تدمير العلاقة بالمكان يؤسس في النهاية لنهاية السياسة ويحول البلد كله إلى حالة ملتبسة ويعطي الشرعية لموت أبنائه دفاعا عن أمكنة تكتسب معنى وذاكرة يحرم منهما المكان اللبناني.

الدعوة إلى الحوار يفترض أن تصدر عن بلد له تجربة ناجحة في هذا الصدد على المستوى الداخلي، في حين أن تاريخ التجربة اللبنانية مع الحوار يقول بوضوح إنه صيغة القبول بالتغلب أو تركيب حلف مؤقت.

المفارقة الحادة تكمن في أن حزب الله ما أن يستشعر ميلا للقبول بشروطه التعجيزية حتى يصاب بالإحراج ولا يدري ماذا يفعل، إذ أن استمرار الأمور بالمراوحة يشكل الوضع المفضل بالنسبة إليه.