شابة سعودية تستثمر في الألعاب الإلكترونية

نور الخضراء تكسر الصورة النمطية الراسخة حول مواصفات جنس اللاعبين.
الأحد 2022/01/23
شغف الطفولة

لم يعد للرجال اختصاص أو مجال يتميزون به عن النساء، فسيدة الأعمال السعودية نور الخضراء شابة تستثمر في الألعاب الإلكترونية التي تعد حكرا على الشباب، وعلى الرغم من صعوبة المغامرة فقد نجحت في بعث شركة للألعاب التي افتتنت بها منذ صغرها.

الرياض – تخوض سيدات الأعمال في السعودية مغامرات في صناعات جديدة، ويحققن تقدما جيدا مع دعم إضافي من مجتمعاتهن، ومن بينهن رائدة الأعمال نور الخضراء التي تشق طريقها في قطاع تطوير الألعاب التي عشقتها منذ الصغر. وبدأت اللعب وهي في السادسة من عمرها، ونما شغفها بعد أن ترك لها شقيقها الذي غادر للدراسة في الخارج منجما من الألعاب.

تقول نور “الألعاب تساعدك على الإيمان بالفوز وعدم الاستسلام أبدًا. بصفتك لاعبا، تصبح عملية البحث عن حل متأصلة فيك”، مضيفة “التحديات تصبح فرصا. اللعبة لا تُصنع أبدا لكي تخسرها مهما كانت صعوبة ذلك، فمن المفترض أن تربح وتجد طرقا إبداعية وذكية للقيام بذلك. هذه العادة تستمر معك طوال الحياة”.

وبدأت نور رحلتها في تطوير الألعاب أثناء دراستها للحصول على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، وتخصصت في تصميم ألعاب الفيديو في أكاديمية جامعة الفنون.

لتعزيز مكانتها في صناعة الألعاب، أطلقت نور الخضراء قناة على اليوتيوب حيث تقوم بمراجعة الألعاب والأجهزة التقنية، فضلاً عن تقديم النصائح

وواصلت تعليمها وحصلت على درجة الماجستير في ريادة الأعمال التكنولوجية من جامعة سنترال لانكشاير في إنجلترا، وبدأت شركتها “ويجيك” لألعاب الفيديو في عام 2016.

وأرادت في البداية أن تبدأ شركتها في المملكة العربية السعودية، ونظرًا إلى وجود عدد من اللاعبين الذكور أكثر من الإناث، لم يكن ذلك منطقيًا لرائدة الأعمال الشابة، لذلك اختارت بريطانيا بدلاً من ذلك حتى حان الوقت المناسب.

وأضافت “أنظر إلى نفسي وأقول رائعا، هذه شركات يجب احترامها وتقديرها لما قدمته لمجتمع الألعاب على مر السنين، وأنا محظوظة لأنني دخلت في شراكة معها”.

وفي عام 2018، مهدت الخضراء طريقا آخر وانضمت إلى “روبوريس”، أول مركبة سباق سيارات ذاتية القيادة.

وفي عام 2019 بدأت طريقة أخرى للتطوير عندما أطلقت “روبونيتكا”، وهي منصة تعلم المراهقين كيفية برمجة الروبوتات من خلال ألعاب الفيديو في المملكة العربية السعودية.

وقالت الخضراء “لقد طورت بعض ألعاب الفيديو عندما كنت في الجامعة ثم انتقلت لاحقا إلى تطوير لعبة روبونيتكا مشروع الكوكب الأحمر”.

وقالت “كنت أعمل على المشروع في الفترة التي سبقت ظهور جائحة كوفيد، وكان المشروع مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالذكاء الاصطناعي حيث كان الهدف منه هو تعليم الجيل القادم كيفية برمجة الروبوتات المستقلة”.

وأضافت “كنا نهدف إلى منح الناس إمكانية الوصول، وتمكينهم من صنع مستقبلهم بدلاً من مجرد البقاء في أيدي زوكربيرغ وماسك”.

الإيمان بالفوز
الإيمان بالفوز

ولتعزيز مكانتها في صناعة الألعاب، أطلقت قناة على اليوتيوب حيث تقوم بمراجعة الألعاب والأجهزة التقنية، فضلاً عن تقديم النصائح التعليمية حول دخول هذا القطاع، وأخبار الألعاب، واللحظات المضحكة في الصناعة.

وقالت نور “عادة ما أراجع أحدث الألعاب عند طرحها. أركز على كل ما يجعل اللعبة جيدة مثل تطوير الشخصية وآليات اللعبة وخط القصة”.

وكونها امرأة تشارك في صناعة تطوير الألعاب المستقلة ساعدها ذلك على كسر الصورة النمطية الراسخة حول مواصفات جنس اللاعبين.

وأكدت “لطالما أحببت ألعاب الفيديو، حيث عملت في صناعة الألعاب لأكثر من سبع سنوات في تخصصات متعددة من الأعمال إلى الترفيه. لكن كونك امرأة في صناعة تطوير ألعاب الفيديو كان أمرًا نادر الحدوث، حتى في الولايات المتحدة”.

وأضافت “أتذكر أنني كنت الفتاة الوحيدة في الفصل، وأحيانًا كنت أشعر بعدم الارتياح في البداية، ولكن بعد ذلك اعتدت على ذلك”.
وتابعت قائلة “في البداية شعرت أنه كان علي العمل بجد لإثبات نفسي، ثم توقفت لأترك عملي يتحدث عن نفسه”.

وختمت حديثها “المرأة أثبتت نفسها في كافة المجالات التي كانت حكراً على الرجال سابقاً، لذا في اعتقادي أن الفكرة التي تقدمها الفتيات في هذا المجال تُحفز أخريات للإقبال عليها، فألعاب الفيديو فيها تفكير وحل ألغاز وتطوير للعقل، وهذا مهم جداً للفتيات كما الشباب”.

20