كنا ننتظر في سيرة "أرق الروح" أن تكتب “يمنى” سيرة زمن قراءتنا لها، سيرة ما بين السبعينات والتسعينات، لا أن تكتب طفولتها ويفاعتها.

الأدب أعزل عزيزي القارئ، أستحضر كل هذا فقط لأن التعبير بات مضطهدا في حراكنا العربي اليوم.

بقدر مهارة السلطان في دراسة طب العيون كانت لنا كتب، لكننا بقينا مع انتفاضاتنا الحديثة دون كتاب، ننشد الملاحم والتراجيديات، ونكتب يومياتنا شذرات هناك في الجدران.

تبدو كل الأشياء متراكبة ولا تنفصل عن معنى عميق ومؤسس، وهو أن لا كيان لمثقف بدون حرية، بإهدارها لن يكون عصفورا حقيقيا ويجب أن يحال على "العصفورية".

الناقد العربي شجاع، لا يوجد ناقد في العالم يستطيع الكتابة عن نفسه دون وجل من الفضيحة إلا العربي.

تبدو الأسنان الذهبية في روايات نجيب محفوط جوهرية، ومثيرة في آن، بالنظر إلى كونها تمثل علامة أساسية في تمييز الرفاه السوقي بالنص.

منذ الأزل كان الحكي ولعا نسائيا لهذا كان تأنيث الرواية دالا في مقابل تذكير الشعر، لا نجد قولا واحدا مأثورا يشبّه فيه الروائي بالفحل.

لقاء الكاتب مع زميله الذي قد يكون صديقا، تحوط بها الأسلاك الشوكية، إذ فيها من التأويل أكثر مما تضمر من التواصل التلقائي.

بقدر ما كانت الألمعية في السياسة مرتبطة بالنبوغ البلاغي، فقد كان الإخفاق فيها -في أحيان كثيرة- متصلا بالعيّ، وضعف البداهة، وركاكة القول.

تروى سير المدن كما يعيها روائيونا ويريدون لنا أن ندركها لعنات مسترسلة وبركات ضائعة قد تقول ما كان أوما راود أحلام ساكنيها.

في سياق أمراضنا الثقافية العربية الراهنة، فإن الفشل يكف عن كونه نقيصة، ليتحول إلى علامة اضطهاد، فالفاشل العربي في حقول الفكر والسياسة والأدب لا يعي شيئا اسمه "فشل راسخ" في وجوده.

ما يجعل الدمع يبدو غير رجولي أو على الأقل غير ناهض فهو محيط الأدب، الذي يحول عاطفة رفيعة إلى سقطة تجعل العموم يتمثلها كانتكاسة.

عليك بالتقاسم والزكاة عزيزي القاريء، والترفع عن البخل، والزهد في الملكية الخاصة التي لا تورث صاحبها إلا الحسد.

أسس محمد جسوس لحظة فارقة في كلية الآداب بالرباط، حيث جعل المعرفة الفلسفية والاجتماعية غير مقرونة بالأكاديمية.

تحدثت “ماجدة” في ذكرى حزينة قبل سنوات، بلوعة المشتاق عن “جبران تويني” الرمز والعربي المنذور للمستقبل الحر، الذي اغتالته نار غدر النظام السوري.

إن جزءا كبيرا من أسباب الفشل الظاهر لثوراتنا العربية اليوم هي عدم مع أنثوية عميقة في العمل اليومي، وفي النضال.

كما كانت في الماضي مصنفات حملت عنوان "الأمالي" فإن أمالي الجامعات العربية الحديثة هي تلك الدفاتر الركيكة التي ترقن في المكتبات.. وتتلاشى حروفها من كثرة التداول.

بيروت، بلد الحرب اليومية، لم يكن ريشها مقلما، كانت حرة وكريمة، (من الكرم والكرامة معا). حينها لم تكن الكلمة تقاس بمعيار الشدة واللين، ولا الحسن والقبح.