شوارع دبي وميادينها "ملعب كبير" للسكان والزوار

دبي- في هذه الأيام من كل عام تتحول مدينة دبي الإماراتية إلى ما يشبه الملعب الرياضي الكبير، فشوارعها تغلق أمام حركة السيارات، لتنطلق سباقات للدراجات الهوائية للسكان، ومحاورها الرئيسية وميادينها تتحول الى مضمار للجري وممارسة رياضات المشي، والحدائق تفتح أبوابها لتكون صالات كبرى للياقة البدنية وبناء الأجسام.

هذه الفعاليات، هي جزء من “تحدي دبي للياقة”، وهو مبادرة رياضية مبتكرة تهدف إلى تعزيز الصحة واللياقة البدنية على مستوى الأفراد، وتغيير نمط الحياة ليكون صحيا مليئا بالنشاط لجميع سكان دبي وزوارها.

وتقام المبادرة في الأسابيع الأخيرة من كل عام وتشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة البدنية والفعاليات الرياضية المجانية التي تناسب جميع الأعمار والمستويات، ومنها تمارين لبناء الأجسام، والجري إلى جانب ركوب الدراجات والسباحة واليوغا. وتقام الفعاليات في الشوارع والحدائق والشواطئ والمناطق السكنية لتسهيل وصول السكان بمختلف أعمارهم ومشاركتهم في التدريبات والمنافسات الرياضية.

وهذه الدورة هي الثامنة للمبادرة التي تنظمها دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي ومجلس دبي الرياضي، بالتعاون مع عدد كبير من الهيئات الحكومية وشركات ومؤسسات القطاع الخاص العاملة في الإمارة.

وتتيح المبادرة لجميع السكان والزوار المشاركة في تحدي دبي للجري، الذي يقام في عطلة نهاية الأسبوع، بهدف تحطيم رقم قياسي شخصي أو الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية، ويقام التحدي بمسار في وسط مدينة دبي بطول 5 كيلومترات، ومسار آخر بشارع الشيخ زايد، الذي يعد الشريان الرئيس للمدينة، بطول 10 كيلومترات.

وتبدأ منافسات الجري بالمسارين بالقرب من متحف المستقبل ويمنحان المشاركين فرصة الجري على أحد أشهر الطرق وبين أبرز معالم دبي الشهيرة.

ويعد المسار الأقصر بطول 5 كيلومترات مثاليا للعائلات والمبتدئين والعدائين الهواة، حيث يأخذهم في رحلة عبر معالم دبي الرئيسية مثل برج خليفة، وأوبرا دبي، وينتهي بالقرب من سوق البحار في دبي مول، بينما يشارك العداؤون المحترفون في مسار الـ10 كيلومترات عبر شارع الشيخ زايد، بدءا من متحف المستقبل، باتجاه قناة دبي المائية، وينتهي عند مبنى بوابة مركز دبي المالي العالمي.

أما تحدي الدراجات الهوائية فيقام في شوارع رئيسية بالمدينة، نهاية كل أسبوع، عبر مسارات متعددة، منها مسار بطول 4 كيلومترات للعائلات والأطفال، ومسار بطول 14 كيلومترا للدراجين المحترفين.

وينطلق التحدي في الساعة السادسة صباحا، ويتيح للدراجين المحترفين والهواة من الشباب والنساء والأطفال وكبار السن المشاركة في منافسات متعددة، ويمنح الفائزين مجموعة من الجوائز القيمة.

ومن فعاليات “تحدي دبي للياقة”، سباق جائزة دبي الكبرى للإبحار، حيث يستمتع سكان وزوار الإمارة بمشاهدة 11 فريقا لأفضل البحارة في العالم، يتنافسون بسباقات عالية السرعة، وتصل سرعة القوارب المشاركة إلى أكثر من 100 كيلومتر في الساعة، وهو ما يحفز الشباب على ممارسة الرياضات البحرية.

ومن المنافسات الكبرى في التحدي، “كأس دبي للبادل”، وهي بطولة رياضية تهدف لتعريف المجتمع برياضة البادل ومهاراتها وتحفيز الشباب والأطفال على ممارستها.

وتوفر البطولة جلسات تدريب مجانية على رياضة البادل للراغبين من مختلف الأعمار، على يد مدربين محترفين في دبي. وتعد “قرى اللياقة البدنية” واحدة من أهم أنشطة فعاليات تحدي دبي للياقة، وهي ساحات بالشواطئ والحدائق توفر تدريبات رياضية مجانية لأفراد الأسرة من مختلف الأعمار.

وتستقبل القرى مئات الزوار المتحمسين يوميا لتعزيز لياقتهم البدنية، وسواء كان المشارك من عشاق اللياقة البدنية أو من المبتدئين، فإن المدربين يصممون له تدريبات خاصة تساعده على ممارسة الرياضة وتنمية لياقته.

وتتضمن القرى مجموعة متميزة من الأنشطة، بدءا من ملاعب البادل إلى جانب الرياضات المائية والكرة الطائرة الشاطئية، وجلسات رياضة اليوجا، وفنون الدفاع عن النفس للشباب. كما تقدم القرى رياضات في الهواء لتعزيز الصحة مصممة لتناسب جميع المستويات، منها حصص التمارين الجماعية وجلسات الرقص، وتمارين اللياقة القلبية والتنفس وتمارين التحمل والقوة، والعاب الجمباز.

وأقام تحدي دبي للياقة مراكز مجتمعية في مختلف أنحاء الإمارة، لاستقبال الراغبين في تحسين لياقاتهم البدنية، وتم تصميم هذه المراكز لتقديم الأنشطة المجانية اليومية وجلسات التمارين الرياضية المناسبة لجميع الأعمار والمهارات وأفراد العائلة من أجل التحول إلى أسلوب حياة أكثر صحة ونشاطا، ومنها جلسات في الهواء الطلق يوميا على إطلالة بحرية، تقام تحت إشراف مدربين محترفين لتوجيه المشاركين عبر سلسلة من التمارين التي تهدف إلى تعزيز قوة الجسم ومرونته.

وتوفر هذه المراكز جلسات تدريب زومبا مجانية تحت إشراف مدربين محترفين، وتمارين الاستحمام بالثلج للتعافي والاسترخاء، وحصص للتغذية الصحية وحصص رياضية تعليمية، وتمارين لتقوية عضلة القلب، إلى جانب تقديم تدريبات الملاكمة ودروس الفنون القتالية للأطفال والكبار، وتدريبات الرشاقة والمرونة.

ويقول أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة بدائرة الاقتصاد والسياحة إن “تحدي دبي للياقة” هو مبادرة أطلقها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي لجعل المدينة واحدة من أكثر المدن نشاطا في العالم. وأضاف “يساعد التحدي في دورته الثامنة جميع أفراد العائلة على اتخاذ أولى الخطوات للارتقاء بمستوى صحتهم البدنية من خلال أجندة مليئة بالفعاليات والأنشطة المتنوعة.”

ولفت الخاجة إلى أن تحدي دبي للياقة هو مبادرة وحيدة من نوعها على مستوى المدن في العالم، ويتيح للجميع المشاركة في فعالياته ومنافساته مجانا، مشيرا إلى أن دورة العام الماضي شهدت مشاركة أكثر من 2 مليون شخص، منهم 226 ألف مشارك في تحدي الجري.