"شو يا قشطة" فاكهة مسرحية تسلط الضوء على التحرش في لبنان

تستلطف النساء المغازلة خاصة التي تبدأ بكلمات محبّبة، ولطيفة وخفيفة، لكن المبالغة في جرأتها، إلى حدّ الإباحية والتحرش اللفظي، مؤذية وهو ما تناولته مسرحية “شو يا قشطة” بأسلوب هزلي لكنه مرير لحث الناس على الحد من الظاهرة.
بيروت - تُعرض في بيروت مسرحية كوميدية سوداء مستوحاة من قصص حقيقية عن التحرش تحت عنوان “شو يا قشطة”. وأوضحت ميشيل فنيانوس المنتج المشارك للمسرحية سبب اختيار “قشطة”، الفاكهة وليس الكريمة.
وقالت “هذا يجعلنا نتذكر كيف يعامل المعتدي ضحيته، عن طريق تمزيقها قطعة قطعة وبصق بذورها والتخلص منها”. وذكرت أن الكثير من الناس “لا يدركون أن المعاكسات هي شكل من أشكال التحرش الجنسي”.
وبعد بحث مكثف ومقابلات مع العديد من النساء والناجيات من التحرش، قررت ميشيل فنيانوس ووفاء حلاوي، المؤلف والمنتج في للمسرحية، التركيز على ثلاثة مواضيع فرعية رئيسية في العنف الأسري، وهي التحرش الجنسي والاغتصاب والإساءة اللفظية.
بعد بحث مكثف ومقابلات مع العديد من النساء والناجيات من التحرش، تم التركيز على ثلاثة مواضيع فرعية رئيسية في العنف الأسري، وهي التحرش الجنسي والاغتصاب والإساءة اللفظية
يحمل عنوان المسرحية “شو يا قشطة” معنى أعمق، أبعد من جذوره التي تبدو في الظاهر “غير مؤذية”. في اللغة العامية اللبنانية، تشير عبارة “قشطة” إلى المرأة التي تعتبر جذابة، غير أن المسرحية تتحدى التسليع الملازم لهذه المصطلحات. ومن خلال الكوميديا الهزلية والذكية والاستكشاف المؤثر لشخصياتها المختلفة، تثير مسرحية “شو يا قشطة” حوارا حول الحاجة الملحة إلى التغيير والعدالة المجتمعِيَّيْن. جسدت الممثلة سينتيا كرم دور الدكتورة جوني المعالجة النفسية التي تعالج كل من نور وميرا وليلى. كما جسدت الممثلة وفاء حلاوي دور نور والممثلة سلمى شلبي دور ليلى، والممثلة كاتي يونس دور ميرا.
وقالت وفاء حلاوي، من الضروري تسليط الضوء على الموضوع، وأنا شخصيا واجهت موقفا صادما خلال تحضير مسرحية “مفروكة”، لذلك على أثره فاتحت ميشال بالأمر وقررنا أن يكون العمل المقبل عن التحـرش الجنـسي. ومع بداية التحضير للمسرحية اكتشفنا وجود قانون 205 الذي صدر منذ 4 سنوات والذي يحمي من التحـرش بالرغم من وجود شوائب فيه. ويبقى الأهم هو تقبل القانون وتطبيقه، فإذا لم يطبق لا نصل إلى نتيجة. وخلال التحضير للعمل تبين أن الأمر لا يتوقف على التـحرش بل هناك حالات إغتـصاب أيضا، لذا سلطنا الضوء على الموضوع، ووردت في المسرحية حالة شابة تعرضت للإغتـصاب في التاسعة من عمرها، وشخصية أخرى تعيش العنـف المنزلي واللفظي. وأقر البرلمان اللبناني قانون التحرش الجنسي في أواخر عام 2020.
ويعرف قانون التحرش الجنسي بأنه “أي سلوك سيّء متكرر خارج عن المألوف، غير مرغوب فيه من الضحية، ذي مدلول جنسي بشكل يشكل انتهاكا للجسد أو للخصوصية أو للمشاعر يقع على الضحية في أي مكان وجدت عبر أقوال أو أفعال أو إشارات أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، وبأي وسيلة تم التحرش بما في ذلك الوسائل الإلكترونية”.
ويعاقب القانون “كل من أقدم على ارتكاب جريمة التحرش الجنسي بالحبس من شهر وحتى سنة وبغرامة تتراوح من ثلاثة إلى عشرة أمثال الحد الأدنى للأجور أو بإحدى هاتين العقوبتين”. وقال رياض شيرازي المخرج والمؤلف المشارك للمسرحية “نحن لا ندين شخصا بعينه ولكننا نسلط الضوء على ظاهرة متفشية ولابد أن ندينها فهي جريمة.
وقالت كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية “العاملون في المسرحية يساهمون في رفع الوعي لدى المجتمع، ليست عندنا إحصاءات ولأن أغلب الناس لا يعرفون القانون، أتت المسرحية لتبين للضحايا أنه يمكنهم تقديم الشكاوى لحماية الأطفال والنساء.
وقال فريق عمل المسرحية إنه اختار نوع الكوميديا السوداء لجذب الجمهور وإضحاكه بينما يسلط الضوء على موضوع التحـرش والاغتصاب من كل الجوانب على مستوى تعبير الضحايا عن معاناتهم ومشاعرهم، وعقدة الذنب التي ترافقهم. كما تطرقت إلى القانون 205 الذي أقر منذ 4 سنوات، ومازال بحاجة إلى بعض التعديلات، والخط الساخن الذي اُستُحْدِث وجهوزية القوى الأمنية للتعامل مع التبليغ عن أية حالة. وقالت زلفا عساف منتجة أفلام وثائقية “نحنا بحاجة أن نعالجه على الملأ حتى يعرف الناس، ويخبرون، ويَعون، وحتى تتقدم القوانين وتكون هناك معرفة بالحقوق”.