شركات صناعة السيارات تتسابق للاستثمار في تونس

دخلت مجموعة فولكسفاغن الألمانية، عملاق صناعة السيارات في العالم، في مفاوضات مع المسؤولين التونسيين من أجل الوصول إلى اتفاق بشأن إنشاء مصنع لها لتركيب أجزاء سياراتها في تونس.
وكشف رؤوف بن دبة رئيس الغرفة التونسية الألمانية للصناعة والتجارة أمس، أن تونس تجري مشاورات واتصالات متقدمة مع فولكسفاغن قصد بناء مصنع في تونس موجه أساسا للتصدير.
وقال في تصريح خاص لوكالة الأنباء التونسية الرسمية إن “وفدا من تونس يضمّ ممثلين عن الغرفة وعددا من رجال الأعمال سيتحول مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد في زيارته إلى برلين للمزيد من توضيح العديد من المسائل بشأن هذا الملف”.
وأوضح أن الزيارة التي ستؤديها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تونس خلال شهر مارس القادم، ستكون فرصة للحسم في هذه المسألة بعد أن تتعرف على المناخ السياسي في البلاد عن قرب.
وتعتبر تونس الوجهة الثالثة للشركة الألمانية في شمال أفريقيا حيث تقيم مصنعا لتركيب سياراتها في مدينة طنجة بالمغرب، كما أنها أبرمت اتفاقا قبل فترة مع الجزائر لإقامة مصنع بمحافظة غليزان غرب الجزائر.
|
وأشار بن دبة في تصريحاته على هامش ندوة صحافية عقدت في العاصمة تونس حول دراسة مكونات السيارات في البلاد، إلى أن مفاوضات تونس مع فولكسفاغن استؤنفت في أعقاب المؤتمر الدولي للاستثمار “تونس 2020” الذي عقد في أواخر نوفمبر الماضي.
وكانت المفاوضات مع عملاق تصنيع السيارات الألماني قد انطلقت قبل 2011، لكنها توقفت على إثر الأحداث التي حصلت في البلاد.
وستكون فولكسفاغن، ثاني شركة أوروبية لصناعة السيارات، تدخل تونس بعد شركة بيجو الفرنسية التي تقيم مصنعا لتركيب سياراتها، والتي تعدّ من أبرز العلامات التجارية في السوق التونسية.
ويرى خبراء إن المجموعة تسير عكس تيار الفضيحة التي طالتها العام الماضي بخصوص عوادم سياراتها، كما أن خطتها الرامية لإقامة مصنع لها في تونس يعطي دليلا على أن مناخ الاستثمار في البلد العربي في طريق التعافي.
وقال رئيس الغرفة “لدينا أصداء تؤكد تحمس المصنع الألماني للقدوم إلى تونس غير أنه يرغب في المزيد من التعرف على الامتيازات التي سيتحصل عليها، من ذلك الإعفاءات الجبائية”.
وأوضح أن تونس لها تقاليد كبيرة في قطاع صناعة مكونات السيارات، الذي يضم 230 وحدة صناعية أغلبها أجنبية، مشيرا إلى إن القطاع يحقق نسبة اندماج في الدورة الاقتصادية في حدود 40 بالمائة.
ولم يذكر بن دبة تفاصيل تتعلق بمكان المصنع أو عدد فرص العمل التي سيتيحها المشروع، لكنه اعتبر أن حصول المستثمر الأجنبي على إعفاءات ضريبية لعشر سنوات غير كاف وقد يعطل إتمام الصفقة.
وتراهن تونس على أن تصبح قطبا صناعيا في مجال صناعة مكونات السيارات في شمال أفريقيا نظرا إلى فرص الاستثمار الواعدة مدفوعة بالدعم الكبير من شركائها بعد أن تسارعت وتيرة هذه الصناعة وشهدت تزايدا في الطلبات عليها حول العالم.
وقال وزير الصناعة والتجارة زياد العذاري إن “عددا من المصنعين الأسيويين الناشطين في صناعة السيارات أبدوا رغبتهم في إقامة وحدات لتصنيع السيارات بتونس إلى جانب تواصل المشاورات مع مصنعين كبار في صناعة السيارات”.
وكانت بيجو قد أعلنت في مؤتمر “تونس 2020” أنها ستعيد الروح مجددا إلى سيارة “بيجو 404 بيك آب”، وقررت إعادة تصنيعها في تونس.