شباب أردنيون يستعينون بشكسبير لكسر قيود كورونا

عرض قدمه مجموعة من الشباب الأردنيين مستوحى من مسرحيات الأديب وليام شكسبير يمثل فرصة لاكتشاف مواهبهم في ظل الإجراءات التي فرضها انتشار فايروس كورونا.
الأربعاء 2021/01/13
مواهب شبابية تظهر بفضل التباعد الاجتماعي (من صفحة المخرج حكيم حرب على فيسبوك)

أطلت مجموعة من الشباب الأردنيين من على خشبة المسرح بعرض مسرحي مستوحى من أحد أشهر أعمال وليام شكسبير، كشفوا من خلاله عن الأجواء التي طبعت أحلام الأردنيين ومخاوفهم خلال فترة الإغلاق بسبب انتشار فايروس كورونا.

عمان- قدم مجموعة من الشباب عرضا مسرحيا يكشف عن حيرة وقلق الأردنيين من حالة العزل التي دخلت فيها بلادهم جراء انتشار فايروس كورونا.

وروت مجموعة متكونة من حوالي عشرين شابا وشابة في عرض مسرحي فريد من نوعه حكاية أردنيين يعيشون في مبنى سكني واحد بالعاصمة عمان ويتغلبون على الرتابة والملل وعدم اليقين أثناء إجراءات العزل العام بسبب جائحة كورونا.

وتبدأ قصة سكان المبنى الذين يشعرون بالضجر بسبب الحظر المفروض عليهم نتيجة الوباء، ببحثهم عن حلول لدفع حالة السأم عنهم، وتتالت الاقتراحات وكان من بينها تطيير الطائرات الورقية والغناء والرقص، إلى أن طلبت مخرجة تعيش في ذات المبنى من جيرانها مشاركتها تمثيل مسرحية لشكسبير، لأنها تعجز عن التواصل مع بقية فريق العمل المسرحي بسبب إجراءات الإغلاق.

حكيم حرب: نعمل جاهدين لإيصال رسائل مفادها أننا صامدون ولا نزال متفائلين
حكيم حرب: نعمل جاهدين لإيصال رسائل مفادها أننا صامدون ولا نزال متفائلين

لكن السكان وافقوا أن يساعدوها على مواصلة التدريب على مسرحيتها شرط ألا يلتزموا حرفيا بما جاء في مسرحية “حلم ليلة منتصف الصيف”، بالإضافة إلى ألا يكون الأداء باللغة العربية الفصحى، فتوافق المخرجة وتغير اسم المسرحية إلى “حلم ليلة حظر”.

والعرض الذي حمل اسم “حلم ليلة حظر” مستوحى من أشهر مسرحيات الأديب البريطاني وليام شكسبير الكوميدية “حلم ليلة منتصف الصيف”.

وقال مخرج المسرحية حكيم حرب “نعمل جاهدين لإيصال رسائل مفادها أننا صامدون ولا نزال متفائلين، ولم نتخل بعد عن روحنا المعنوية العالية التي بفضلها نواجه كورونا متسلحين بمواهبنا في الفن والجمال والإبداع”.

وجاء عرض هذه المسرحية في إطار مشروع “موهبتي من بيتي” الذي أطلقته وزارة الثقافة الأردنية أبريل الماضي، لعرض مواهب الشباب أثناء تفشي فايروس كورونا في المملكة.

وطُلب من الراغبين في المشاركة بالمشروع إرسال فيديو أداء عبر الإنترنت، وتم اختيار الفائزين للمشاركة في المسرحية.

ومثل هذا مشروع فرصة لاكتشاف مواهب الأطفال والشباب في ظل حظر التجول، والتباعد الاجتماعي الذي فرضه انتشار فايروس كورونا.

ولفت الممثل تامر العساف، المشارك في المسرحية، “مع الظرف الاستثنائي الذي نمر به على مستوى محلي وعالمي في ظل الخوف من الإصابة بالعدوى بكورونا وما انجر عنه من سياسات إغلاق جزئية وشاملة، أصبح المسرح منصة هامة للغاية حتى نتمكن من إرسال رسائل توعوية في زمن حكم فيه على تواصلنا مع الآخرين أن يكون عن بعد”.

وتابع العساف “المسرح قدم لنا فرصة للكشف عن العديد من المواهب، فالحجر مهم حتى نحقق التباعد الاجتماعي الذي صار مطلبا ضروريا بسبب هذا الوباء، لكنه أظهر في الآن ذاته كم الوعي الذي نتحلى به وفتح نافذة على عالم مليء بالشباب المبدع”.

وشهد مشروع “موهبتي من بيتي” منذ إطلاقه تفاعلا كبيرا بمختلف أقسامه الفنية من رسم وموسيقى وتمثيل، حيث تقدم إليه أكثر من 12 ألف مشارك ومشاركة.

مجموعة متكونة من حوالي عشرين شابا وشابة شاركت في العرض
مجموعة متكونة من حوالي عشرين شابا وشابة شاركت في العرض 

ووفق وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، صرح وزير الثقافة باسم الطويسي بأن هذا المشروع جاء بهدف استثمار أوقات الشباب والأطفال في فترة التباعد الاجتماعي من أجل اكتشاف المواهب وتعزيزها ولكسر حالتي الروتين والملل اللتين قد يشعر بهما البعض.

وأضاف الطويسي أن مستوى التفاعل الإيجابي الكبير يظهر إدراك الأسرة الأردنية لأهمية الثقافة واستغلال الوقت، مما يدفع الوزارة إلى التفكير بجدية في طريقة التعامل مع الفعاليات والبرامج الثقافية في ما بعد مرحلة كورونا، بحيث ينتقل التركيز من البعد النخبوي إلى البعد المجتمعي والوصول إلى الأسرة الأردنية بكافة المناطق.

وأشارت الوزارة إلى أنها ستواصل إشراك باقي الفائزين في هذه الورشة الثقافية.

وأفاد حرب “أنه بعد الانتهاء من هذه الورشة سيتم تدريب مجموعة أخرى من 20 شابا وشابة حتى نتمكن مع نهاية العام الحالي من تدريب كافة الشبان والشابات الذين شاركوا في مشروع ‘موهبتي من بيتي’”.

جاء عرض المسرحية في إطار مشروع "موهبتي من بيتي" الذي أطلقته وزارة الثقافة الأردنية أبريل الماضي

ويشار إلى أن القطاع الثقافي الرسمي والخاص في الأردن وجد نفسه خلال العام الماضي أمام تحدي التخفيف من تأثيرات العزل المنزلي جراء جائحة كورونا، للتمكن من تجاوز وقف النشاطات وبعث فضاءات رقمية تحمي الأردنيين من علل نفسية قد تضاعف أزماتهم خلال الحجر.

ورغم الظروف الصعبة تم استحداث برامج ومسابقات وفتح منصات رقمية تعمل على مساعدة وتشجيع الشباب والعائلة الأردنية للتغلب على حالة الحظر.

24