سوق الأحمدية بحلب القديمة يستعد للحياة من جديد

أعمال ترميم السوق شارفت على الانتهاء.
الأحد 2022/04/03
حلب القديمة كتاب تاريخ

واجهت مدينة حلب القديمة بأسواقها الشهيرة دمارا على يد الدواعش لكنها اليوم تنهض من غبارها مع الخطى المتسارعة لترميمها من ذلك سوق الأحمدية الذي أشرفت أعمال الترميم فيه على النهاية.

حلب (سوريا) – كخليّة نحل وبإيقاع متسارع تعمل الورشات الفنية المختلفة في سوق الأحمدية بمدينة حلب القديمة لإعادة تأهيله وترميمه، ليفتح أبوابه أمام الزائرين قريبا، وليستعيد السوق جزءا من ألقه، مع باقي الأسواق المجاورة له التي سبقته بالعودة إلى الحياة بعد سنوات من الحرب الطاحنة التي دمرت أسواق حلب القديمة بمجملها.

وسوق الأحمدية يعد من الأسواق التسعة للشارع المستقيم الممتد من باب أنطاكية غربا حتى نهاية سوق الزرب شرقا والمطل على قلعة حلب الأثرية.

وفي شهر مايو من العام 2021 وقعت وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح اتفاقية خاصة بترميم وتأهيل سوق الأحمدية.

السوق يحتوي على معالم معمارية جميلة منها سبيل الماء ومقهى الشلبي الذي يعد من أجمل المقاهي

وتحدثت المهندسة لولوة خربطلي المشرفة على ترميم السوق، والتي تعمل في مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية أن المؤسسة كجهة مشرفة على المشروع شاركت مع مجلس مدينة حلب والمديرية العام للآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية في اختيار سوق الأحمدية بأعمال التأهيل والترميم لهذا السوق، مبينة أن أعمال الترميم شارفت على الانتهاء.

وأضافت المهندسة خربطلي أن “السوق يحتوي على معالم معمارية جميلة جدا ومنها مقهى الشلبي الذي يعد من أجمل المقاهي إضافة إلى سبيل الماء، واللذان يتم ترميمهما بنفس العناصر المعمارية الفنية الجميلة”.

وروت المهندسة خربطلي بكثير من الحزن عن الخراب والدمار الذي لحق بأسواق مدينة حلب القديمة عموما، التي كانت تشكل هوية معمارية لافتة، ولكن بنفس الوقت أشارت إلى أن عملية الترميم للأسواق تبدأ من الأسواق الأقل تضررا، لأن ذلك يشكل عودة سريعة لأصحاب المحال التجارية.

وأوضحت أن أعمال الترميم شملت أيضا القبة الموجودة في السوق، وهي من أجمل القباب المقرنصات، والتي تعرضت لضرر جزئي، مؤكدة أنه تم إعادة تأهيل تلك القبة وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقا.

وعبرت المهندسة خربطلي عن سعادتها بتمكن الورش الفنية من إعادة ترميم واجهات المحلات التجارية بنفس الطراز المعماري، وكذلك الأبواب المؤلفة من قطع معدنية وأجزاء خشبية وليتم توحيد شكلها مع الأبواب السابقة في الأسواق المرممة سابقا، مثل سوق خان الحرير وسوق الفستق المجاورين له.

وأشارت خربطلي إلى أنه تمت تهيئة البنى التحتية لهذا السوق من كهرباء وماء وصرف صحي وهاتف تحت الأرض، وتزويد السوق بلوحات كهربائية تنسجم مع النسيج العمراني للسوق.

وقالت “نحن سعداء جدا أننا استطعنا أن ننجز الأعمال ضمن الفترة الزمنية المحددة، وضمن المواصفات الفنية التي وضعناها، وضمن المواد التقليدية والأدوات التقليدية التي كانت معتمدة بالدراسة”.

عملية ترميم أسواق مدينة حلب القديمة بدأت من سوق السقطية
عملية ترميم أسواق مدينة حلب القديمة بدأت من سوق السقطية

ونوهت خربطلي بأن عملية الترميم لأسواق مدينة حلب القديمة بدأت من سوق السقطية الذي انتهى ترميمه في العام 2019، مشيرة إلى أن اختياره بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يتوسط أسواق حلب القديمة على المحور الرئيسي الذي يمتد من باب أنطاكية غربا، وصولا إلى سوق الزرب شرقا، تلاه سوق خان الحرير باعتبار أنه يشكل أحد مداخل حلب القديمة الرئيسة، ومن ثم ساحة الفستق باعتبارها صلة وصل، لافتة إلى أن سوق الأحمدية تم اختياره لأنه آخر سوق كانت فيه نسبة الأشغال قليلة وحجم الضرر قليل.

وأعربت خربطلي عن أملها أن تستمر عملية الترميم لتصل إلى سوق الزرب لكي يتمكن أصحاب المحلات التجارية من العودة اليه، ويعود الألق لكامل مدينة حلب القديمة.

وأشارت إلى أن أسواق مدينة حلب القديمة المسقوفة تمتد على مسافة تقدر بـ13 كيلومترا، المحور الرئيسي منها يمتد من باب أنطاكية إلى سوق الزرب بطول واحد ونصف كيلومتر، مبينة أن ما تم إنجازه يشكل نسبة قليلة.

وقالت “أنجزنا 200 إلى 250 مترا، من أصل واحد ونصف كيلومتر على المحور الرئيسي من أصل 13 كيلومترا”، مبينة أن هناك كما هائلا من العمل، معربة عن أملها بأن يساهم الجميع في بناء وإحياء مدينة حلب القديمة لتبقى على لائحة التراث العالمي.

20