سوق الخاسكية مقصد التجار والمتسوقين في جدة بالسعودية

أسواق جدة التاريخية تحظى بشهرة واسعة ومن أشهرها سوق الخاسكية والذي نجح في الربط بين الماضي والحاضر.
الخميس 2024/03/28
جوهرة جدة التاريخية

جدة ـ تمثل أسواق جدة القديمة جوهرة جدة التاريخية والتي أسهمت قديما في النمو الاقتصادي لمدينة جدة ولا تزال قلب التجارة الذي تتدفق منه البضائع في كل اتجاه، ويحظى كل من جرب التسوق في جدة بتجارب شيقة لا حصر لها ابتداء من استكشاف الثقافات القديمة وصولا إلى خيارات التسوّق التي تتيحها هذه المدينة التي تتسم بالحيوية، إذ إن أسواق جدة التاريخية تحظى بشهرة واسعة، ومن أشهرها سوق الخاسكية، والذي نجح في الربط بين الماضي والحاضر، مما جعله مزارا اقتصاديا مهما، يقع في محيط منطقة جدة التاريخية، وعامل جذب واهتمام للتجار والزوار والسياح.

ويرجع تأسيس سوق الخاسكية إلى العام 1813 ميلادي إلا أنه لا يزال شاهدا على عراقة التراث الحجازي القديم، فيما تبلغ مساحة السوق حوالي 1.5 كيلومتر مربع، ولا يزال يحتفظ بالعديد من آثار الحياة التقليدية ذات الخصائص الاقتصادية والاجتماعية القديمة، ويتم الدخول إليه من خلال شوارع ضيقة وممرات متعرجة ترجع بذاكرة الزائرين إلى الماضي بجميع تفاصيله وملامحه عبر ردهات السوق التي يسيطر عليها البناء بالطراز القديم والرواشين الحجازية.

وازدهر سوق الخاسكية لأنه محاط بمعظم البيوت التجارية والدوائر الحكومية، وأصبح منطقة مركزية لمدينة جدة داخل أسوارها العتيقة، ومكانا جاذبا لسكان جدة من مختلف الفئات، بدءا من الأغنياء والتجار، مرورا بالصناع والحرفيين، وانتهاء بالبسطاء العاملين في البحر. ويمثل سوق الخاسكية في جدة القديمة السوق الشامل لكل شيء، مما زاد قيمته التجارية لدى التجار والأهالي، وشجعهم على الإقبال عليه في مختلف أوقات العام دون تمييز موسم عن غيره.

◙ تأسيس سوق الخاسكية يعود إلى العام 1813 ميلادي إلا أنه لا يزال شاهدا على عراقة التراث الحجازي القديم
◙ تأسيس سوق الخاسكية يعود إلى العام 1813 ميلادي إلا أنه لا يزال شاهدا على عراقة التراث الحجازي القديم

وكانت المحال والمقاهي المنتشرة في السوق قديما موزعة حسب طبقات السكان ووظائفهم، فيما تم تقسيم السوق من الداخل إلى أسواق صغيرة تضم البضائع التي لها علاقة بالحقائب والشنط والألحفة ومواد العناية بالجسم المختلفة، إلى جانب عدد كبير من البضائع المتخصصة في العطورات الشرقية والعالمية والتوابل والبهارات.

ويتميز سوق الخاسكية بقربه من البحر والميناء فكانت الحركات التاريخية في المدينة تبدأ من أرصفته، إلى جانب ذلك تنتشر المقاهي في السوق والموزعة حسب طبقات السكان ووظائفهم، كما أنه يحتوي على مطاعم وأفران، ومعظم احتياجات أهل جدة القديمة في ذلك الوقت.

ويمر كل من جرّب السياحة في جدة بتجارب شيّقة لا حصر لها ابتداء من استكشاف الثقافات القديمة والحديثة ووصولا إلى التمتّع بمشاهد حضرية لا شبيه لها، علاوة على خيارات التسوّق التي تُتيحها هذه المدينة التي تتسم بالحيوية، إذ إن أسواق جدة تحظى بشهرة واسعة ومن أشهر هذه الأسواق سوق الخاسكية. وتنتشر الأسواق الشعبية بشكل كبير في مدينة جدة خاصة التي تعرض منتجات تقليدية، وتعتبر أسواق الخاسكية من أشهر وأقدم أسواق جدة وأكثر الأسواق التي تحظى بزيارة بالغة من قبل السياح والأهالي.

وبمجرد تجول الزائر في أسواق الخاسكية تأخذه إلى أجواء الماضي العريق وتزيد من متعته بفضل التصاميم المعمارية الكلاسيكية والقديمة التي تعبّر عن حقبة زمنية كبيرة مرّت على جدة، والأسواق بمثابة أكبر شاهد على التاريخ الحجازي القديم المنتشر في المنطقة حينها. وتقع أسواق الخاسكية في حي الشعاب في منطقة البلد في جدة، ويسهل الوصول إليها من قبل أفواج كثيرة سواء من السياح أو من أهالي المملكة، وهي أسواق تحتوي على متاجر ومحلات كبيرة ومتنوعة توفر المنتجات المحلية والعالمية بأسعار منخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى.

كما أن مساحة السوق كبيرة ويمتاز بأن له أكثر من مدخل حتى يسع عددا كبير من الزوار يوميا، وهو من أجمل وأشهر أسواق جدة إذ يحتوي على محلات متنوعة وعريقة وتزخر بالمنتجات التي يحتاجها الزبائن. وقد يشعر الزائر بالغرابة عند معرفته بأن سوق الخاسكية يرجع عمره إلى أكثر من 200 عام تقريبا، وهو يتكون من أكثر من طابق وتم إجراء العديد من التعديلات والترميم والتحديثات التي ساعدت في بقاء الأسواق بل وزيارة شهرتها.

◙ بمجرد تجول الزائر في أسواق الخاسكية تأخذه إلى أجواء الماضي العريق وتزيد من متعته بفضل التصاميم المعمارية الكلاسيكية والقديمة

وتوجد العديد من محلات الملابس في سوق الخاسكية والتي تقدم ملابس رجالية ونسائية وحتى ملابس الأطفال والرضع. وتحتل محلات الأحذية مكانة كبيرة في أسواق الخاسكية، إذ إنها لا تقل أهمية عن محلات الملابس ويوجد عدد من الطوابق التي تحتوي على محلات أحذية محلية وعالمية.

ويرابط في جدة القديمة وتحديدا ما بين شارع قابل وامتدادا لسوق الخاسكية الكثير من التجار والمستوردين، الذين لم يغرهم التوسع وخروج جدة في عام 1947 عن الأسوار التي تحيط بالمدينة القديمة وتحميها من البرتغاليين الذين أدركوا أهمية المدينة في السيطرة على ملاحة البحر الأحمر، والنمو الاقتصادي الذي تشهده المدينة نحو الشمال وإقامة المراكز التجارية، للخروج من الحدود القديمة.

ويرى اقتصاديون أن الخاسكية وشارع قابل والمنطقة الغربية من البلد هي مركز التجارة الحقيقي لبيع الجملة، والذي يغذي كافة الأسواق في المملكة بنحو 22 سلعة تجارية مستوردة من الصين وفرنسا والولايات المتحدة وعدد من دول آسيا، مرجعين أسباب بقاء التجار في هذه المنطقة رغم التغيرات الجغرافية والتوسع إلى عاملين: القرب من ميناء جدة الإسلامي، وتدني الإيجارات مقارنة بصالات عرض في مواقع مختلفة من المدينة.

وفي حين لا توجد إحصائيات رسمية لعدد التجار المتمترسين في المدينة القديمة، إلا أن متعاملين في السوق يؤكدون أن غالبية المستوردين والتجار يمتلكون مكاتب عرض لمنتجاتهم في المباني الواقعة في شارع قابل، والخاسكية، وتطل على منافذ بيع التجزئة منذ أكثر من 50 سنة، ويقدر حجم الصفقات التي تعقد في هذه المكاتب وفقا لعدد من التجار بالملايين من الدولارات شهريا، وترتفع المبيعات في فترتي رمضان وبداية العام الجديد، لتصل إلى 5 ملايين دولار في رمضان مثلا.

16