صالح في باريس والدعم الأميركي يعيد إلى باتيلي حماس المبادرة

اجتماع مرتقب بين رئيس مجلس النواب الليبي ورئيس مجلس الدولة بهدف التوصل إلى توافق سياسي على تفاصيل المرحلة القادمة.
الجمعة 2024/03/08
باتيلي يريد أن يلعب دورا مهما في حلحلة الأزمة

باريس - وصل رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أمس الخميس إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية يرافقه فيها بلقاسم حفتر نجل القائد العام للجيش الوطني، فيما دعاه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي، إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية تفضي لانتخابات في البلاد.

وبيّن باتيلي في حسابه على منصة “إكس” أنه أجرى، اتصالا هاتفيا مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في إطار المشاورات الرامية للتوصل إلى تلك التسوية. وقال: “تبادلنا وجهات النظر حول الوضع الحالي للعملية السياسية، وجددت دعوتي لمجلس النواب إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية”، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة المشاورات للدفع نحو تسوية سياسية تفضي إلى إجراء الانتخابات وضمان وحدة ليبيا ووصولها إلى استقرار وسلام مستدامين.

وجاء اتصال باتيلي مع صالح عقب مناقشته الأربعاء، مع المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند وضع العملية السياسية وجهود جمع الأطراف الرئيسية في البلاد، وجدد تأكيده على الالتزام المشترك بتوحيد الجهود لحث الأطراف الليبية المعنية “على الانخراط بشكل حاسم لوضع البلاد على طريق الوحدة والاستقرار والسلام”.

بول سولير: فرنسا تسعى جاهدة لمساعدة ليبيا في معالجة الانسداد السياسي
بول سولير: فرنسا تسعى جاهدة لمساعدة ليبيا في معالجة الانسداد السياسي

وحل صالح بباريس بدعوة من الرئاسة الفرنسية التي تقود جهودا لحلحلة النزاع الليبي، وهو ما أكد عليه مبعوث الرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا بول سولير، عندما تحدث عن “حرص فرنسا على استمرار الاستقرار في ليبيا ودعمها الكامل لجهود المنفي في معالجة الأزمة السياسية الراهنة بهدف إجراء انتخابات شاملة ونزيهة”. مشيرا إلى أن “باريس ستقف إلى جانبه في كل خطواته الرامية إلى ضمان مشاركة جميع الأطراف الليبية في الانتخابات المقبلة”.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي قام في فبراير الماضي بنشاط حثيث في الساحة الليبية من خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين، وقال إن “الملف الليبي من أول اهتمامات بلاده التي تسعى جاهدة لمساعدة ليبيا في معالجة الانسداد السياسي بالتواصل مع الأطراف السياسية، لتحقيق الاستقرار والوصول للانتخابات”، لافتا إلى استمرار التشاور مع الدول المهتمة بالشأن الليبي، والتعاون مع الأطراف السياسية من أجل التوصل لاتفاقات ملموسة تفضي لإجراء انتخابات يرضى بنتائجها المشاركون فيها.

وأكد سولير “دعم بلاده الجهود المبذولة لتوحيد الجيش، والحد من الهجرة غير النظامية ومكافحة الجريمة العابرة للحدود، واستعداد فرنسا للتعاون مع الجهات ذات العلاقة في ليبيا، ومدها بالإمكانات اللوجستية التي تمكنها من أداء المهام الموكلة إليها بتأمين الحدود”.

وينتظر أن يعقد صالح في باريس اجتماعا مع رئيس مجلس الدولة محمد تكالة بهدف التوصل إلى توافق سياسي على تفاصيل المرحلة القادمة، وبخاصة على روزنامة الانتخابات، فيما تقود واشنطن حراكا نشطا لإعادة الروح إلى جهود السلام في ليبيا، وذلك من خلال دعمها المعلن لمبادرة كان باتيلي أطلقها في نوفمبر الماضي، وتتعلق بلقاء خماسي بين رؤساء المجلس الرئاسي ومجلسي النواب والدولة ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية صلاحياتها والقائد العام للجيش الوطني.

واشنطن أصبحت تدافع بقوة عن مبادرة الطاولة الخماسية وهو ما أعاد إلى باتيلي حماسه للدفاع عن مبادرته

ورحب عضوا المجلس الرئاسي موسى الكوني وعبدالله اللافي، بأي مبادرة سياسية في إطار البعثة الأممية تمكن من إجراء الانتخابات، وإنهاء الانقسام السياسي كضرورة لتحقيق الاستقرار في البلاد.

وبحثا الخميس، مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا جيرمى برنت آخر مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، وسبل معالجة حالة الانسداد السياسي، وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما تم التطرق إلى مستجدات ملف المصالحة الذي وصل إلى مراحل متقدمة، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، لاسيما الاقتصادية والأمنية بتأمين الحدود الجنوبية، وإقامة تنمية في قرى ومدن مناطق الجنوب، والعمل على حلحلة التحديات الاقتصادية في البلاد.

ومن جانبه، أكد ريتشارد نورلاند، استمرار دعم بلاده لجهود المجلس الرئاسي التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار للوصول لإجراء الاستحقاق الانتخابي، ولجهود عقد المؤتمر الجامع خلال هذا العام، كأحد ضمانات تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في ليبيا.

وقبل ذلك، تمحور لقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، مع نورلاند وبرنت، حسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس، حول بعض الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية، والسبل الكفيلة للخروج من حالة الانسداد السياسي والمضي قدماً نحو الانتخابات في ليبيا.

وثمن المبعوث الأميركي وفقا للمكتب، دور رئيس المجلس ومحاولاته الحثيثة لخلق جسور للتواصل مع الفاعلين والمعنيين بالقضية الليبية بهدف الوصول للانتخابات، متطلعا إلى إعادة إحياء اللجنة المالية العليا لتلعب دورا أكبر خلال الفترة المقبلة كأداة تضمن التوزيع العادل للموارد مع الإفصاح والشفافية والترشيد في الإنفاق.

وأكد المنفي مواصلة العمل بالشراكة مع البعثة الأممية في ليبيا للوصول لتسوية سياسية حقيقية ترتكز على الاحتكام للشعب بشكل مباشر وتفعيل دور المنظمات الإقليمية والدولية للمساهمة في تعزيز الحوار والتوافق.

وكانت واشنطن أبدت انفتاحا على تشكيل حكومة جديدة في ليبيا، حيث أكد نورلاند خلال اجتماعه مع الدبيبة، مساء الثلاثاء، على أهمية تشكيل حكومة تصريف أعمال بمشاركة جميع الفاعلين الليبيين في العملية السياسية التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لإزاحة ما تبقى من عوائق أمام الانتخابات.

وبحسب مراقبين، فإن الولايات المتحدة أصبحت جزءا مهما من دعاة تشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة شؤون البلاد وتشرف على تنظيم الانتخابات، وهو ما يعتبر ضربة موجعة للدبيبة المتمسك بمقاليد السلطة.

ويرى المراقبون، أن واشنطن أصبحت تدافع بقوة عن مبادرة الطاولة الخماسية وهو ما أعاد إلى باتيلي حماسه للدفاع عن مبادرته، وعن مواقفه السابقة ومنها دعوته إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة.

وفي السياق ذاته، بحث رئيس مجلس الدولة محمد تكالة، مع المبعوث الأميركي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، مبادرة باتيلي بشأن العملية السياسية، والجهود الرامية لإنجاح العملية الانتخابية، والجهود الرامية لدعم المسار الديمقراطي والاستقرار، وإنجاح العملية الانتخابية.

4