شكوك بشأن صمود هدنة الحديدة الجديدة

الأمم المتحدة تؤكد أن نشر نقاط مراقبة لوقف إطلاق النار في الحديدة يعزز التهدئة وينقذ الأرواح.
الخميس 2019/10/24
الحوثيون يشيعون أجواء مضادّة لمزاج السلام

 صنعاء – قالت الأمم المتحدة الأربعاء إن أطراف الصراع في اليمن أقامت نقاطا مشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار في مدينة الحُديدة الساحلية في أحدث خطوة ضمن جهود الأمم المتحدة لتثبيت الهدنة في المدينة، فيما رحب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالخطوة واصافا إياها بالإيجابية.

واعتبر غريفيث أن نشر نقاط مراقبة لوقف إطلاق النار في الحديدة (غرب)، يعزز التهدئة وينقذ الأرواح.

وقال في تغريدة على تويتر “أرحّب بقيام الأطراف اليمنية بإنشاء أربع نقاط مشتركة للمراقبة ونشر ضباط ارتباط فيها على طول الخطوط الأمامية لمدينة الحُديدة”. وشدد على أن “من شأن هذه الخطوة أن تعزّز التهدئة في مناطق التوتر وتنقذ الأرواح”.

ومن المقرر أن تتواصل هدنة وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، وفي حال نجاحها سيتم تنفيذها في المناطق الأكثر سخونة مثل الدريهمي، والجبلية، وحيس، غربي المدينة.

وتبدي أوساط سياسية تخوفا شديدا بشأن التزام المتمردين الحوثيين بالتهدئة الجديدة في المدينة، خاصة أنهم قد سبق أن خرقوا تعهداتهم الدولية مرارا.

وأقدمت الميليشيات المدعومة من إيران في سبتمبر الماضي على تنفيذ هجوم مفاجئ، وذلك بالتزامن مع اجتماع ممثلين عن الحكومة الشرعية والحوثيين والأمم المتحدة على متن السفينة الأممية “أنتاركنيك دريم” قبالة السواحل الغربية لليمن، والذي انتهى بإعلان لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة التابعة للأمم المتحدة، عن نشر فرق مراقبة في 4 مواقع على الخطوط الأمامية من المدينة.

وأفضت مفاوضات اللجنة الثلاثية لإعادة الانتشار في مدينة الحديدة اليمنية إلى الاتفاق على إنشاء مركز للعمليات المشتركة في مقر بعثة الأمم المتحدة بالمحافظة.

وتحدث مراقبون حينها عن أنه لا وجود لضمانات قد تردع الحوثيين أو تجعلهم يتقيدون بما تفضي إليه المفاوضات السارية حول كيفية تطبيق اتفاق الحديدة، خاصة بعدما قاموا بخرقه عبر إقدامهم على تنفيذ هجوم مفاجئ في نفس الوقت الذي تجتمع فيه اللجنة الثلاثية على متن سفينة “أنتاركنيك دريم”.

ودأب المتمردون الحوثيون بشكل مستمر على انتهاك اتفاق الحديدة الذي أبرم في ستوكهولم برعاية الأمم المتحدة ونص على وقف إطلاق النار في الحديدة من خلال الاستهداف المتكرر لمواقع الجيش التابع للحكومة اليمنية.

ويتوقع أن يزيد الانتهاك الحوثي المتكرر الوضع العسكري تعقيدا ما ينذر بتجدد الحرب في محيط ميناء الحديدة، خاصة أن الهدنة التي وقعت بناء على اتفاق ستوكهولم كانت حذرة جدا من قبل الطرفين وتخللتها عدة خروقات، ما يدل على تحفّز كافة الأطراف المتقاتلة وتأهبها لاستئناف القتال.

وتوصلت أطراف الصراع إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإعادة نشر القوات في الحُديدة خلال ديسمبر في السويد كإجراء لبناء الثقة بهدف تمهيد الطريق لإجراء محادثات أشمل من أجل إنهاء الحرب.

وخفّض الوقف المؤقت لإطلاق النار العنف لكنه لم يوقفه وتعثر انسحاب القوات لشهور قبل أن تنسحب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من ثلاثة موانئ مطلة على البحر الأحمر في مايو بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق.

ويشكّك كثيرون في نوايا الحوثيين بشأن استعدادهم للانخراط في عملية سلام حقيقية أشمل وأوسع نطاقا، ويقولون إنّ أهداف الجماعة المتمرّدة تكتيكية وتهدف إلى ربح الوقت وتحقيق مكتسبات على الأرض، بدليل مواصلتهم الأعمال الحربية في الحديدة المشمولة باتفاق لوقف إطلاق النار.

ويوفر الحوثيون وسيلة للتصعيد في اليمن وإشاعة أجواء مضادّة لمزاج السلام الذي عملت عدّة أطراف معنية بالملف اليمني على إشاعته، وذلك خدمة لإيران التي تخوض صراعا شرسا ضد خصومها الإقليميين والدوليين وأقحمت ضمنه تهديد الممرات البحرية وطرق الملاحة الدولية، الأمر الذي يفسّر تحرّش الحوثيين المستمر بهدنة الحديدة على الساحل الغربي اليمني.

ويتشبّث المتمردون بالتصعيد على أكثر من جبهة في اليمن في توجه يبدو، بحسب مراقبين، مرتبطا بالأجندة الإيرانية وتحديدا موجة التصعيد بين طهران وواشنطن وعدد من العواصم الحليفة لها، على اعتبار أن اليمن إحدى ساحات الحرب بالوكالة التي تخوضها إيران ومن ضمنها تهديد الممرات البحرية الاستراتيجية وخطوط الملاحة الدولية عبرها.

ويقول مناهضون للحوثيين إنّ هؤلاء يقومون بكل ما يستطيعونه لأجل التصعيد وإشاعة التوتر في اليمن، بما في ذلك تكثيف تحرّشهم بالأراضي السعودية عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وذلك لإشغال خصوم إيران ولتخفيف الضغط عنها.

3