سوري يحافظ على مهنة المسحراتي بدمشق القديمة في رمضان

دمشق - تحضر المسحراتي السوري أبوالهيجا الأناشيد التي يرددها وموسيقاها من حنينه إلى الماضي والإلهام الذي يستوحيه من المسحراتية الذين كان يتابعهم في طفولته والتقاليد الحية في قلوب سكان دمشق القديمة.
فعلى الرغم من اضطرابات الحرب السورية التي أجبرت العديد من المسحراتية على وقف عملهم الليلي، يتمسك أبوالهيجا بعمله في الأزقة التاريخية بدمشق القديمة. ويشتهر أبوالهيجا بمناداة السكان بأسمائهم عند إيقاظهم فيضيف إحساسا بالحميمية والمجتمع إلى أناشيده وألحانه التي يرددها قبل الفجر.
وفي عصر تهيمن عليه التكنولوجيا لا يزال الكثيرون يفضلون الاستيقاظ على صوت المسحراتي، بدلا من أجهزة المنبه والهواتف الذكية الحديثة، لتناول وجبة السحور خلال شهر رمضان.
وكون الدخل الذي يحصل عليه من عمله كمسحراتي في غاية التواضع فإن أبوالهيجا يعمل بشكل أساسي عضوا في فرقة عراضة تقليدية على مدار العام. وعندما يقترب رمضان من نهايته، تعرب العائلات عن امتنانها للمسحراتي بتقديم تقدير رمزي لأبوالهيجا على عمله طوال الشهر.
ويتمسك أبوالهيجا بهذه المهنة رغم عدم جدواها الاقتصادية قائلا “من 35 سنة وإن شاء الله مكملين فيها لآخر العمر نفيّق ها الحارة ونفيّق ها الجيران ولفعل الخير نحنا جاهزين إن شاء الله”. ومعلوم أن لمهنة المسحراتي مكانة خاصة في قلوب أهل دمشق الذين يشاهدونها في برامج تلفزيونية.