في المقاهي حياة اجتماعية أضحت مثابات لمعرفة حياة مرتاديها، وتأدية واجبات العزاء والأفراح وحضور العزائم والولائم، حتى تحولت إلى منطلق لعلاقات اجتماعية عميقة بالرغم من اختلاف أنواع مرتاديها وتباين مهنهم.

مبنى المؤسسة الإعلامية يتحول إلى سكن عشوائي لناس اقتحموها لحظة سقوط بغداد، ونهبوا ممتلكاتها وأرشيفها ومطابعها وأوراق كتّابها وصورهم ومقالاتهم وأخبارهم.

العالم تخطى عقدة تمركز المدينة على مبرر تاريخي لقيامها وراح ينوّع في خلق أو ابتكار مراكز أخرى لا تقل أهمية عن المدينة القديمة الأساس.

ميزة النهضة التي حدثت ومازالت بتجارب فردية متواصلة الأثر والمعطى، إنها لم تقتصر على معين واحد أو أسلوب محدد بل هي سلسلة تفاعلات مع عشرات المدارس والأساليب الفنية في العالم.

انتعاشة الاقتصاد تدلل على أن النمو أخذ في النهوض وأن الأغطية الموروثة من بيروقراطية الدولة التقليدية أخذت في الانحسار ببناء دعائم صروح الثقافة والفنون.

حسين نعمة صوت مُدرب بأطوار الغناء الريفي وبالمحبة وبحلاوة حنجرته وسحرها وبجودة الأداء، وعشق المدينة التي تفخر بأجمل عيون حوراء.

المدن العظيمة الخالدة لا تتوارى ساعة الشدة ولا تتحجّج بالسياسة تعذرا عند نخوتها، دون أن تكون في طباع أهلها مروءة وعنفوان وصوت هادر بالحق.

العراقيون يمتلكون خزائن من الحكايات والأحزان والذكريات تفوق كل احتياطي النفط لديهم، بل تفوق أعداد أفراد الميليشيات والقتلة والوطنيين والعملاء مجتمعين.

المثقفون العراقيون وآخرون من حولهم لم ينطقوا بعد بلغة الفرز والصراخ كالذي قام به ليلوش قبل نصف قرن وأعاد في فيلمه "نحن والآخرون" حكايات مثقفي أوروبا وهم يتعاملون مع الحرب التي داهمتهم.

السياب ليس شاعرا خلاّقا فحسب، فهو تمثلَ الوطن الذي غادره مضطرا نحو سماوات روحة، وحملَ معه جوعه ونشيجه ومطره وشناشيله وأسواقه القديمة.

"السلطان والشاه" الذي يتواشج فيه التمثيل الدرامي والمسرحي بجهود نجومه يعطي فرصة للجيل الجديد لإعادة قراءة التاريخ ويستلهم العبر من أحداثه.

التلويح بأداء دور، الإغراء بأداء دور، التفاوض على أداء دور، والمساومة على الدور، وأخيرا الاستسلام بثمن؟ هذه مراحل دورة السياسة في العراق.

المكانة التي يقف عندها سعدون جابر تميزت بأعمال أحبها العراقيون، واستمتع فيها العرب، ظلت حاضرة في قلوب أجيال من عشاق الغناء العراقي الشجي والممتلئ شجناً.

جاء الاحتلال ليطرق سبيكة كل شيء لينثر أهل بغداد في المنافي كما نثرت فوق العروس الدراهم، زرتها قبل سنتين فلم أتلمس طريقي إليها حتى لبيتي.