سيدة أعمال مثيرة للجدل تنافس تبون في السباق الرئاسي

الجزائر تشهد لأول مرة ترشح ثلاث سيدات لانتخابات الرئاسة في مجتمع يرفض أن تسوده امرأة.
الثلاثاء 2024/06/11
سعيدة نغزة ثالث امرأة تترشح لانتخابات الرئاسة في الجزائر

الجزائر- اتسعت قائمة المرشحين لسباق الرئاسة في الجزائر إلى خمسة مترشحين مع إعلان سيدة الأعمال ورئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات سعيدة نغزة رسميا ترشحها، بينما يتوقع أن يعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ترشحه رسميا لولاية رئاسية ثانية على ضوء حملة دعائية مبكرة ومناشدات من أحزاب الموالاة الممثلة في جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي وحركة البناء الوطني وجبهة المستقبل.

وفي وقت سابق، أعلن كل من عبدالعالي حساني رئيس حركة مجتمع السلم المعروفة اختصارا بـ'حمس' أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، ويوسف أوشيش الأمين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية أقدم حزب معارض في البلاد ولويزة حنون زعيمة حزب العمال التروتسكية والمحامية الملتزمة بالدفاع عن الحريات زبيدة عسول، ترشحهم للانتخابات الرئاسية.

ويشهد الوضع السياسي في الجزائر، قبل أشهر قليلة من الانتخابات المقررة في 7 سبتمبر المقبل، سجالا واسعا تطور إلى التراشق بالاتهامات بين قيادات أحزاب الموالاة إثر خلاف سياسي حاد بين رئيس حركة البناء الوطني الإسلامية عبدالقادر بن قرينة والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبدالكريم بن مبارك حول مرشح التحالف للانتخابات الرئاسية.

ويشكك عدد من الجزائريين في جدّية الترشحات المعلنة لخوض الاستحقاق الانتخابي إلى حدّ الآن، بعد أن فقدت العديد من الأحزاب مصداقيتها بسبب الولاء للنظام خدمة لمصالحها الخاصة.

وتشير التوقعات إلى أن ترشح تبون للسباق الرئاسي لولاية ثانية، مسألة وقت في ضوء تركيزه خلال خطبه الأخيرة على ما سماه بـ"مؤامرات" و"مناورات" تستهدف تأليب الشارع على النظام عبر إثارة قضايا اقتصادية واجتماعية، كالتلاعب بوفرة مواد أساسية في الأسواق أو زيادة الأسعار فوق طاقة المستهلك الجزائري، وتقديم نفسه على أنه ضامن لاستقرار البلاد.

وقالت نغزة في تصريح أمام الصحفيين إنها اختارت الترشح بعد تفكير طويل وإدراك تام بحجم الآمال الكبيرة التي يتطلع إليها الشعب الجزائري، مضيفة "من واجبنا تغيير الذهنيات، كما يجب أن نشمر عن سواعدنا ونواجه بكل شجاعة وإصرار جميع هذه المعارك المتعلقة بمستقبلنا".

وترأست المرشحة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية منذ 2016، كما تدير مجموعة شركات خاصة أنشأتها عام 1999 وتعمل في مجال الإنشاءات والبناء والهياكل الفولاذية والسيراميك وتوسع نشاطها إلى الاستيراد والتصدير وتكنولوجيا المعلومات وتشرف على استثمارات لها في غرب أفريقيا وخاصة في السنغال.

واشتهرت بكونها أكثر سيدات الأعمال الجزائريين حضورا في المنتديات الاقتصادية في الخارج وخاصة في غرب أفريقيا. وتعد هيئة أرباب العمل، التي تترأسها، الأكثر تمثيلاً للمستثمرين الجزائريين في الفعاليات الاقتصادية في الخارج.

وقد برز اسمها في واجهة الأحداث في البلاد في سبتمبر 2023 عندما نددت في رسالة إلى الرئيس عبدالمجيد تبون بالعقبات التي يواجهها رواد الأعمال.

 وسببت رسالتها التي نشرتها على حسابها بفيسبوك ضجة إعلامية، بعد أن اشتكت فيها  من تعرض العديد من رجال الأعمال لما وصفته بالاضطهاد.

وأثارت الرسالة غضب الرئاسة الجزائرية، حيث كشفت أسرار مناخ الأعمال والاقتصاد في الجزائر الذي بات طاردا للمستثمرين، مشيرة إلى أنها تتلقى شكاوى متكررة من رجال أعمال يشكون الاضطهاد والضغوطات من ممثلي الدولة وأن مناخ الأعمال يتسم بحالة من انعدام الثقة وارتفاع الأسعار.

وتعرضت على إثر ذلك، إلى هجوم حاد من قبل وكالة الأنباء الجزائرية، مما اضطرها لمغادرة البلاد قبل أن تعود لاحقا.

وفي رد مبطن إلى الواقفين خلف رسالة منظمة أرباب العمل، التقى الرئيس الجزائري مع وفد تنظيم مجلس التجديد الاقتصادي، في قصر المرادية لتعزيز التحالف غير المعلن بينهما وطمأنة الداعمين لطموحه في ولاية رئاسية ثانية.

وأعاد هذا الموقف تكريس صورة نغزة كسيدة أعمال مثيرة للجدل في مواقفها وفي جرأتها، التي لا تخلو من حسابات ودوافع متعددة، واتخاذها لمواقف معاكسة، حيث اشتهرت قبل ذلك خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس بوتفليقة بدخولها في مواجهة مع علي حداد الرئيس السابق لمنتدى رؤساء المؤسسات والذي كان شديد النفوذ بحكم قربه من السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الراحل.