"شيري" محل يبيع الأسطوانات القديمة في القاهرة

أسطوانات الموسيقى العربية القديمة تدخل التراث وتباع بأسعار باهضة.
السبت 2021/12/11
أسطوانات نادرة الوجود

القاهرة - على رفوف متجر “شيري” بضاحية الزمالك بالقاهرة تصطف أسطوانات الموسيقى العربية القديمة، والتي تم تسجيلها منذ أواخر القرن التاسع عشر وخلال العقود الستة الأولى من القرن العشرين.

خُطب الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، التي كانت تصدرها وزارة الثقافة والإرشاد، تجاور أسطوانات المطربة أم كلثوم التي أنتجتها شركة “صوت القاهرة” وتسجيلات أخرى لعبده الحامولي، ومحمد عثمان، وعبدالحي حلمي، والشيخ يوسف المنيلاوي، ولاحقا منيرة المهدية، إضافة إلى العشرات من أجهزة التشغيل التي يعمل بعضها يدويا “مانفلة” في حين يشتغل عدد منها بالكهرباء.

والتحق خالد علي للعمل بهذا المتجر مبكرا لسبب شخصي؛ فوالدته كانت قد درست الموسيقى الشرقية، وافتتحت متجرا للأسطوانات في عام 2007، “وكان معظم زبائنها من الخواجات (أي من الأجانب)”، كما يذكر موقع بي.بي.سي العربي.

وعندما طالبها مالك المحل بإنهاء عقد الإيجار، عرض عليها خالد مشاركتها بمدخراته، فدعمها للانتقال إلى محل جديد، ودخل معها هذا العالم.

وتسبب الركود الاقتصادي في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من القرن الماضي في تراجع مبيعات هذه الأسطوانات وطباعتها في بلد مثل مصر، ثم عادت وازدهرت مع ظهور الفينيل في الخمسينات، حتى جاءت الضربة القاصمة للأسطوانة في العالم العربي مع ظهور الكاسيت وأشرطته، فدخلت في طي النسيان.

لكن السنوات القليلة الماضية شهدت بروز سوق واعدة للأسطوانات العربية، وارتفاعا في أسعارها مع تزايد إقبال الجيل الشاب على اقتنائها، وبحث الكثير من الهواة عنها، فأسطوانة لفيروز لن يقل سعرها في القاهرة عن 65 دولارا، أما سعر أسطوانات أم كلثوم من نفس الحجم فربما يصل إلى 40 دولارا في حال توفرها.

وليس مقتنو تلك القطع النادرة حصرا من العرب، بل هم في الغالب تجار متخصصون يعرفون قيمة ما بحوزتهم ويسعون للحصول على أعلى سعر له؛ فأحد المتاجر على الإنترنت يعرض إسطوانات تعود لبداية القرن العشرين بـ 250 دولارا للواحدة.

يقول خالد علي إن الأسطوانات اختفت تماما في العالم العربي “فشريط كاسيت، وجهاز صغير لتشغيله، أبعد الأسطوانة عن الساحة. أغلبها ألقي في سلة المهملات أو كُسر” والبقية القليلة هي ما تتداوله الأيدي حاليا.

وتفسر ندرة الأسطوانات العربية سبب التسابق على اقتنائها، فقد أصبحت مثل اللوحات الفنية النادرة بالنسبة إلى جامعيها، وكلما كانت الأسطوانة نادرة وبغلاف جيد ومستوى عال من الجودة السمعية، كلما ارتفعت قيمتها السوقية.

20