شاهد وشهيد في "قسم البنفسج"

الكاتب الأردني جمال القيسي يقدم قصة شاب ينتمي لتنظيم سياسي، يتفاعل مع الأحداث التي تجري في فلسطين عبر المشاركة في الحراكات الاحتجاجية في الجامعة.
السبت 2019/02/02
القيسي يلجأ لعدد من الأساليب في مباغتة القارئ بالأحداث وتقديم الشخصيات

عمّان – تتأسس رواية “قسم البنفسج” للكاتب الأردني جمال القيسي على ما يشبه مراحل من السيرة الذاتية التي تمتد بين عامَي 1990 و2008 على وتيرة من الزمان الصاخب بالأحداث والوقائع والمجريات، بحيث بدا بطل الرواية شاهدا وشهيدا في آن.

وتحكي الرواية الصادرة عن “الآن ناشرون وموزعون” قصة شاب ينتمي لتنظيم سياسي، يتفاعل مع الأحداث التي تجري في فلسطين عبر المشاركة في الحراكات الاحتجاجية التي تندلع في الجامعة.

ويعتمد السرد في هذه الرواية على سياقات متواشجة تتعلق بالأسرة والعائلة وصراعاتها التي تكشف التحولات الاجتماعية، وكذلك بالفضاء الوطني والقومي وتناقضاته وإحباطاته التي تؤدي إلى وضع البطل في المصحة النفسية، في رمزية قد تعني استحالة القدرة على استيعاب الواقع المرعب.

سياقات متواشجة تتعلق بالأسرة والعائلة وصراعاتها
سياقات متواشجة تتعلق بالأسرة والعائلة وصراعاتها 

وتعدّ “قسم البنفسج” من الروايات العربية القليلة التي تناولت تفاصيل الحياة اليومية لنزلاء المستشفيات العقلية، وهي تسلط الضوء على هذه الفئة التي تتعرض للظلم والتهميش وانعدام الرعاية الطبية النفسية.

ويستفيد الكاتب من خلال ثقافته المتنوعة، وخصوصا في مجالَي الفلسفة وعلم النفس، في تجسيد ملامح الشخصيات، وإظهار البناء الداخلي لها، وتفسير سلوكها من خلال النظريات المعرفية والفلسفية، كما يستفيد من عمله في المحاماة ومن خبرته الإعلامية في نسج الأحداث بطريقة منطقية ومقنعة للمتلقي.

ويلجأ القيسي لعدد من الأساليب في مباغتة القارئ بالأحداث وتقديم الشخصيات؛ تتنوع بين التقطيع السينمائي والمونتاج والبورتريه الذي يرسم ملامح الشخصية وتحولاتها، كوسائل متنوعة وحديثة وفعّالة في السرد، وذلك تحت مظلة تقنية البوليفونية (تعدد الأصوات).

وتراوح لغة الرواية بين التقريرية السردية والتكثيف والرمزية والوصفية بحسب الموقف والواقعة، وتبدو واضحة غلَبة السرد العاطفي الرمزي الوصفي المغرق في الصور الشعرية حين يتعلق الأمر بالأم أو الأب أو الحبيبة، وكذلك عند وصف فضاءات اللحظة الإيمانية في الزاوية الصوفية، بينما يتجه السرد، دون أن يفقد وهجه، نحو التكثيف عند الحديث عن السياسة ودهاليزها.

وللكاتب الأردني جمال القيسي رواية “الخيط الأسود” الصادرة بالتزامن عن “دار العلوم العربية ناشرون” في بيروت، وعن “الدار الأهلية” في عمّان، وله ثلاث مجموعات قصصية هي “ليل أبيض”، “كلام خطير” و”شرفة أرملة”.

14