ظل المستقبل لديه هادرا دون حدّ، تلك عبقريته في عدم إفساد الحاضر المرئي بالقادم الثاوي في بطن الغيب.

ازدهر العديد من العشوائيات الأدبية في المشهد الثقافي العربي، بشكل غير مسبوق، وضمت في نطاقها ناشرين مزيفين، وصحفيين ليس لهم منبر قار.

في انتفاضات ما سمي بالربيع العربي كانت “الفكرة” هي الأصل، “إسقاط الفساد والاستبداد”، لكن الورثة من الجماعة ومشتقاتها، حولوها إلى “شكل” و”مذهب”.

الكاتب بطبيعة الحال قارئ لكل تلك المجلدات الطوال، مع محنة دهرية تتلف لذة القراءة، هي محنة التجاوز والإنتاج.

لم يدر في خلد أي دارس أدبي أن بتر "الظروف" يمكن أن يفضي إلى بتر الأطراف، وأن الفصل ما بين "النص" و"زمنيته" يمكن أن يؤدي إلى فصل الرؤوس عن الأجساد.

بيكاسو في المقابل تعامل برقة متناهية مع مدينته، وأخلص في حبها، برغم السنوات الطويلة التي قضاها في حضن "باريس".

لم يكن غريبا أن ننتج على مرّ التاريخ حكاما مستبدين، فالمستبد شخص مهووس باللغة، هو المفتقر للمنطق، والعاجز عن الإقناع بالأفعال.

ما بين الحمل والولادة والموت ثمة حكايات تروى، تناقلتها الأجيال تلو الأجيال، لكن قدر الحمل، كان دوما مقرونا بمصير الحكاية.

السيارات في التعبير الفني، تتحول إلى استعارات لـ"رحلة العمر" و"فن القيادة" و"سرعة الزمن" و"عبثية الأقدار".

بين الكاتب واسمه دفقات فرح، وولع مجنون، وبينهما لعنة جبر، ولوعة خضوع لأهواء الغير.

لقد كانت الشتيمة (الهجاء) غرضا شعريا معروفا في الأدب الكلاسيكي، كما شكل “الاحتيال” مكونا موضوعيا وتعبيريا في عدد كبير من الأنواع المسرحية.

في تفصيل بارع من رواية “الحكم بالموت” لموريس بلانشو يتحدّث السارد عن تجربة العدم، ولا تستطيع كقارئ أن تتمثل الأمر بسهولة لأن العدم بتفاصيله يفتقر إلى أسماء محددة.

الكرد كانوا دوما أقلية في الدول التي يعيشون فيها لذا انتصر الدافع القومي على المحرك الديني والمذهبي وظل المجتمع متدينا بالفطرة.

توقفت بعد عشرين سنة من صحبة وفية لسيجارة الواقع والتخييل، دخنت خلالها كل أنواع السجائر بالتدريج، من السوداء إلى الشقراء، ومن الملفوفة إلى السيكار الفاخر.

حكايات وتخايييل عمادها أن الكتاب شأن خطير، شأن يراوح بين السم وقطع الرأس، لأن فيه خلخلة للقواعد التي تألفها الحياة، فالعيش خطو يأبى التقييد.

سألني التلاميذ عن معنى أن تكون كاتبا في ظل هيمنة الفرنسية كلغة سرية للدولة وللمستقبل المهني وللأدب الناجح. فتكلمت بارتياح عن لغة “بالزاك” غير الموجودة إلا في مخيلتنا.

في مطلع التسعينات من القرن الماضي كتب جوستاين غاردر رواية "عالم صوفي"، ليعلم الأطفال الفلسفة، كان نصا استثنائيا في مسار الرواية التعليمية.

الفتنة حافز حضاري، وليست غيّا أو خطيئة في عرف المدنية المعاصرة، هي حافز لأنها نموذج، بقدر ما يمكن أن يصبو إلى تحقيقه كل طامح لتجاوز الكفاف.