانت هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات التي تعنى بالخلايا الظهارية الباطنية، أظهرت الاكتشافات المبكرة أن الحوامل يمكن أن يقللن من خطر الإصابة بأمراض الكلى في المستقبل لدى أطفالهن عن طريق الامتناع عن تناول الكحول واتباع نظام غذائي متوازن.

17