سيناتور أميركي يمنع تقديم جزء من المساعدات العسكرية لمصر

واشنطن - عطل السيناتور الأميركي بن كاردين الرئيس الجديد للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مساعدات عسكرية الى مصر بقيمة 235 مليون دولار.
ويبرر كاردين هذه الخطوة بفشل مصر في تحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان رغم الجهود التي تبذلها السلطات المصرية في تحقيق مصالحة وطنية وإطلاق سراح سجناء وتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة.
ومن المنتظر ان يعرقل هذا النهج جهود الرئيس جو بايدن في تعزيز العلاقات مع القاهرة التي تعتبر قوة إقليمية هامة في منطقة الشرق الأوسط تسعى الادارة الأميركية للحفاظ عليها في مواجهة النفوذين الروسي والصيني.
وتأتي الخطوة بعد ان تعرض الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بوب مينديز لانتقادات واسعة بعد توجيه تهم فساد له متعلقة بقبول رشاوى مقابل ممارسة النفوذ لمساعدة الحكومة المصرية وهو ما نفاه.
وكان جريجوري ميكس العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية قد ضغط كذلك لمنع المساعدات بينما لم تحجب واشنطن سوى 85 مليون دولار من المساعدات التي يربطها القانون الأميركي بإحراز مصر "تقدما واضحا ومستمرا" في معايير حقوق الإنسان.
وقال كاردين في بيان وجه الى وزير الخارجية انتوني بلينكن انه لن يتم الافراج عن المساعدات دون حصول تقدم في مجال حقوق الانسان في مصر حيث يتجاهل السيناتور الديمقراطي الجهود التي تبذلها القاهرة لتحقيق مصالحة وطنية وقيام السلطات المصرية بالافراج عن العديد من السجناء السياسيين والعمل على تنظيم انتخابات رئاسية شفافة يشارك فيها الجميع.
وشدد السيناتور الديمقراطي على مسالة اخراج المساجين السياسيين من السجون رغم حصول تقدم في الملف وخروج عديد المعارضين البارزين لكن يبدو ان كاردين يلمح الى ضرورة إطلاق سراح قيادات جماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر.
وتقدم واشنطن لمصر منذ زمن طويل كميات ضخمة من المساعدات العسكرية وغير العسكرية، خاصة منذ أن وقعت أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان اتفاق سلام مع إسرائيل في عام 1979.
ويأتي الحديث عن تعليق المساعدات في غمرة استعدادات مصر لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 10 ديسمبر، فيما انطلقت حملة جمع التوكيلات للمرشحين لخوض السباق الانتخابي.
وتم حجب الكثير من هذه المساعدات في السنوات الأخيرة بسبب مخاوف تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في ظل حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي بما في ذلك الاعتقالات السياسية والاختفاء القسري.
لكن السلطات الاميركية أعلنت الشهر الماضي أنها قررت التنازل عن القيود المتعلقة بحقوق الإنسان على مبلغ 235 مليون دولار من المساعدات وأرجعت هذا إلى أن إرسالها سيعود بمزايا أمنية على الولايات المتحدة. لكن يبدو ان لوبي من الديمقراطيين لا يزال مصرا على عدم الافراج عن الأموال.
ولا تزال العلاقات المصرية الاميركية تعرفا تذبذبا رغم ان بايدن يسعى لتعزيز العلاقات مع قوى إقليمية هامة في منطقة الشرق الأوسط على غرار مصر والمملكة العربية السعودية.