سيرك عمار يعود إلى الجزائر

الجزائر ـ عاد “سيرك عمار” الكبير هذه السنة في جولة أخرى عبر مختلف المناطق الجزائرية، وأقام خيمته الكبيرة قرب منتزه الصابلات في العاصمة الجزائرية.
ويحضر المتفرجون كل يوم عرضًا مسائيا يتضمن الرقص والسحر والحركات البهلوانية، من إنتاج فنانين مختلفين. ويقول ستيف توجني -المدير الفني للسيرك- “عدنا بعد انتظار طويل، حيث يعطينا بدء العروض في العاصمة طاقة إيجابية”.
وتقول إحدى الفتيات التي حضرت إحدى العروض “أحب السيرك”. ويقول طفل صغير “رأينا أسودًا وتماسيح”، بينما يقول آخر “لقد تأثرت بالفنانين”. ويضيف أحد المتفرجين “كان العرض جيدا”، وهو ما تؤكده طفلة صغيرة -جاءت إلى السيرك مع والديها- بقولها “السيرك جميل جدا”.
ويعود تاريخ تأسيس “سيرك عمار” إلى سنة 1860 في برج بوعريريج على يد أحمد بن عمار القايد الذي كان تاجر خيول بالإضافة إلى ولعه بهواية تربية الحيوانات، وقام بترويض الحيوانات المتوحشة، ليقوم بتشكيل عرض صغير يجوب به أسواق الجزائر آنذاك.
وبدأ بتقديم عروضه، ليعرف بعد ذلك شهرة دفعت به إلى تقديم أول عرض في إنجلترا، وهناك تعرّف على “ماري بونفو” التي تزوجها، وهي فرنسية الأصل معروفة أيضا باسم “مادام نيشو”، ليتطور السيرك بعد ذلك إلى أن توفي أحمد بن عمار سنة 1913، وقد واصلت زوجته وأبناؤه الستة المسيرة.
وفي سنة 1960 أقيمت احتفالية ضخمة بالعاصمة الجزائر لإحدى أكبر فرق السيرك في أوروبا وأشهرها، إحياء لمئوية السيرك الجزائري (سيرك عمار)؛ وانطلقت من باريس 54 عربة والمئات من الفنانين لتقديم أكثر من 23 عرضا، وكان هذا آخر عرض ضخم لـ”سيرك عمار” بعد الوفيات المتعاقبة للإخوة عمار.
وانتهى بذلك الإشراف المباشر لعائلة عمار على السيرك، بعد استقالة مصطفى عمار من إدارة السيرك سنة 1968، ليترك المقاليد لجون روش إلى غاية 1972، وتولّت بعد ذلك عائلة بوغليون رئاسة السيرك الجزائري -وهو السيرك الذي يتبع حاليا السلسلة العالمية الضخمة “فلوريليجيو”- لكنها حافظت على تسمية “سيرك عمار المغاربي” الذي عاد إلى دول المغرب وخصوصا الجزائر، في أطول سلسلة عروض لا تزال متواصلة منذ سنة 2006.