سيارات كهربائية تزيح عربات الخيول في البتراء

اختارت المملكة الأردنية التجديد في القطاع السياحي من خلال استبدال عربات الخيول التي تنقل الزوار في البتراء بسيارات كهربائية، وهي خطوة لاقت استحسانا من جمعيات الرفق بالحيوان إضافة إلى أهالي المنطقة الذين سيشتغلون كسائقين للسيارات الجديدة.
البتراء (الأردن) - يهمُّ المُقعد النمساوي رودي (43 عاما) بمساعدة بسيطة بركوب واحدة من عشر سيارات كهربائية حلت بدلا عن عربات تجرّها خيول لنقل السياح في مدينة البتراء الأثرية، في وسيلة نقل تساعد أصحاب الاحتياجات الخاصة وتحدّ من انتقادات المدافعين عن حقوق الحيوانات.
ويقول رودي فرحا “السيارة الكهربائية رائعة، فقد وفّرت فرصة لأشخاص على كرسي متحرك لزيارة هذا المكان الرائع”.
ويضيف الشاب من أمام الخزنة الشهيرة المنحوتة بالصخر الوردي “أنا سعيد جدا بهذه الفرصة”.
وبدأت السلطات في المدينة الوردية مؤخرا باستبدال حيوانات عاملة في نقل السياح بسيارات كهربائية صديقة للبيئة يقودها أصحاب تلك الحيوانات.
ويقول رئيس سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي سليمان الفرجات، إن “السيارات العشر هي البداية وبديل عن 12 عربة تجرّها خيول”.
واختيرت البتراء التي كانت عاصمة للأنباط ما قبل الميلاد، كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007، وهي الوجهة المفضلة للسياح الأجانب في الأردن.
وتقول الستينية آنجي التي جاءت من ولاية ميشيغان الأميركية لزيارة البتراء “السيارة الكهربائية سهّلت الأمر عليّ وعلى زوجي”.
وتضيف السيدة ذات الشعر الأسود القصير “قد يكون منظرها بعيدا قليلا عما هو مألوف في مكان جميل كهذا، لكن في عمرنا، من الجميل استخدام بديل جيد للتنقل”.
وتتسع السيارة الواحدة لخمسة ركاب بدلا من اثنين في العربة التي يجرها خيل، بالإضافة إلى السائق.
وتشحن السيارة الشبيهة بسيارات ملاعب الغولف، بالكهرباء لساعات قبل أن تصبح جاهزة لتعمل يوما كاملا.
ويقول الفرجات “السيارات الكهربائية لا تلوث ولا دخان”.
ويوضح أن “استبدال العربات التي تجرها رواحل تمّ بالاتفاق مع جمعية أصحاب الرواحل وبحيث يكون معظم الدخل للجمعية”.
ويضيف “هذا التحديث على منظومة النقل لا يؤثر على دخل المجتمع المحلي، بالعكس زاده وارتقى بمستوى الخدمات”.
وتأخذ الجمعية 75 في المئة من دخل السيارات، بينما تأخذ سلطة إقليم البتراء 25 في المئة منه. ويقول الفرجات إنها ستستخدم “لتأسيس صندوق للاستدامة وتوفير فرص عمل أخرى”.
ويقول رئيس جمعية أصحاب الخيول محمد العمارات من جهته “لدينا 353 منتسبا للجمعية يمثلون 2100 عائلة، ما يعني أن نحو 11500 شخص مستفيدون بشكل مباشر وغير مباشر من الجمعية”.
ويشير إلى أن مصدر الدخل الرئيسي لهؤلاء هو نقل السياح من مركز الزوّار قرب الفنادق إلى داخل مدينة البتراء الأثرية والعودة منها.
ويشير إلى أن عربات الخيول كانت “متعبة ودخلها أقل ومدة رحلتها أطول”.
وبحسب العمارات، يحصل العاملون على السيارات على أكثر من 300 دينار( نحو423 دولارا) شهريا، ووفرت الخطوة العشرات من فرص العمل بين سائقين ومراقبين وبائعي تذاكر.
وأغلقت المدينة في مارس 2020 حتى عودة الأردن لاستقبال السياح في الأول من شهر مايو الماضي.
ويزور البتراء حاليا نحو ألف سائح أجنبي في اليوم مقارنة بأكثر من 3 آلاف عام 2019.
ورحبّت منظمات مدافعة عن حقوق الحيوانات بخطوة استعمال السيارات بعد أن كانت انتقدت مرارا القسوة مع الحيوانات والمبالغة في استغلالها.
ويقول الفرجات إن وجود السيارات “يقلّل من نسبة سوء استخدام بعض الحيوانات التي كانت موجودة من البعض”.
ويضيف “الخطوة نجحت بشكل كبير والجميع سعيد بها: السائح، وجمعية الرواحل، ومنظمات الرفق بالحيوان التي كانت تتواصل معنا وتبدي قلقا تجاه سوء معاملة البعض للحيوانات”.
وقالت منظمة “بيتا” التي تعنى بحقوق الحيوان في بيان، إنها “خطوة أولى كبيرة لحماية الحيوانات العاملة”.
ونقل البيان عن نائب رئيس المنظمة جيسون بيكر قوله “الخيول لن تعاني بعد الآن من جرّ السياح في المكان مع دخول هذه السيارات التي تغير قواعد اللعبة. نأمل أن نرى المزيد من التطورات من هذا النوع”.
وعبّر عن أمله بالوصول يوما ما إلى النقل دون حيوانات داخل البتراء.
لكن الفرجات يقول إن هذا الموضوع غير وارد حاليا، “حفاظا على طابع المكان، فهو موقع تراث عالمي والطاقة الاستيعابية تؤخذ بالاعتبار”.