شير تزور باكستان لتوديع فيل

إسلام آباد - انتقلت النجمة الأميركية شير، الجمعة، إلى باكستان للاحتفال برحيل “كافان”، الفيل الأكثر وحدة في العالم والذي من المرتقب أن يسافر الأحد على متن طائرة شحن إلى محمية للحيوانات في كمبوديا بفضل جهود مدافعين عن الحيوانات بعد سنوات من سوء المعاملة التي تعرض لها في حديقة حيوان باكستانية.
وكشف مآل كافان، الذي وصل إلى باكستان بُعيد ولادته في 1985 وبات فيلا بدينا قُيّد بالسلاسل طوال سنوات، النقاب عن الأوضاع البائسة في حديقة حيوان ماراجازار في العاصمة إسلام آباد إلى درجة أن قاضيا طلب في مايو الماضي نقل كلّ الحيوانات من هذه الحديقة.
ونفت إدارة حديقة ماراجازار -حيث عاش كافان معظم حياته- أن تكون أساءت معاملته، زاعمة أن الحزن استولى عليه بعد نفوق شريكته سنة 2012.
ولم يتم الإعلان عن جدول شير بسبب المخاوف الأمنية، لكنها “في طريقها”، وفقا لمارتن باور من “فور باوز إنترناشونال”، وهي مجموعة تُعنى بالحيوانات ومقرها فيينا.
وكانت شير التي قادت الحملة لإنقاذ كافان قد ناصرت قضية الحيوان، معتبرة أن خبر نقله إلى كمبوديا الذي أعلن عنه في سبتمبر الماضي كان إحدى “أسعد اللحظات” في حياتها.
وأكد باور أنه “بفضل شير، وكذلك نشطاء باكستانيين محليين، احتل مصير كافان عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، وساهم ذلك في تسهيل نقله”، وأشار إلى أنه حتى بعد وصوله إلى كمبوديا، سيحتاج إلى سنوات من المساعدة الجسدية وحتى النفسية.
وشخص الأطباء البيطريون وضع كافان الصحّي في وقت سابق من هذا العام على أنه يعاني من زيادة الوزن وسوء التغذية، إلى جانب معاناته من مشكلات سلوكية سببها ملله التام، كما أظهر فحص طبي أجري له في سبتمبر الماضي أن أظافره متصدعة ومتضخمة نتيجة سنوات من العيش في مكان غير لائق وفوق أرضيات أضرت بقدميه.
وتبنت شير قضية كافان وكانت أحد الأصوات الداعية إلى إعادة توطينه، بعد أن شاهدت صوره في عام 2016 على وسائل التواصل الاجتماعي وهو مقيد بالسلاسل دون مأوى إلا سقيفة متهالكة وبركة صغيرة قذرة.
وقامت نجمة البوب الأميركية منذ ذلك الحين بتكليف ممثلها الشخصي بالإشراف على عملية تحسين الظروف المعيشية للفيل، معتبرة عيش كافان وحيدا بحديقة حيوان باكستانية ضربا من المحنة والأسر، مبدية تأثرها من ذلك.
وأشاد باور بالتأثير القوي الذي يمكن أن تحدثه أصوات المشاهير في قضايا حقوق الحيوان، قائلا “المشاهير الذين يوجهون أصواتهم لدعم قضايا هامة موضع ترحيب دائم، فهم يساعدون في بدء الخطاب العام وزيادة الضغط على السلطات المسؤولة”.
وأضاف “يوجد في جميع أنحاء العالم عشاق للحيوانات، سواء من قبل شخصية مشهورة أو غير مشهورة، ودعم كل واحد منهم أمر بالغ الأهمية”.
وانشغل فريق من منظمة “فور بوز” الدولية التي أطلقت حملة إنقاذ كافان -بالتعاون مع الطبيب البيطري أميل خليل ومجلس إدارة الحياة البرية في إسلام أباد- على امتداد الأشهر الثلاثة الماضية بتجهيز الفيل للمغادرة.
كما نظمت مجموعة من النشطاء المعنيين بالرفق بالحيوانات هذا الأسبوع في الحديقة، مع فرق موسيقية محلية وبالونات وشرائط زينة، حفلة توديع صغيرة لكافان قبل مغادرته.
وقالت ماريون لومبار، المسؤولة في منظمة “فور بوز”، “أردنا أن نتمنّى له حياة تقاعدية هانئة”.
وتعاني حدائق الحيوانات في باكستان من منشآت رديئة وخدمات ضعيفة توفّر للحيوانات.
وليس رفاه الحيوانات في قلب الأولويات في البلد. وتمّ في السنوات الأخيرة استيراد مئات الحيوانات الغريبة ليتباهى بها باكستانيون أثرياء في سياراتهم الفارهة.