شهية الكويتيين مفتوحة لأطعمتهم وعاداتهم القديمة

فرش المساجد "البسط" كانت تأتي إلى الكويت قديما من العراق والأحساء والهند وتجهز لأداء صلاة التراويح والقيام في رمضان.
السبت 2023/04/01
عادات لا تندثر

من الأكلات إلى المشروبات والعادات والعبادات، يستحضر كتاب “رمضان في ماضي الكويت” ما درج عليه الكويتيون خلال شهر رمضان، وما بقي منها عالقا في ذاكرتهم حتى اليوم.

القاهرة - يعود كتاب “رمضان في ماضي الكويت” لمؤلفه محمد يعقوب بكر البكر إلى المظاهر الرمضانية التي عرفها الشعب الكويتي قديما، وطقوس استقبال شهر الصوم، وما ارتبط به من عادات وتقاليد تراثية توارثتها الأجيال.

وتروي صفحات الكتاب أن أهل الكويت قديما كانوا يستعدون لاستقبال شهر الصوم بتجهيز مواد الأطعمة الخاصة به مُبكراً، إضافة إلى تجهيز العديد من الأدوات التي استخدموها قديما في تجهيز أطعمة ومشروبات الشهر الكريم، إلى جانب حرصهم على تجهيز المساجد لاستقبال الشهر الفضيل، والإكثار من العبادات وأعمال الخير قبل قدومه وطوال أيامه ولياليه.

ومن العادات والتقاليد الرمضانية التي عرفها الكويتيون في الماضي، والتي نقلها الكتاب، فرش المساجد بـ”البسط” التي كانت تأتي إلى الكويت قديما من العراق والأحساء والهند، وكان المحسنون يتبرعون في شهر شعبان لشراء فرش للمساجد وتجهيزها لأداء صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان.

ويذكر المؤلف الذي كتب مقدمته الدكتور خالد يوسف الشطي رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار) وراجعه الباحث الكويتي صالح خالد المسباح، أن أهل الكويت يستبقون قدوم شهر الصوم بتجهيز أدوات المطبخ الرمضاني، وكان الرجال يقومون بإخراج القدور الكبيرة وبعض أدوات الطبخ التي تستخدم في تجهيز الأطعمة الرمضانية التي اشتهرت بها الكويت، ويحملونها على ظهور الإبل إلى سوق الصفافير لتنظيفها وتلميعها، استعداداً للطبخ فيها، حيث كان يتم طبخ ولائم الإفطار في قدور كبيرة لتوضع في الدواوين والمساجد والأماكن العامة.

ومن الأدوات المنزلية الرمضانية في ماضي الكويت، والتي استعرضها الباحث محمد يعقوب بكر البكر “المنسف” وهو طبق مصنوع من عيدان البوص، أو خوص سعف النخيل، ويستخدم لتنقية الحبوب والأرز وغير ذلك من الشوائب والغبار العالق بها، وكذلك “الطبق” الذي يأتي بعد “المنسف” ويستخدم في إزالة الشوائب الدقيقة من الحبوب، بجانب استخدامه في تجفيف الخضروات والأعشاب بعد غسلها.

Thumbnail

وكذلك “التاوة”، وهي صاج من الحديد السميك المطروق، مُحَدّب أعلاه، مُقعر أسفله، ويوضع أسفله المقعر على النار، وأعلاه المُحَدّب يُخبز عليه “الرقاق”، وهو خبز يخلط ويعجن باليد على تلك الحديدة الحامية. و”المنحاز” الذي يستخدم في دق الهريس، وهي حبوب البرغل، وهو وعاء من الخشب المنحوت من جذع شجرة غليظة أسطواني الشكل قاعدته دائرية منبسطة، ووسطه محزوز كالخصر، وأعلاه محفور مُقَعّرْ لدق تلك الحبوب بداخله بواسطة عمود من الخشب، وهناك “الهاون”، الذي كان يُستخدم في سحق وتنعيم السكر والبهارات، و”الرحاية” التي كانت تُستخدم في طحن حبوب القمح.

وأورد الكتاب بعض الأكلات الرمضانية التي عرفها أهل الكويت قديما مثل “الهريسة”، وهي أكلة رمضانية تتكون من حبوب البرغل (الذرة) واللحم الصافي الخالي من العظم والشحم، ويفضل لحم البقر أو لحم فخذ الضأن والملح فقط. و”التشريبة”، وهي ما تعرف لغوياً بـ”الثّريد”، وهي أكلة عربية أصيلة، تتكون من خبز الرقاق (خبز الصاج المقرمش) مع المرق المكون من لحم الغنم أو الضأن مع البطاطا والقرع وحبات الطماطم دون تقطيع، وحبات من البصل وفصوص من الثوم والفلفل الأخضر الحار. وتؤكل في رمضان الـ”خبيصة”، وهي وتتكون من التمر والسمن والطحين المحمص، وتخلط أو تخبص مع بعضها وتقلب على نار هادئة إلى حين ما تتمازج وتصير عجينة غير متماسكة.

و”كبة العيش”، وهي كرات صغيرة على شكل بيضوي من الأرز المعجون المحشو بالبصل المفروم والزبيب، وتغمس بسائل البيض، ثم تحمر بالسمن حتى تصير مقرمشة، وتُقدَّم خلال الفطور في رمضان.

ووثق الكتاب بعض المشروبات الرمضانية التي عرفها أهل الكويت في الماضي، مثل شربة “بينتو” وهو شراب معروف حتى اليوم، وشراب “للومي” أي شراب الليمون، وشراب “بيزان” أو اللوز، وهو شراب قديم كان يأتي من الهند في زمن الأسفار في السفن الشراعية إلى الهند. وكان شراب “بيزان” يقتصر على بعض الأسر الميسورة، إلى أن شاع صيته في منتصف الخمسينات.

Thumbnail
18