شركات تتنافس على توفير الإنترنت من الفضاء

تقديم إنترنت فائق السرعة في أقصى أنحاء المعمورة هدف تسعى إلى بلوغه العديد من الشركات العالمية.
الخميس 2019/05/09
مزاحمة مكلفة جدا بين الشركات

واشنطن – تملّكت حمى المزاحمة قطاع الملاحة الفضائية منذ أن كشف جيف بيزوس، أغنى أغنياء العالم، عن مشروعه الأخير “كويبر” القائم على 3236 قمرا اصطناعيا على علو 600 كيلومتر بهدف تزويد الأرض بشبكة إنترنت عالية السرعة.

وتقديم إنترنت فائق السرعة في أقصى أنحاء المعمورة هو أيضا هدف شركة “وان ويب” التي من المرتقب أن تبدأ هذا الصيف في فلوريدا بتصنيع قمرين اصطناعيين.

ومن الشركات الأخرى التي خاضت غمار هذا المجال، “سبايس أكس” التابعة للملياردير الأميركي إلون ماسك والتي تحصلت على ترخيص لإطلاق 12 ألف قمر إلى مستويات مختلفة من المدار في إطار باقة “ستارلينك”.

والمشاريع الأخرى من هذا القبيل التي لم تتبلور بعد تفاصيلها أو آليات تمويلها لا تعدّ ولا تحصى. فهل يتّسع الفضاء لكلّ مشغلي الإنترنت هؤلاء؟

في أروقة المعرض الدولي للأقمار الاصطناعية المنعقد هذا الأسبوع في واشنطن في نسخته للعام 2019، لا يخفي المحللون خشيتهم من مزاحمة مكلفة جدّا، لاسيّما إن قرّر بيزوس الذي أسس عملاق التوزيع “أمازون” سحق منافسيه من خلال تقديم أسعار متدنية جدّا.

وقال مات ديش المدير العام لشركة “إيريديوم كوميونيكيشنز” إن “جيف بيزوس ثرّي بما فيه الكفاية ليتسبّب في إفلاس كلّ الشركات الأخرى”.

وصرّح ديش “المشكلة هي أن الأقمار الاصطناعية تتطلّب استثمارا بمليارات الدولارات” وجهودا كبيرة للنجاح، متمنيا التوفيق لكلّ الوافدين الجدد إلى القطاع ومقرّا “آمل ألا يستغرق الأمر 30 سنة مثلنا للإقلاع”.

وتكتسي شبكات الإنترنت الفضائية أهمية خاصة للمناطق المعزولة، إذ تسمح مجموعة الأقمار الاصطناعية بتوفير اتصال فائق السرعة في أي منطقة بمجرّد نصب هوائي فيها إذ إن قمرا ما أو أكثر يغطّي كلّ بقعة من العالم.

ومن المزايا الأخرى لهذه الباقات أن الأقمار توضع في مدار منخفض نسبيا ما يسمح بتخفيض فترة الانتظار قبل تلقي الاتصال التي تعدّ مهمة جدّا لحسن سير المكالمات أو ألعاب الفيديو مثلا.

والمشكلة في المناطق المعزولة هي أنها غير مربحة، لذا قررت “وان ويب” التركيز في البداية على توفير الإنترنت للطائرات والسفن حيث الطلب شديد.

24