سيغواي تخرج من سباق المركبات الشخصية في العالم

شركة "ناينبوت" التي تصنع سيغواي تقرر التوقف عن إنتاج هذه المركبة التي تسمى "الناقل الشخصي سيغواي" بما ينذر بنهاية عصر من تاريخ المواصلات.
الاثنين 2020/07/20
مركبة لم تنجح في الاستمرار

مع تطور وسائل النقل المستمر في العالم توقع مخترع المركبة الكهربائية ذاتية التوازن، المعروفة باسم سيغواي، أن تطيح بالسيارت وأن تنافس الدرّاجات النارية والهوائية لكنها تفشل في ذلك، وتحال على المعاش قبل الأجل المأمول.

نيويورك- نادرا ما تحصل المنتجات الجديدة التي تطرح في الأسواق، على ضجة مثلما حدث مع المركبة الكهربائية ذاتية التوازن المعروفة باسم سيغواي، وهي تستخدم في الانتقال داخل المدن كالدراجة، ولكن ليس لها مقعد يجلس عليه الراكب.

ويبدو شكل مركبة سيغواي مثل آلة قطع حشائش الحدائق، وتعمل بمحركات كهربائية صغيرة لنقل راكب واحد وهو واقف بسرعة 18 كيلومترا في الساعة، ويمكن شحن بطاريتها أن يكفي لقطع مسافة نحو 50 كيلومترا، وزعم مخترعها أنها ستقضي على السيارات مثلما قضت السيارات على العربات التي تجرها الجياد.

وأعلن دين كامن مخترع سيغواي أن هذه المركبة ستحدث ثورة في وسائل المواصلات وتعيد تشكيل مدن الغد. ومع ذلك بدت سيغواي خلال العقدين الماضيين أنها في طريقها للسقوط والانهيار.

وقررت شركة “ناينبوت” الصينية التي تصنع سيغواي حاليا، التوقف عن إنتاج هذه المركبة التي تسمى “الناقل الشخصي سيغواي” بما ينذر بنهاية عصر من تاريخ المواصلات.

وقالت جودي كاي رئيسة الشركة الصينية “إننا اتخذنا القرار الصعب بوقف إنتاج سيغواي”. وأوضحت كاي أن جائحة كورونا جعلت إنتاج ومبيعات سيغواي أكثر صعوبة، غير أنها لم تكن السبب الحاسم في وقف الإنتاج.

وأضافت “خلال السنوات القليلة الماضية، رأينا أن السوق أصبحت مشبعة”، وبكلمات أخرى إن الطلب على المركبة جفّ. وصارت الشركة المنتجة اليوم تركز الآن على منتجات أخرى من بينها الدراجات الكهربائية ومركبات البوجي والروبوتات.

المركبة تستخدم في الانتقال داخل المدن كالدراجة
المركبة تستخدم في الانتقال داخل المدن كالدراجة

وهذا التطور لم يكن متخيلا عندما طرح كامن هذا الاختراع لأول مرة بنيويورك في ديسمبر 2001.

وكانت لديه في جعبته آنذاك مجموعة كبيرة من الاختراعات، من بينها آلة لغسل الكلى في حجم حقيبة اليد، ومضخة محمولة للأنسولين ومقعد متحرك له إمكانية أن يصعد ويهبط السلالم، وتم إطلاق عدة أسماء مشفرة على اختراع سيغواي للتمويه أثناء مرحلة إنتاجه، من بينها “الخل” و”آي.تي”.

ونشر كامن دعاية مبالغ فيها حول أحدث أفكاره وهو سيغواي لمدة تزيد على عام. وتباينت تكهنات الناس حول هذا الاختراع الغامض، وتوقع البعض أن يكون لوح تزلج سريعا يعمل بوقود الهيدروجين، وتخيل آخرون أنه قد يكون مرحاضا فاخرا ليس له مثيل، وبدا وقتها أنه ليس ثمة سقف للتوقعات والآمال.

يبدو شكل مركبة سيغواي مثل آلة قطع حشائش الحدائق، وتعمل بمحركات كهربائية صغيرة لنقل راكب واحد وهو واقف بسرعة 18 كيلومترا في الساعة

غير أن المركبة لم تلق إقبالا على نطاق أوسع. وظل سوق سيغواي محدودا بشريحة مستهدفة بعينها، فمثلا لقيت إعجاب رجال الشرطة وموظفي الأمن في مراكز التسوق، وكذلك السياح الذين تستهويهم بساطتها وسهولة حركتها.واستولت سيغواي على إعجاب بعض المشاهير، مثل ستيف وزنياك المؤسس المشارك لشركة أبل، والذي يعد مغرما بممارسة لعبة البولو على متن هذه المركبة.

غير أن المركبة واجهت أيضا عثرات شهيرة تناولتها وسائل الإعلام، فقد ظهر الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وهو يركب سيغواي عام 2003، ليثبت أنه مواكب للاتجاهات العصرية، غير أنه فقد توازنه وسقط. وفي عام 2010 احتل الاختراع المرتبة الأولى في قائمة مجلة تايم لـ”أسوأ 50 اختراعا”، بعكس السيارة التي كان من المفترض أن يحل محلها.

وتنهي هذه الشركة حاليا أعمالها، على الرغم من أنه ليست لديها خطة بعد الإغلاق، أو بيع موقف مركبات سيغواي في ولاية نيوهامبشاير الأميركية.

24