شوارع وميادين دبي تتحول إلى ناد رياضي مفتوح

من الفئات المستفيدة من تحدي دبي للياقة فئة أصحاب الهمم الذين يشاركون في جلسات تدريب رياضية تم تصميمها خصيصا لهم، وبما يتناسب مع كل إعاقة.
الخميس 2023/11/23
تحدي اللياقة

يحتاج سكان المدن إلى الترويح عن أنفسهم من ضغط الحياة، لذلك اختارت مدينة دبي أن تتحول ساحاتها وميادينها وحتى البحر والشاطئ إلى ملاعب ومضامير رياضية تلتقي فيها كل الفئات العمرية لممارسة الرياضة طيلة شهر نوفمبر الجاري.

دبي - قبل أيام، ومع ساعات الفجر، أغلقت مدينة دبي شوارعها الرئيسية كليا أمام حركة السيارات، لتفتح المجال أمام الآلاف من الدراجات الهوائية التي يقودها شباب ومسنون وأطفال ويافعون من الجنسين، وينطلقون في سباقات طويلة تمر أمام برج خليفة، وأمام الأبراج الشاهقة، ملوحين بإشارات تعبر عن سعادتهم وابتهاجهم لتحركهم بين أبرز معالم المدينة.

والحدث هو أحد فعاليات “تحدي دبي للياقة” الذي يقام في نوفمبر من كل عام، ويتم خلاله دعوة سكان الإمارة إلى التخلص من مهام العمل، والانطلاق نحو الرياضة.

وخلال 30 يوما تتحول مدينة دبي إلى خلية من النشاط والحيوية، وتلهم الأفراد من مختلف الفئات لاتباع أسلوب حياة رياضي وصحي، إذ يهرول السكان في سباقات تطوف المضامير التي تحيط بالأحياء والميادين الرئيسية، وعلى ضفاف البحيرات، ويبحر هواة رياضة التجذيف في قوافل لا تتوقف طوال ساعات النهار.

وعلى مدار الشهر تفتح صالات اللياقة البدنية أبوابها مجانا للراغبين في ممارسة الرياضة، وتتحول الحدائق العامة ورمال الشواطئ المطلة على بحر الخليج إلى ساحات لمختلف أنواع الرياضات على يد مدربين محترفين، بينما تصبح تجمعات هواة ممارسة رياضة اليوغا معتادة مع شروق الشمس في الساحات المفتوحة بمراكز التسوق.

وخلال شهر تحدي اللياقة تتحول مكاتب الموظفين  في المؤسسات إلى صالات للياقة البدنية، حيث تدعو الإدارات موظفيها إلى التفرغ للرياضة في بداية اليوم.

ويمتد تأثير الشهر إلى السجون إذ أطلقت الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي مجموعة من الفعاليات الرياضية لترسيخ ثقافة الرياضة بين المساجين.

غغ

وخلال الأيام الماضية، شارك ما يقرب من 350 نزيلا بالسجون في المنافسات ضمن عدة فرق للفوز بمكافآت وميداليات.

وتنوعت المنافسات الرياضية للسجناء ما بين منافسات في كرة الطائرة وكرة القدم والتمارين السويدية، وتمارين على الأجهزة الرياضية.

وأتاح التحدي لمحبي الجري أو ركوب الدراجة الهوائية أو تمارين التمدد أو رفع الأوزان، الكثير من الأنشطة في مواقع مزودة بأحدث التجهيزات والمعدات الرياضية.

ويمكن لسكان دبي وزوارها والسائحين المشاركة في مجموعة من الأنشطة المتنوعة على مدار الشهر، مثل مشاهدة فيديوهات التدريبات وحضور الفعاليات التي تقام في أبرز الوجهات السياحية في مختلف أنحاء المدينة، إلى جانب مشاهير المدربين الذين يقدمون النصائح العملية وحصص التدريب للأنشطة والتمارين الرياضية الفعالة.

ومن الفئات المستفيدة من تحدي دبي للياقة فئة أصحاب الهمم الذين يشاركون في جلسات تدريب رياضية تم تصميمها خصيصا لهم، وبما يتناسب مع كل إعاقة.

وخلال الجلسات التي تقدم للمشاركين مجانا، يتولى أطباء ومعالجون متخصصون مساعدة أصحاب الهمم على ممارسة الرياضة، وجعلها عادة يومية.

وتضم الجلسات مجموعة من التمارين المصممة لوضعيات الجلوس والوقوف، بالإضافة إلى ورش عمل حول أسس التغذية الصحيحة، والقدرة على التحمل.

خخ

وإلى جانب الأنشطة الرياضية تقدم المبادرة نصائح حول الطعام الصحي الذي يساهم في تحقيق اللياقة البدنية. وتشارك في الحدث مطاعم كبرى تقدم أطباقا صممت خصيصا للباحثين عن اللياقة، وتساعدهم على تخفيض الوزن وممارسة الرياضة.

ويقول المدرب المشارك في التحدي خالد فاضل إنه يسعد دوما بحلول شهر نوفمبر من كل عام، حيث يرى مدينة دبي وقد تحولت إلى صالة رياضية كبرى يقصدها الصغار والكبار من مختلف الجنسيات.

ويقول عمران عيسى وهو أردني مقيم في دبي، إن ساعات العمل الطويلة جعلته بعيدا عن ممارسة الرياضة، لكن مع انطلاق تحدي اللياقة هذا العام قرر المشاركة فيه، إذ تنافس في تحدي الدراجات الهوائية وسط الآلاف من المتنافسين.

وأضاف “كان مشهدا ممتعا وأنا أشارك بقيادة الدراجة الهوائية ومن حولي مشاركون مسنون وأطفال ويافعون، ونحن نخترق شارع الشيخ زايد، الشارع الرئيس في دبي، ونمر أسفل برج خليفة، ومعالم المدينة الشهيرة لساعات من الرياضة الممتعة”. ويؤكد أحمد الخاجة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات أن تحدي دبي للياقة يتوسع عاما تلو الآخر، بزيادة الفعاليات وارتفاع أعداد المشاركين ومحبي ممارسة الرياضة.

وأضاف “منذ إطلاقه في عام 2017، زاد معدل التسجيل في التحدي بنسبة 180 في المئة ووصل عدد المشاركين إلى أكثر من 8 ملايين و800 ألف مشارك حتى الآن، وفي العام الماضي وحده، شارك في الفعاليات مليونان و200 ألف شخص”.وتابع بالقول “هدفنا إحداث تأثير دائم لجعل دبي أيقونة للصحة واللياقة البدنية”.

Thumbnail
18