"شات جي بي تي" قادر على تشخيص الأمراض بشكل صحيح

كاليفورنيا(الولايات المتحدة) - كشفت دراسة جديدة أن منصة الدردشة الشهيرة، المستندة إلى الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”، قادرة على تشخيص الأمراض بشكل صحيح في 84 بالمئة من الحالات.
ووفقا لمجلة فوربس الأميركية، فقد أجريت الدراسة على 2000 من البالغين الأميركيين، والذين يعانون أمراضا ومشاكل صحية مختلفة.
وقام المشاركون بإبلاغ “شات جي بي تي” بالأعراض التي يعانون منها، ليتفاجأ 81 بالمئة منهم بتمكن المنصة من تشخيص حالتهم بطريقة صحيحة.
وعزت ليغا هوغان، الباحثة في جامعة كاليفورنيا، والتي قادت فريق الدراسة، لجوء الأميركيين إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي لتشخيص أعراضهم، إلى عدم توفر 26 مليون شخص بالولايات المتحدة على تأمين صحي، ومن بين أولئك الذين لديهم تأمين صحي فإن الاشتراكات باهظة الثمن أو صعوبة الحصول على موعد مع الطبيب المختص تجعل البحث عن بدائل أخرى لتشخيص الأمراض أمرا جاذبا.
من جهته، أكد متحدث باسم شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية (أوبن إيه آي)، المطورة لـ”شات جي بي تي”، ضرورة عدم اعتماد المستخدمين على هذه الأداة بديلا للاستشارة الطبية المتخصصة أو الرعاية التقليدية.
وخلص باحثون هولنديون إلى أن برنامج الدردشة الآلي “شات جي بي تي” الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي ينجح في إجراء عمليات تشخيص في غرفة الطوارئ تضاهي الأطباء في دقتها، وفي بعض الحالات تتفوق عليهم، قائلين إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحدث ثورة في المجال الطبي.
المشاركون أبلغوا "شات جي بي تي" بالأعراض التي يعانون منها، ليتفاجؤوا بتمكنه من تشخيص حالتهم بطريقة صحيحة
مع ذلك، أكد معدو الدراسة أن مصير أطباء الطوارئ الوظيفي ليس مهددا بعد، إذ أن برنامج الدردشة الآلي قد يكون قادرا على تسريع التشخيص ولكن ليس استبدال قدرة الإنسان على التمييز وخبرته.
وجرت مراجعة 30 حالة تم علاجها في قسم الطوارئ بهولندا عام 2022، من خلال مدّ “شات جي بي تي” ببيانات تستند إلى تاريخ المريض والاختبارات المخبرية التي خضع لها وملاحظات الطبيب، وطُلب من برنامج الدردشة الآلي التوصل إلى 5 تشخيصات محتملة.
ونجح الأطباء في تقديم التشخيص الصحيح في 87 في المئة من الحالات، مقارنة بـ 97 في المئة للإصدار 3.5 من “شات جي بي تي”.
ولفت هيدي تن بيرغ، من قسم الطوارئ في مستشفى جيروين بوش جنوب هولندا، إلى أن روبوت الدردشة “كان قادراً على إجراء تشخيصات طبية مثلما يفعل الطبيب”.
وشدد الباحث ستيف كورستينز المشارك بالدراسة على أنها لا تخلص إلى أن الحواسيب يمكنها في يوم من الأيام تشغيل غرف الطوارئ، ولكن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي دورا حيويا في مساعدة الأطباء تحت الضغط.
وقال كورستينز -لوكالة الصحافة الفرنسية- إن روبوت الدردشة “يمكن أن يساعد في التشخيص وربما يقترح أفكارا لم تخطر للطبيب”. ومع ذلك، أشار إلى أن مثل هذه الأدوات ليست مصممة كأجهزة طبية، مشاطرا المخاوف بشأن سرية البيانات الطبية الحساسة في روبوت الدردشة.