شبه جزيرة سيتوبال.. إطلالة على المحيط الأطلسي وتاريخ البرتغال

مدينة سياحية تزخر بالشواطئ الساحرة والمناظر الطبيعية الخلابة تعود إلى الحياة.
الأحد 2021/05/23
ملاذ من الحجر

سيتوبال (البرتغال) - تعتبر شبه جزيرة سيتوبال بمثابة جنة سياحية برتغالية، حيث إنها تزخر بالشواطئ الساحرة والمناظر الطبيعية الخلابة وتقدم للسياح الفرصة لمشاهدة الحيتان والدلافين، إلى جانب الفن المعماري البديع.

وتنظر سوتيبال تدفق السياح بعد أن سمحت البرتغال اعتبارا من هذا الأسبوع بالرحلات السياحية من غالبية الدول الأوروبية على أمل إعطاء دفع للقطاع المتأزم رغم الأهميّة الشديدة لاقتصاد كل البرتغال.

ويتعين على جميع السياح الذين تزيد أعمارهم على عامين تقديم اختبار سلبي للكشف عن فايروس كورونا أجري قبل أقل من 72 ساعة من استقلال الطائرة.

وتُفرض قيود السفر على الزوار من ثماني دول فقط بينها خمس من الاتحاد الأوروبي، هي قبرص وكرواتيا وليتوانيا وهولندا والسويد، إضافة إلى جنوب أفريقيا والبرازيل والهند، ورغم ذلك تظل سوتيبال متفائلة بالموسم السياحي الصيفي.

وتقع شبه جزيرة سيتوبال في جنوب العاصمة البرتغالية لشبونة، وكل ما على السياح فعله هو عبور نهر تيغو عن طريق جسر فاسكو دا غاما. وتقع المدينة الساحلية الهادئة سيتوبال على الجانب الآخر من شبه الجزيرة على مسافة 50 كلم تقريبا من لشبونة.

وتعد هذه المدينة تحفة معمارية، ولكنها تمتاز بأجواء من البساطة والرقي، حيث تنتشر فيها القصور القديمة والساحات الحالمة، التي تتوسطها النوافير الحجرية، بالإضافة إلى الكثير من الشوارع والأزقة الضيقة التي يفضلها السياح بعيدا عن ضجيج السيارات.

شاطئ "برايا دوس جابينهوس" الذي يوجد خلف الكثبان الرملية مع أشجار الصنوبر نال لقب أجمل شاطئ طبيعي في أوروبا
شاطئ "برايا دوس جابينهوس" الذي يوجد خلف الكثبان الرملية مع أشجار الصنوبر نال لقب أجمل شاطئ طبيعي في أوروبا

ويعد دير الفرنسيسكان “كونفينتو دي جيسوس، والذي يرجع إلى العام 1492، أول مبنى في البرتغال تم تشييده بأسلوب مانويل، ويضم هذا المبنى حاليا متحف المدينة، والعديد من الإبداعات الفنية من الفن الديني أو الفن المقدس من القرن الخامس عشر، ويحكي متحف بيت الخليج “كازا دا بايا” تاريخ الاكتشافات الأثرية في المدينة قبل أكثر من 2000 عاما.

وعلى قمة المدينة تظهر قلعة “ساو فيليبه” من القرن السادس عشر. ومن هذه القلعة المهيبة ينعم السياح بإطلالة رائعة على المحيط الأطلسي وجبال “سيرا دا أرابيدا” الساحلية، والتي تنحدر بشدة نحو الشاطئ، وتعد هذه المنطقة بمثابة جنة طبيعية لعشاق التجول وقائدي الدراجات الهوائية الجبلية.

وتعد منطقة “كاب اسبيشل” أقصى نقطة في الجنوب الغربي لشبه جزيرة سيتوبال. وهنا تنحدر الصخور لمسافة 170 مترا في مياه المحيط، وتمتاز هذه المنطقة بتجاويف بيضاوية ضخمة في أرضية الحجر الجيري.

ووفقا لأساطير الصيادين، فإن هذه التجاويف هي آثار أرجل بغل العذراء المقدسة سينهورا دو كابو، ولكنها في واقع الأمر هي آثار أقدام الديناصورات، والتي كان يصل طولها إلى 30 مترا، وعاشت هنا قبل 150 مليون سنة.

وقد عثر علماء الحفريات بالمركز البرتغالي لجيولوجيا عصور ما قبل التاريخ على 614 أثرا لأقدام الديناصورات في المنطقة المحيطة، ووفقا لما أكده الباحثون، فإن أكبر عدد من آثار الأقدام الخاصة بالديناصورات من العصر الطباشيري يوجد في البرتغال.

وعلى مقربة من هذه المنطقة توجد المنارة الرائعة، والتي تم إنشاؤها في العام 1790، وقد تم إنشاء أول منارة في هذا الموقع في العام 1430. وتتمتع منطقة “كاب اسبيشل” بأجواء خاصة مليئة بالأساطير والقصص البديعة.

ولذلك شهدت هذه المنطقة تصوير الكثير من الأفلام العالمية، مثل فيلم “بيت الأرواح” للمخرج بيل أوغست وبطولة إيزابيل الليندي وجيريمي آيروزنز وجلين كلوز وميريل ستريب، كما قام موريتز بليترو وكاميرون دياز بتصوير فيلم “السيرك الخفي” في منطقة “كاب اسبيشل”.

ويزخر خليج سيتوبال بأعداد وفيرة من الأسماك، وهو ما يدفع أعدادا كبيرة من حيتان الأوركا والحيتان الأخرى والدلافين إلى البقاء في مياه الخليج بشكل دائم، كما يمكن للسياح مشاهدة هذه الحيتان أثناء مرورها بشاطئ سيسيمبرا.

ولا تقتصر الزيارة السياحية هنا على رحلة القوارب، ولكن يمكن للسياح الاستمتاع بالشواطئ الطبيعية المحاطة بالمناظر الطبيعية الخضراء في “سيرا دي أرابيدا”، وقد نال شاطئ “برايا دوس جابينهوس” لقب أجمل شاطئ طبيعي في أوروبا خلال عام 2017؛ حيث يوجد خلف الكثبان الرملية مع أشجار الصنوبر بشبه جزيرة ترويا أحد أطول الشواطئ الرملية في أوروبا، والذي يمتد لمسافة 13 كلم.

ومن المتوقع أن تشهد المنطقة القريبة من لشبونة الآلاف من المشجعين من مختلف أنحاء أوروبا في 29 مايو هذا الشهر، لحضور نهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقي مانشستر سيتي وتشيلسي في بورتو. وتأمل الأوساط السياحية في أن يؤدي ذلك إلى انتعاش القطاع المتأزم بعد عام مأساوي.

ووفق إحصائيات قدمها المعهد الوطني للإحصاء، فقد وفرت السياحة مداخيل قدرها 12 مليار يورو عام 2020، أي 6.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 11.8 في المئة عام 2019. وفي تصريح لوكالة لوسا، اعتبر نائب رئيس جمعية فنادق الجارف ألكسندر دو أدرو أن البرتغال ستحظى بأفضلية مقارنة مع وجهات صيفية أخرى.

16