سياح يدفعون حياتهم ثمنا لسيلفي مثالية

الهوس بالتقاط صور مذهلة أثناء العطلة تدفع بحياة الكثير من السياح مما حدا بتطوير تطبيق يحتوي على بنك معلومات يضم نحو 7 آلاف موقع في أنحاء العالم يعد التقاط صور السيلفي فيها خطرا.
الثلاثاء 2019/01/29
أجواء تغري على المغامرة

الرغبة في التقاط صور شخصية (سيلفي) مذهلة أثناء الإجازات تربك العديد من الدول وعلى رأسها الهند وسريلانكا، وتتحول إلى شبح مميت يطارد السياح حيثما حلوا، بسبب إصرارهم على الحصول على صور مثالية.

كولمبو/ نيودلهي – ليس من الصعب على المرء أن يدرك السبب وراء إعلان دليل “لونلي بلانيت”، أكبر مرجع ودليل للسفر حول العالم، أن سريلانكا هي الوجهة السياحية المفضلة لعام 2019، ولكن يجب على أي سائح يعتزم زيارة هذه الدولة/الجزيرة، في آسيا أن يكون على حذر إزاء الخطر المتزايد، وهو خطر ليست له علاقة بالحياة البرية أو الطقس أو الأمراض الاستوائية، وإنما ينبع من الرغبة في التقاط صور مذهلة أثناء العطلة.

سقطت ألمانية العام الماضي، لتلقى حتفها خلال محاولة التقاط صورة ذاتية (سيلفي) في “حديقة هورتون بلينز الوطنية” في المرتفعات الوسطى بسريلانكا. وكانت الراحلة تحاول التقاط صورة لنفسها من أعلى جرف يبلغ ارتفاعه ألف متر، ويعرف باسم “نهاية العالم”.

كما أثبتت خطوط القطار الخلابة التي تمر عبر أدغال سريلانكا أنها شراك موت للباحثين عن صور السيلفي.

وقال أنورا بريماراتنا رئيس أمن السكك الحديدية في سريلانكا، إن عدد السائحين الأجانب الذين يلتقطون صور سيلفي وهم يميلون خارج القطارات المتحركة، في ازدياد.

وأوضح “يعتقدون أنهم يستطيعون الحصول على الصورة المثالية من خلال التقاط صورة يظهر فيها القطار والراكب والجمال الهادئ على طول المسار، لكنهم لا يدركون الخطر إذا فلتت قبضتهم وسقطوا. السقوط وحده يمكن أن يؤدي إلى إصابات خطيرة أو أن يودي بحياتهم”.

وصدر العام الماضي حظر على التقاط الصور الذاتية على مسارات السكك الحديدية ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد.

أما الجارة الشمالية لسريلانكا، وهي الهند، ووفقا لدراستين، فهي الدولة التي تعاني من أكبر عدد، وبفارق كبير، من حالات الوفاة بسبب صور السيلفي.

وأفاد باحثون في مجموعة مستشفيات “معهد عموم الهند للعلوم الطبية” (إيه.آي.آي.إم.إس) التعليمية قبل أشهر قليلة بأنه في الفترة من أكتوبر 2011 وحتى نوفمبر 2018، تم تسجيل 259 حالة وفاة مرتبطة بالصور الذاتية في جميع أنحاء العالم، نصفها تقريبا في الهند وحدها.

 

وقدم علماء في عام 2016، من “معهد تكنولوجيا المعلومات” في نيودلهي وجامعة “كارنيجي ميلون” في الولايات المتحدة دراسة أظهرت نتائج مماثلة.

وحسبما يقول بونورانجام كوماراجورو، أحد معدي دراسة معهد تكنولوجيا المعلومات في نيودلهي، تأتي بعد الهند في عدد وفيات السيلفي، ولكن بفارق شاسع، باكستان وروسيا والولايات المتحدة. ومنذ مارس 2014، توفي 139 هنديا وهم يلتقطون صورا ذاتية، بينهم ست حالات وفاة فقط لهنود خارج بلادهم. وبالإضافة إلى ذلك، لقي خمسة أجانب حتفهم في الهند بسبب السيلفي.

ويمكن أن يكون أحد أسباب هذه الأعداد الكبيرة هو تعداد سكان الهند، لكن التقاط صور السيلفي أكثر انتشارا بشكل واضح في شبه القارة الهندية عنه في أنحاء العالم الأخرى. ومن الشائع في المدن الهندية رؤية الناس في أي مكان وقد مدوا أذرعتهم وهواتفهم المحمولة في أيديهم.

وبالنسبة لبعض الأشخاص، فإن حتى استخدام الدرج المتحرك (السلم الكهربائي) تجربة تحتاج إلى التوثيق بصورة ذاتية.

ويعتقد كوماراجورو أن الهوس بالصور السيلفي نشأ لأن الكثير من الهنود لم يتمكنوا سوى مؤخرا من امتلاك هواتف محمولة تستطيع الدخول على شبكة الإنترنت، وذلك بفضل الهواتف الذكية الرخيصة وسهولة التمتع بخدمات الإنترنت عبر الهاتف مقابل تكلفة منخفضة. وتابع “في الإعلانات، يتم تقديم كل هاتف جديد ككاميرا”.

ووفقا لدراسات، الرجال الشباب هم أكثر فئة تلتقط صور السيلفي الخطيرة فوق المنحدرات أو أعلى المباني الشاهقة أو على حافة بعض المسطحات المائية.

وقام كوماراجورو ومجموعة من زملائه بتطوير تطبيق يسمى “سيفتي” يحتوي على بنك معلومات يضم نحو 7 آلاف موقع في أنحاء العالم، يعد التقاط صور السيلفي فيها خطرا. أيضا، يصدر هذا التطبيق إنذارا عند الوقوف قريبا من جرف أو مياه. ولم يجذب التطبيق حتى الآن الكثير من المستخدمين.

24